خبر كيف نواجه تعاظم حماس- نظرة عليا

الساعة 08:08 ص|13 سبتمبر 2014

كيف نواجه تعاظم حماس- نظرة عليا

بقلم: عاموس يدلين

(المضمون: يجب اعادة موضوع تعاظم حماس الى مركز الاستراتيجية بعد الحملة لضمان ان تكون الجولة التالية ابعد ما يكون في محور الزمن - المصدر).

 

الان، مع انتهاء المعارك، ينبغي فحص مسألة اعادة تعاظم قوة حماس. فعدم الاصرار على اقامة آليات تمنع اعادة تعاظم قوة حماس في نهاية جولات القتال السابقة "عمود السحاب" في 2012 و"الرصاص المصبوب" في 2009، هو، بقدر كبير، "الخطيئة الاولى" التي أتاحت لحماس المبادرة الى جولة القتال الحالية.

 

في موعد سابق من هذا الاسبوع نقل على لسان مصدر سياسي كبير، على ما يبدو وزير الخارجية، قوله ان "حماس لم تنتظر حتى ولا لحظة واحدة بعد جولة القتال الاخيرة وبدأت في استئناف تسلحها تمهيدا لامكانية جولة اخرى". وردا على ذلك، نفى مصدر امني كبير الادعاء

 

وقال: "لا نعرف معلومات كهذه، وليس واضحا لنا الى ماذا استند ومن أين استمد هذه المعلومات".

 

ان خلافات الرأي السياسية بين مدرسة "الردع" وبين مدرسة "الاسقاط" التي بدأت مع بداية المعركة الاخيرة مع حماس، مقبولة وشرعية في دولة ديمقراطية. وبالتوازي، ينبغي اجراء فحص مهني لمسألة بناء قوة حماس بعد "الجرف الصامد" لغرض وضع سياسة ملموسة تستشرف المستقبل.

 

من أجل القول ان حماس ستستأنف مساعي بناء قدراتها العسكرية فور وقف النار لا حاجة الى استخبارات حميمة وحديثة. هكذا تصرفت حماس في الماضي وينبغي الافتراض بان هكذا ستتصرف في المستقبل ايضا. حماس هي منظمة خطت على علمها المقاومة المسلحة وواضح انها ستبذل كل جهد مستطاع، دون تأخير، لاعادة بناء قدراتها العسكرية التي تضررت بشدة في الخمسين يوما من معركة "الجرف الصامد". لقد فقدت حماس قدرتيها الاستراتيجيتين المركزيتين: منظومة الصواريخ بعيدة المدى، التي تحطمت على القبة الحديدية الاسرائيلية ومنظومة الانفاق الهجومية التي دمرها الجيش الاسرائيلي بكاملها تقريبا. كما أن منظومات اخرى كمنظومات الانزال من البحر ومنظومات الطائرات الصغيرة بدون طيارين، فشلت أو تضررت بشدة.

 

صحيح أن حماس توصلت الى وقف للنار دون أن تحصل على شيء تقريبا من قائمة مطالبها الطويلة التي طرحتها، ولكن اسرائيل ايضا لم تنجح في أن تفرض على المنظمة الارهابية اي من المطالب المركزية التي عرضها رئيس الوزراء كهدف للحملة: تجريد غزة واقامة آليات تراقب منع تعاظم حماس. هذا الهدف المتمثل في "عدم التعاظم" فوت كما اسلفنا في التسويات السابقة ايضا ويجدر ان يكون هدفا مركزا للمطالب الاسرائيلية في المفاوضات على الترتيب، المتوقع أن تبدأ في القاهرة بعد ثلاثين يوما من موعد وقف النار الذي اعلن في 26 آب 2014. والى أن يتحقق الترتيب (والذي احتمال ان يعالج بنجاعة مسألة التعاظم ليس عاليا) مصلحة حماس هي استخدام الاف العاملين في مخارط الصواريخ والاف حافرين الانفاق ووضعهم في رأس قائمة متلقي الرواتب في المنظمة.

 

من المهم الفهم بان الضربة لحماس كانت شديدة ولكنها ليست تامة. من المهم التركيز على ثلاثة مجالات تتعلق بالتعاظم المستقبلي لحماس: انفاق التهريب (التي عالجها المصريون)، منظومة الانتاج، والانفاق الهجومية.

 

1. انفاق التهريب: يقدر بانه كان لحماس 800 – 1.000 نفق تهريب ومعظمها دمرها المصريون، ولكن ينبغي الافتراض بان بضع عشرات مع ذلك نجت وان حماس ستعطي أولوية لتهريب المال والسلاح في هذه الانفاق. فالمساعدات الانسانية، الغذاء، الوقود وحتى مواد البناء ستأتي على أي حال برعاية اسرائيلية عبر معبر كرم سالم.

 

2. منظومة انتاج وسائل القتال: ينبغي الافتراض بان 30 – 50 في المئة من هذه المنظومة نجت من الجهود الاسرائيلية لتدميرها وان مواقع الانتاج هذه عادت لتنتج بالوتيرة الاقصى الممكنة المشروطة بوفرة المواد الخام.

