خبر مجمع ناصر الطبي يصدر البيان الافتتاحي للمؤتمر العلمي الرابع للباطنة

الساعة 07:34 م|12 سبتمبر 2014

خانيونس

 افتتح مجمع ناصر الطبي مساء الجمعة 12-09-2014 في قاعة المؤتمرات بفندق الارك ميد "موفمبيك" المؤتمر العلمي الرابع لأمراض الباطنة،
وحضر المؤتمر جمع من الأطباء والشخصيات الوطنية والطبية الاعتبارية، وبمشاركة من شخصيات طبية من الضفة الغربية والقدس
ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات الطبية بين الطواقم الطبية المختلفة في داخل فلسطين والخارج والالتقاء بين المشاركين للتباحث حول الجديد في مجال طب الباطنة.

أكد د. علاء الدين المصري رئيس اللجنة العلمية في كلمته أنه بالرغم من مشاهد الدمار والبيوت المهدمة والبكاء والآلاف من المشردين والقذائف ، إلا أنه كان الإصرار على عقد المؤتمر لنوصل رسالة غزة بأنه وبرغم كل المآسي إلا أنه في غزة أيادٍ تحمل مشاعل النور والعلم، و أن هذه القلوب التي دميت بالأمس تنتفض اليوم في مؤتمرنا لأننا نستحق الحياة ونستحق دولة وعاصمة .. ولنثبت للعالم ان غزة هي العزة وغرة الأمة، و ستبقى درة التاج .

وأضاف أن المؤتمر يشارك فيه أكثر من أربعمائة طبيب من كافة المستشفيات الفلسطينية ومحاضرين من كليات الطب وعمداء الكليات من الجامعات الفلسطينية، وشخصيات طبية من الضفة الغربية والقدس، وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى التواصل بين الأطباء الفلسطينيين، وتعزيز تمسكهم بهويتهم الأم، وتحملهم مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية جرَّاء أوضاع شعبنا الفلسطيني، في فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة .
وأوضح انه سيُعرض في المؤتمر الذي يستمر لمدة 3 أيام على التوالي، 32 من أوراق العمل وثمانية بحوث طبية وثمانية دراسات من واقع العمل في مستشفيات قطاع غزة، وسيتخلل المؤتمر حلقة نقاش مفتوح بين استشاريين في أمراض الباطنة والعناية المركزة، وسيكون المؤتمر مناسبة لدعم مجالات البحث العلمي وتطوير الخبرات الطبية عامة وفي مجال أمراض الباطنة خاصة.

وتحدث د. عمرو الاسطل المنسق العام للمؤتمر، عن أهمية عقد المؤتمر الذي يأتي كاستجابة لتوصيات مؤتمر الباطنة الثالث الذي انعقد العام الماضي، مشيراً إلى ان إقامة مؤتمر بهذا الحجم وفي ظل الظروف التي نعيشها في غزة ليست بالسهل، مقدماً شكره للشركات الطبية الداعمة للمؤتمر، وللمؤسسات الإعلامية على رعايتها للمؤتمرـ واختتم كلمته "غزة تستحق منا الكثير والجانب الطبي يستحق الكثير .. وشكر الكثير من الجنود المجهولين الذين ساهموا في نجاح المؤتمر .
وشكر الدكتور هاني عابدين معالي وزير الصحة "السابق" ود. محمد جاد الله والعديد من الأطباء من خارج قطاع غزة والذين تكبدوا الكثير من التعب والإرهاق لكي يصلوا لغزة ليؤكدوا على وحدة الأرض>

وبدوره أشاد أ. وئام فارس رئيس اللجنة الاعلامية للمؤتمر على الجهود والرعاية المتواصلة لشركة نوفارتس للأدوية ودورهم الرئيس في إنجاح المؤتمر في ظل كل الظروف الصعبة، وكما ثمن إلى الدور الذي قدمته شركة الشرق الأوسط للأدوية بالرغم من تدمير المصنع وتوقف الإنتاج بسبب العدوان المباشر.

وفي كلمته قال الدكتور جمال الهمص رئيس المؤتمر، مدير عام مجمع ناصر الطبي، مدير عام مجمع ناصر الطبي" يأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة الفعاليات العلمية التي ينفذها مجمع ناصر الطبي" بحسب ما وعد به في مؤتمره الثالث، ". مشيراً ان المؤتمر يأتي ضمن المؤتمرات المتعددة التي يعقدها مجمع ناصر الطبي بهدف تطوير مستوى الأداء وتحسين مستوى الخدمة للمواطن الفلسطيني وتجاوز الحصار المفروض من قبل الاحتلال والذي يحاول من خلاله منع تبادل الخبرات بين الأطباء.
واشار د. الهمص أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تأجيل المؤتمر حيث كان من المفترض أن يعقد بعد عيد الفطر، مشيراً إلى أن انشغال الطواقم الطبية في معالجة جرحى العدوان هو ما دفع إلى تأجيل مؤتمرنا حتى يومنا هذا.
وتابع قائلاً: “أطباءنا بذلوا مجهودا مميزاً وجباراً خلال العدوان، حيث لولا الصبر والصمود الذي بذله أطباءنا لكان قد حدث خلل واضح في النظام الصحي، ونحن نحيي طواقمنا الطبية التي ظلت داعما أساسياً للمواطن الفلسطيني”.
كما أثنى د. الهمص على الشركات الطبية الداعمة للمؤتمر، وجميع المحاضرين المشاركين والذين قدموا أوراق العمل لانجاح المؤتمر.

