خبر لا هدنة في القدس -اسرائيل اليوم

الساعة 08:07 ص|13 سبتمبر 2014

لا هدنة في القدس -اسرائيل اليوم

بقلم: نداف شرغاي

(المضمون: يرى مقدسيون كثيرون أن احداث الاشهر الاخيرة هي انتفاضة ثالثة. ويزعم السكان اليهود أن الشرطة تحتوي وترد فقط لكنها لا تمنع اعمال الفلسطينيين - المصدر).

 

لا يتجرأ أحد (تقريبا) في القدس على أن يذكر كلمتي "انتفاضة ثالثة"، لكنها اصبحت موجودة هنا – وتشبه شبها عجيبا الاولى التي حدثت في العاصمة في السنوات 1987 – 1991.

وقد سموها آنذاك "انتفاضة الحجارة"؛ وشملت آلاف احداث رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة والطعن واغلاق الشوارع. ووجد آنذاك في الاساس شعور قاس لفقدان السيطرة وفقدان الامن. واصبح الشهران الاخيران يشملان كل هذه العناصر فهناك آلاف احداث الارهاب البارد كما كانت الحال بالضبط في الانتفاضة الاولى لكن أكثر مما كان آنذاك.

 

في الاسابيع الاخيرة اصبحوا يطلقون النار من اسلحة خفيفة من مخيم اللاجئين شعفاط على منازل في حي بسغات زئيف. إن حوادث الاطلاق قليلة حتى الآن لكنها كافية كي يتغلغل الخوف مجددا. ويذكر الرصاص الذي يجده سكان بسغات زئيف في شرفات بيوتهم لا بالانتفاضة الاولى بل بالثانية على الخصوص "الساخنة" المشحونة بالوقائع والدم؛ ويذكر في الاساس باطلاق النار الذي لم يكن ينقطع في بداية الالفية الثالثة من بيت جالا على حي غيلو، وقد بدأ الامر هكذا آنذاك ايضا. واستمر اطلاق النار ذاك اربع سنوات. وهم لا يريدون أن يصلوا الى هناك، وقد يكون هذا هو الذي يجعلهم يرفعون اصواتهم الآن بالصراخ واللهب ما زال منخفضا.

 

تسكن تمار ش. مع أمها في بيت جديد واسع اشترتاه بأفضل ما تملكان من مال في شارع يوسف ندفا في بسغات زئيف، وقد وجدت تمار في أيار الاخير رصاص بندقية في شرفة بيتها وثقوبا في البلاط فاتصلت بالشرطة فجاء ضابط رفيع الرتبة وأخذ الرصاص. "ليس هذا شيئا، فليست هذه قرية معادية"، حاول أن يُهديء جأشها، "فهم يطلقون النار في الهواء طول الوقت وعلى هذا النحو يحتفلون". لكنها وجدت قبل ثلاثة اسابيع رصاصا في شرفة بيتها مرة اخرى حينما كان اولاد أختها يلعبون في الشرفة. وجاء رجال شرطة مرة اخرى وجمعوا الرصاص مرة اخرى.

 

اتصلت تمار في الاسبوع الماضي بمحقق وطلبت أن تعلم كيف يتقدم التحقيق، وكان الشرطي كما قالت للصحيفة مهذبا. "أوضح لي أن كثيرين في مخيم اللاجئين شعفاط يملكون اسلحة غير مرخصة ولا يوجد ما يمكن فعله، واقترح علي أيضا في ود كبير ألا أخرج الى الشرفة، فلم أصدق ما سمعته أذناي. وسألته هل يمكن أن يقتل هذا الرصاص انسانا ولا يثقب البلاط فقط، فأجاب بنعم. وسألته في سذاجة كبيرة: لماذا لا يدخلون شعفاط لمصادرة السلاح غير المرخص، واستمر يوضح لي بصبر لا ينفد أنه توجد اعمال مداهمة لكنها تكون مرة كل زمن طويل وإنه ينبغي أن أتخلى عن الشرفة الآن".

 

وليست تمار التي نقلت ابنها، ابن الـ 11، هذه السنة من مدرسة في مركز المدينة الى المدرسة الاعدادية المحلية في بسغات زئيف – "يخشى الولد أن يسافر في القطار الخفيف الذي

 

يهاجَم طول الوقت" – ليست وحدها. فقد وجد سكان شارع غبرياهو المجاور ايضا رصاصا وفتيان في شققهم.

 

كان افيغدور سان يجلس قبل بضعة اشهر في شرفة بيته فذعر لسماع صفير وتهشم، فقد اصابت رصاصة الدرابزين القريب منه، ووجد هو وزوجته ايتي الخرطوش في الشرفة. وعند خروج ذلك السبت نفسه اطلقوا النار عليهما مرة اخرى فاصابوا الدرابزين.

 

وقبل اسبوعين اطلقوا النار مرة اخرى على بسغات زئيف وردت الشرطة ردا مختلفا هذه المرة فقد أقام قائد المنطقة المقدم يوسي فراينتي في ذلك المكان موقع مراقبة وكمينا من حرس الحدود. وفي صباح يوم السبت لاحظت تلك القوة اطلاق نار من شعفاط على بيوت بسغات زئيف فردت باطلاق النار فأصيب شاب في العشرين من عمره اصابة بليغة ونقل الى مستشفى هداسا لكن الهدوء ما زال بعيدا.

 

يصف سكان شارع الياهو مريدور واقع تعليق الغسيل وراء استار من الورق المقوى والخشب. ووجد السكان في شارع يوئيل فريدلندر ايضا رصاصا اطلق على بيوتهم. ويقول تسفيكا يونغ رايز أحد سكان الحي أن التصعيد نتج عن الاستخفاف بموجة السرقات التي انتابت المنطقة قبل بضع سنوات. ويونغ رايز عضو في ادارة الحي ويريد الآن بتنسيق مع شرطة القدس أن ينشيء دورية سيارات جيب مدنية. وفي صباح السبت الاخير حينما كان يصلي في الكنيس جاء مصلون وعرضوا عليه رصاصا آخر أطلق في ليل السبت على بيوتهم.