 

3. منظومة الانفاق الهجومية: معقول التقدير بان أساس عمل الحفريات لحماس يتركز الان في انتشال الجثث والعثور على رجال الذراع العسكري الذين دفنوا في الانفاق المدمرة. ومع ذلك، فان فرضية العمل يجب أن تكون بان منظومة الانفاق الهجومية هي الاخرى قد بقي منها نفق أو اثنان لم يكتشفا او لم يدمرا بكاملهما، وان حماس ستبذل كل جهد مستطاع لاعادة بنائها. وحتى لو فشلت في تحقيق هدفها العملياتي، فان الصدى الجماهيري وفي الوعي الذي حققته الانفاق الهجومية والارهابية لحماس يخلق التزاما متزايدا من جانب المنظمة زيادة الانشغال بهذه الوسيلة. وحتى لو كان سيمر وقت طويل الى أن تحفر انفاق تتيح قدرات استراتيجية، فان حماس معنية بالابقاء وبخلق استخدام لنفق هجومي كمنصة انطلاق لعملية ارهابية موضعية. هدف هذا الحدث سيكون الاعلام والايلام قدر الامكان في ظل محاولة التأثير على المعنويات في بلدات النقب الغربي وعلى رواية الصمود حتى بعد نهاية "الجرف الصامد".

 

مفاهيم اساسية من التحليل:

 

1. حماس ستبذل كل جهد مستطاع لاعادة بناء قوتها والاستعداد للمواجهة التالية.

 

2. لا ينبغي توقع تعاظم كبير وسريع لحماس في المدى الزمني القريب – ففي هذه المرحلة تنشغل حماس في باحصاء الاضرار وباعادة الترميم. وهي بعيدة جدا عن القدرات التي كانت لها في بداية تموز 2014. ومع ذلك، يوجد تخوف بالنسبة للمدى البعيد، لان حماس اثبتت في الماضي قدرة ترميم وتعاظم مؤثرة.

 

3. لقد اثبتت حماس نفسها كمنظمة تتعلم – ينبغي الافتراض بانها ستحقق في نجاحاتها وستحاول تعزيز المنظومات التي حققت لها انجازات، وكذا ينبغي الافتراض بانها ستحقق في اخفاقاتها في ظل البحث عن سبل جديدة للمس باسرائيل.

 

4. لا شك أن حماس متشجعة من نجاحها في المس بالجيش الاسرائيلي وبالبلدات بواسطة نار قذائف الهاون وبالتالي فانها ستعزز هذه المنظومة.

 

5. ستتم أعمال التعاظم لحماس، قدر الامكان، سرا، في ظل محاولة اخفائها عن الاستخبارات الاسرائيلية. وينبغي الافتراض بان السكان المدنيين سيوفرون غلافا دفاعيا لنشاط حماس.

 

6. سيتم التعاظم سواء من خلال الشراء والتهريب الخارجي أم من خلال الانتاج الداخلي في غزة.

 

7. ادخال محافل الحكم واجهزة الامن للسلطة الفلسطينية الى غزة لن تكفي لمنع تعاظم حماس. فالضربة التي تعرضت لها لم تكن شديدة بما فيه الكفاية، من جهة، ومن جهة اخرى فان ابو مازن غير معني بمعالجة الموضوع – فهو يفضل استراتيجية المواجهة السياسية مع اسرائيل في المؤسسات الدولية.

 

التوصيات للسياسة:

 

1. على أجهزة الاستخبارات ان تحذر عندما تنتقل حماس من مرحلة "الترميم" والانتعاش الى مرحلة "التعاظم" في ظل التشديد على عناصر التعاظم وتفصيل وتيرة العملية في كل واحدة من القدرات.

 

2. على القيادة السياسية أن تعترف باهمية التهديد النابع من التعاظم الحالي والمستقبلي لحماس وترجمة التهديد الى تعليمات ملموسة للجهاز العسكري، الدبلوماسي، الاعلامي والقانوني.

 

3. موضوع منع التعاظم يجب أن يكون في رأس جدول الاعمال في محادثات الترتيب غير المباشرة التي ستدور في القاهرة، اذا لم تنضج المحادثات غير المباشرة الى اتفاق، يقدم جوابا ناجعا للتعاظم، يجب بلورة استراتيجية، دون التوافق على حماس ولكن بالتنسيق مع المصريين والامريكيين للمواجهة بالشكل الافضل مع التعاظم المستقبلي لحماس.

 

4. يجب التأكد والتنسيق مع المصريين تشديد الجهود لسد عشرات انفاق التهريب المتبقية بين غزة وسيناء.

 

5. يجب الاتفاق مع حلفائنا الامريكيين والاوروبيين بان موضوع انتاج وسائل القتال الاستراتيجية وحفر الانفاق الهجومية هو خط احمر بالنسبة لاسرائيل – وان يكون لاسرائيل بالنسبة لهذه الاعمال شرعية للعمل بوسائل عسكرية في غزة.

 

6. في اثناء بناء خطة الاعمار للبنى التحتية المدنية والاقتصادية في القطاع يجب تحديد آلية ناجعة لمنع تسرب المواد ثنائية الاستخدام لحماس.

 

7. سبق حماس في "مسابقة التعلم". لا يوجد شيء يعيق التحقيق والتعلم اكثر من الادمان على مظاهر النصر. على الجيش ان يحدد لنفسه المجالات التي يجب أن يتحسن فيها وعلى رأسها – المبادرة، الحداثة، المفاجأة، الحيلة، ادارة بعد الزمن وكذا الاستخبارات للاهداف النوعية.