وفي الكلمة التي ألقاها وكيل وزير الصحة د. يوسف أبو الريش، ترحم د.يوسف على الشهداء الأبرار وتمنى الشفاء للجرحى الميامين، وشكر الطواقم الطبية بكافة فروعها، وقال إن انعقاد المؤتمر هو رسالة واضحة لكل العالم بأن غزة الصابرة تستحق أن تحيا ويجب أن تحيا، مشيراً إلى أن دماء الشهداء والجرحى التي نزفت خلال العدوان هي من أحيت امتنا العربية والإسلامية وكتبت انتصارا لجميع قطاعات الشعب الفلسطيني.
وتابع د. أبو الريش قوله “إن الأمم حين تعلو وتتقدم تعلو في جميع المجالات، وحين تهبط يكون هبوطها في جميع المجالات، وانعقاد المؤتمر اليوم يؤكد على أن شعبنا في حالة صعود”.
وأضاف وكيل وزارة الصحة قائلاً إن أكبر كنز ممكن أن يكون للأمم هو الإنسان الصحيح واليوم تأتون لتساهموا في بناء الإنسان الصحيح رغم التحديات الجسَّام.
كما تحدث د. أبو الريش عن الظروف الصعبة التي مرت بها وزارة الصحة خلال العدوان، مشيراً إلى بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع حين لم يكن هنالك أبسط المعدات الطبية مثل الخيوط الجراحية والمحاليل الطبية.
وبين التحديات التي كانت تواجه القطاع الصحي، انقطاع الكهرباء وعمل المولدات لأسابيع متتالية ومتواصلة خلال العدوان واستمرار بعضها للعمل حتى اللحظة على مدار الساعة كما يحدث حاليا في مستشفى ناصر وهو ما يشكل خطورة على المرضى من امكانية تعطل هذه المولدات في أية لحظة.
كما أشار د. أبو الريش إلى الظروف غير الآمنة التي عملت بها الطواقم الطبية خلال العدوان، حيث التحدي الكبير الذي واجه الطواقم الصحية في الحضور للمستشفيات والمرافق الصحية في ظل تصاعد العدوان، اضافة إلى لجوء العديد من الأسر للمستشفيات "كمراكز إيواء" بسبب العدوان مما أضاف عبء جديد على مستشفيات قطاع غزة على المستويين الصحي والبيئي.
وبين د. أبو الريش أن وزارة الصحة تسعى الآن للعمل ضمن ثلاث محاور، أولها إصلاح الضرر الناجم عن العدوان، والعمل على ملء الفجوة الكبيرة التي تركتها سنوات طويلة من الحصار على القطاع الصحي، والعمل ضمن خطة تنموية وفقاً للخطة الأستراتيجية التي أقرتها وزارة الصحة.
بدوره، قال مدير عام مجمع ناصر الطبي د.جمال الهمص إن المؤتمر يأتي ضمن المؤتمرات المتعددة التي يعقدها مجمع ناصر الطبي بهدف تطوير مستوى الأداء وتحسين مستوى الخدمة للمواطن الفلسطيني وتجاوز الحصار المفروض من قبل الاحتلال والذي يحاول من خلاله لمنع تبادل الخبرات بين الأطباء.

وعقدت خلال اليوم جلستين علميتين، ترأس الاولى د. حسن خلف ود. سمير إسماعيل، وترأس الجلسه الثانية د. سهيل القيشاوي.

وقدم خلالهما أخصائيون وأطباء أوراق عمل بحثية تضمنت دراسات تحليلية وتوصيات تشمل أهمية عمل خطة لمكافحة السل أثناء الحروب، و مشاركة المؤسسات الغير حكومية في زيادة اكتشاف في حالات السل، ودراسة تحدثت عن أهمية إعطاء علاج التهابات المزمنة للشعب الهوائية الناتج عن التدخين وذلك حسب توصيات
GOLD صدرت في فبراير 2014 ،و أوصت بإعطاء مضاد حيوي لجميع المرضي في مستشفي فيما يخص هذا التشخيص لان ذلك يساهم في تحسين نتائج العلاج، وأوصت دراسة أخرى تحدثت عن الجلطة الرئوية، بأنه يجب الاهتمام بالفحص السريري لهذه الحالات مع أهمية الوصول إلى التشخيص السليم وعمل ما يلزم من فحوصات وتحاليل بصورة دقيقة وعدم الاعتماد على التشخيص المبدئي، وفي الجلسة الثانية تم مواصلة عرض الدراسات والحالات التي تمت متابعتها داخل مستشفيات القطاع وأهمها، دراسة بالنسبة لآلام الكتف والتي أوصت بأنه إن لم تستجيب الحالة للعلاج بالأدوية،فيجب الأخذ بالاعتبار احتمالية وجود ورم في أعلى الرئة يضغط على ضفيرة الأعصاب وفي هذه الحالات يلزم عمل صور أشعة عادية ومقطعية للرئة، وكما أشارت دراسة أخرى أن الجلطات التي تصيب أسفل الجهاز البولي تعتبر من المضاعفات الناتجة عن الالتهابات المزمنة في الأمعاء الغليظة والرفيعة وتؤدي إلى جلطات دماغية ورئوية.

جدير بالذكر أن المؤتمر العلمي الرابع لأمراض الباطنة يأتي استجابة لتوصيات المؤتمر الثالث الذي عقده مجمع ناصر في أغسطس 2013 ، التي أقرت أهمية تواصل هذه المؤتمرات ، لمتابعة آخر المستجدات ،و كافة البحوث والدراسات المحلية والعربية والعالمية التي أجريت وتناقش ما يتعلق بأمراض الباطنة.