 

"اولاد مرعوبون"

 

تزعم ياعيل عنتابي وهي ساكنة في بسغات زئيف وعضو في مجلس بلدية القدس، أن الشرطة في المدينة "تحتوي" الاحداث، ولا تبادر مبادرة كافية، وأن "الفلسطينيين"، كما تقول، يتفحصون الحدود كما هي الحال بالضبط في تربية الاولاد؛ إن التصعيد بطيء لكنه متواصل، فقد اطلقوا النار على بسغات زئيف عشرات المرات في السنوات الاخيرة، واصبح اطلاق النار في آخر شهرين بتصويب مباشر وهذا هو الفرق كله".

 

تقول عنتابي إنه يوجد في مخيم اللاجئين شعفاط الموجود وراء جدار الفصل لكن في داخل منطقة القدس البلدية، ماكثون غير قانونيين كثيرون. وهي تطلب ازاحة نقطة التفتيش الى حدود المجلس البلدي كما كانت الحال في الماضي، "لان كل شيء مخترق اليوم بين رام الله وشعفاط".

 

والصورة مشابهة والخوف مماثل في الجانب الجنوبي من المدينة في خط التماس بين حي ارمون هنتسيف وقرية جبل المكبر، فمنذ أن بدأت عملية الجرف الصامد حرص سكان القرية التي زادت قوة حماس فيها جدا في الاونة الاخيرة، على الخروج كل ليلة الى شارع أبو ربيع المجاور لبيوت اليهود في ارمون هنتسيف يطلقون المفرقعات ويرفعون اعلام حماس واعلام فلسطين ويصرخون ويصفرون ويشاغبون بسياراتهم. ويستمر ذلك حتى آخر ساعات الليل. وآخر بدعة في هذه المنطقة هي الجمع بين مفرقعات وكريات صغيرة يطلقها المشاغبون من القرية على بيوت اليهود القريبة.

 

في ليلة يوم الاثنين عرض علي سكان ارمون هنتسيف افلام هذه المسيرات وقد صورت من نوافذ بيوتهم. وفي هذه الافلام على الاقل تنظر الشرطة الى الاحداث دون أن تفعل شيئا تقريبا. ويقول غيل شختر إنه أطلقت في آخر شهرين مئات المفرقعات بتصويب مباشر الى بيته وبيوت جيرانه: "وألقيت في ذروة الاحداث ايضا زجاجات حارقة". يسكن شختر شارع مئير نيكر لكن جيرانه في شارع الياهو حكيم ايضا يعانون.

 

ويتحدث شختر عن أنهم "رشقوا بالحجارة في هذا الاسبوع فقط موقع مئير نيكر 39". ويتحدث ايضا عن احتواء مبالغ فيه ولا يفهم سلوك الشرطة: "لا يوجد مصابون في هذه الاحداث لكن المشاعر ثقيلة. إن اولادي مرعوبون. واصبح يعتادنا في البيت اطلاق المفرقعات والرشق بالحجارة، وحينما يبدأ ذلك ونرى الانفجارات الضخمة امام نوافذنا يأتينا صغيرانا إبنا السادسة والسنتين ونصف الى السرير مرتجفين. ولا يوافقان على النوم وحدهما. أما الاولاد الكبار فيواجهون الامر على نحو ما. في الايام الاولى خرجنا نحن السكان اليهودي ورددنا عليهم بالرشق بالحجارة الى أن جعلنا المشاغبين يهربون عائدين الى القرية. وبعد ذلك جاءت الشرطة ووضعت قوات في المكان، لكنك ترى الجنود ورجال الشرطة يقفون ويتلقون الزجاجات الحارقة دون أن يردوا".

 

إن هذه الوقائع بالنسبة لشختر، عضو لجنة الامن في الحي، شديدة التنغيص على نحو خاص بسبب التعاون غير العادي بين ارمون هنتسيف وسكان جبل المكبر الذي بادر اليه رئيس

 

الادارة يهودا بن يوسف. ويقول: "هذا من وجهة نظري نوع لطمة وانكار جميل التعاون المجتمعي المشترك الذي كان بيننا".

 

اذا شاغبوا فسيعتقلون

 

يقول عضو مجلس بلدية القدس آريه كينغ الذي يتولى ملف الامن في البلدية، والذي يسكن منذ سنين كثيرة في منطقة جبل الزيتون إنه لا يذكر فترة عاصفة جدا ومشحونة بوقائع عنف متوالية جدا على اليهود في منطقة جبل الزيتون كهذه الفترة. ويقول: "وجدنا عندي في البيت رصاصة في اليوم الذي تلا ليلة القدر؛ واطلقت النار ايضا على "نوف تسيون" المجاورة لجبل المكبر". ويقول "إن رجال الشرطة غير مذنبين، فالذنب هو تصور الاحتواء الذي هم مأمورون بتطبيقه. وهو تصور يقول إنه يجب أن ندعهم يهيجون وألا نمنعهم وأن نعتقل المشاغبين بعد ذلك بمساعدة المعلومات الاستخبارية والصور. لكنه يوجد عندنا اليوم 600 موقوف و200 لائحة اتهام، وأنا لا استهين بذلك لكن الحقيقة أن ذلك لا يردعهم لأنه لا يوجد ما يكفي من النشاط المدبر في داخل احيائهم بل يوجد نمط رد وعقاب، لكن لا يوجد منع من التجرؤ".