تقرير الليلة التي قلبت حياة « ياسر »..!

الساعة 07:58 ص|13 سبتمبر 2014

غزة- خاص

"كان أخوتي الصغار يجلسون مع بعضهم يلعبون والضحكة لا تفارق شفاههم غير آبهين بأزيز الطائرات وأصوات مدافع الدبابات فاللعب واللهو والضحك كانت حياتهم خلال الحرب" بهذة الكلمات البسيطة حاول ياسر الحاج الناجي الوحيد من عائلته استذكار ما حل به في احد ليالي الحرب للتركه وحيداً بعد ان فقد جميع أفراد عائلته .

وتابع :"كان والدي يتابع الأخبار عبر التلفاز وهم يشاهدون اشلاء الاطفال والنساء وعيونهم تذرف ألما وحزنا عليهم؛ ولكنهم في صلاتهم يدعون الله عز وجل ضد هذا العدو المجرم بأن يأخذه أخذ عزيز مقتدر "

بعد ساعة خرج أهلي جميعاً في زيارة لمنزل عمي بقيت في البيت لوحدي ولما عادوا طلبت من أمي الخروج لنصف ساعة للجلوس مع أصدقائي وأعود فوافقت.

هكذا روى ياسر الحاج الساعات الأخيرة مع أهله لـــ "فلسطين اليوم " ويتابع قائلا والدموع تنهار من عيونه جلست مع أصدقاء وبعد دقائق بدأت طائرات الاستطلاع "الزنانات" تجول في سماء المنطقة.

عدت الى البيت وأثناء عودتي كانت الساعة تشير الى الواحدة والنصف واختفت طائرات "الزنانات " واصبح الهدوء يحيط بالمكان بدأت اسير الى المنزل باطمئنان وعلى بعد مئتي متر فقط عن المنزل وأنا انظر إليها واذا بصوت انفجاران يهزان المكان فوجدت نفسي اطير الى مساحة بعيدة وأصبحت الركام الحجارة والغبار يغطون المكان.

قصفوا بلا ذنب

لم يكن يعلم ياسر ان هذه الساعة الأخيرة التي سوف يقضيها مع أهله بعد مباغتة الطائرات الحربية لمنزلهم بمدينة خان يونس وتدميره بالكامل في قصف إسرائيلي استهدفه بصاروخين، مما أدى إلى استشهاد جميع أفراد عائلته الثمانية "الأب محمود والأم باسمة والأخوة نجلاء وأسماء وعمر وطارق وسعد وفاطمة" وأصبح تحت الركام أشلاء ممزقة.

ويضيف رغم إصابة وكثافة الغبار وقفت ونظرت الى المنزل وأنا اصرخ "أهلي في الدار كلهم، دقائق وأكون معكم" وعندما حاولت الاقتراب من المنزل لأرى أهلي منعني الناس وبعدها رأيت خالي بين الأنقاض يحمل أمي، فذهبت خلفه اجري، ثم اخدوني الجيران وأنا أصرخ أهلي.. أهلي، ثم أوصلوني المستشفى وأعطوني إبرة مهدئة ".

وبين ياسر إلى أنه لم يتلق اتصالا للتحذير من القيام بقصف البيت أو إخلاءه وهو ذاته لا يدري لماذا قصف بيتهم وقتلت أسرته بهذه الوحشية، وهم مدنيون، ويقول ياسر:" كانت اختي نجلاء دائما كانت تتمنى الشهادة وتقول: يا رب نموت شهداء"

متميزون في الدنيا وشهداء في الآخرة

ويجدر الإشارة هنا الى أن الشهيدة أسماء تخرجت بمعدل 95% من قسم التكنولوجيا الطبية من جامعة الأقصى، وكانت هذا الصيف ستستلم شهادتها من الجامعة، بعد أن تنهي شهرين التدريب الميداني، وأما عمر فقد أنهى سنة ثانية تخصص لغة عربية من جامعة الأقصى، أما طارق فقد قدم امتحانات التوجيهي وكان بانتظار نتيجته وقلبه معلق بالمساجد.

وأما سعد المعروف بــ "الشيخ الصغير" أنهى الصف الثاني الثانوي الشرعي بمعدل 98% وكان يحلم بإكمال دراسته الجامعية في علم "الشريعة أو أصول الدين هو متفوق جدا وذكي جدا، رغم صغر سنه إلا أنه منذ ثلاث سنوات يلقي دروسًا في المساجد في أمور كثيرة في الجهاد والدين".

وبدأ ياسر يتساءل والحزن مخيم على ملامح وجهه فتحدث بصوت مرتفع لماذا قصف منزلنا؟ ما ذنبي ان احرم من اهلي واخواتي؟ ما الذي اقترفوه أليس من حقي ان اعيش بكرامة وعزة وختم حديثه لــ " فلسطين اليوم " بالقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تآمر علينا وظلمنا.