خبر لا يصدق أن ذلك يحدث له- يديعوت

الساعة 10:31 ص|11 سبتمبر 2014

بقلم: أورلي أزولاي

(المضمون: ما الذي جعل اوباما الذي فاز في الانتخابات لمعارضته الحرب، يلتزم بسياسة تشبه سياسة سلفه بوش ويستعد لادخال امريكا في مغامرة عسكرية جديدة - المصدر).

 

لم يكن براك اوباما حتى في كوابيسه يرى وضعا يبادر فيه الى حرب لتدمير كيان، لكن داعش لم تترك له خيارا. ويوشك اوباما أن يسجل باسمه، في غير مصلحته، حربا جُر اليها مرغما.

 

موضع اوباما نفسه حتى قبل أن يبني استراتيجيته للترشح للرئاسة، سياسيا عارض الحرب في العراق. وخطب في ميادين شيكاغو خطبا عصماء وزعم أنه هو نفسه لا يعارض الحروب من جهة مبدئية بل يعارض فقط الحروب غير العادلة. وكان آنذاك بين العشرين بالمئة الذين عارضوا الحرب وقال ذلك بصوت عال. وبعد ذلك ببضع سنين كان ذلك من الاسباب التي انتخب رئيسا بفضلها.

 

يجد اوباما نفسه الآن يقود الجيش الامريكي الى العراق تارة اخرى، والى سوريا ايضا بصورة أقل. ولم يدع له رجال داعش خيارا. والحرب التي ستسجل باسم اوباما هي حرب للشر والوحشية والتطرف وترمي الى رد البصقة في الوجه التي تلقتها الأمة الامريكية حينما لم يحسب رجال داعش لها حسابا وأعدموا بعض مواطنيها بصورة ظاهرة.

 

أحجم اوباما غير قليل قبل أن يحدد ماذا سيكون رده: وقال في البدء بصراحة إنه ليست عنده استراتيجية واضحة لمواجهة تهديد داعش وغير النغمة بعد ذلك وبين أن هدفه القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وإن لم تُحرز النتيجة فورا بل بعد مرور زمن. ويوشك اوباما الذي حصل على جائزة نوبل للسلام مع انتخابه رئيسا فورا مقدمة عن السلام الذي سيأتي به في المستقبل والمصالحة التي وعد بها، يوشك أن يُدخل امريكا وحليفاتها في تدخل عسكري وأن يسجل باسمه حربا لم يُردها قط.

 

يدرك مؤيدوه الليبراليون في الحقيقة أن الرئيس لا يستطيع أن يقعد دون أن يفعل شيئا في مواجهة الاعمال الفظيعة لكنهم يسألون مرة بعد اخرى في خيبة أمل وشعور بالمرارة، ما الذي منع اوباما من أن يبقى مخلصا لتصوره العام الذي جاء به الى البيت الابيض. ولماذا لم يُعط أملا حقيقيا

 

للمصالحة بين الغرب والاسلام، ولماذا لم يوقف حقا الحروب التي بدأها بوش ولماذا لم يغلق غوانتنامو كما وعد في أول يوم له في البيت الابيض.

 

يرى الليبراليون الذين هم نصف امريكا في الحقيقة أن اوباما لو فعل ذلك في سنوات ولايته الى الآن لما احتيج الى بلوغ وضع تكون فيه يد الادارة الامريكية قريبة من الزناد وتُسمع فيه كلمات الرئيس مشاِبهة مشابَهة عجيبة الكلمات التي أسمعها الرئيس بوش بعد الحادي عشر من ايلول. بيد أن اوباما في هذه الايام بدا أكثر شبها بالرئيس بوش، ويزعم من يعرفه من قريب أنه هو نفسه لا يصدق أن هذا يحدث له.