بالصور مجاهدو سرايا القدس.. والحكاية تحت الأرض !!

الساعة 09:56 ص|10 سبتمبر 2014

غزة

رائحة رمالها تفوح بالعزة والكرامة .. تروي قصصاً لا تنتهي .. هوائها قليل وضوئها خافت ..المكوث بها صعبُ ولكنها عزيمة الأحرار الذين عاهدوا الله على أن يدافعوا عن شعبهم .. فإما أن ينتصروا أو يعودوا شهداء.

فيها لا تمشي وأنت منتصب القامة .. ودرجة الحرارة فيها أعلى من الطبيعية .. ولكنك رغم كل تلك الظروف تشعر بالنشوة والعزة.. فهذا أقلق عدونا وزلزل حصونه وأثخن بهم.

حديثنا عن أحد أنفاق سرايا القدس في منطقة ما كانت مسرحاً للاشتباكات خلال معركة البنيان المرصوص.. قام مراسل الإعلام الحربي بجولة بها، وسلط الضوء على قصص وحكايات الأبطال المجبولة بالدم والتضحيات الجسام.

صمود وثبات

أبو إبراهيم قائد إحدى المجموعات القتالية التي كمنت أياماً طويلة في هذا النفق خلال معركة البنيان المرصوص قال لمراسلنا: "بحمد الله كنا نعيش أياما هنا نستذكر فيها بطولات الصحابة رضوان الله عليهم خلال المعارك والغزوات ونستمد من ثباتهم وصمودهم العزم للمواصلة والاستمرار".

وأضاف: "هذا النفق الذي نتواجد به الآن يصل لمنطقة حدودية يتوقع توغل العدو بها في أي لحظة, وبه تفرعات كثيرة تصل لعدة مناطق مجاورة .. ومجموعتنا المكونة من سبعة مجاهدين اختصاصها فقط في هذا الفرع من النفق.

وتابع: "في بداية العدوان على غزة مكثنا في هذا النفق وكنا ننتظر بشوق ولهفة بداية التوغل البري لكي نلقن جنود العدو دروساً لن ينسوها هذا في حال عادوا أحياء".

وأكمل قائلاً: "حينما أبلغتنا وحدة الرصد والاستطلاع التابعة للسرايا عن بدء التوغل البري قمنا بالتكبير واستحضرنا النية للشهادة في سبيل الله, وأصبحنا نعد الدقائق للحظة المقارعة والاشتباك, وبعد يوم واحد حدث ما كنا نتمنى وبدأنا المعركة مع جنود العدو من خلال الاشتباك المسلح المباشر والعنيف وإطلاق القذائف المضادة للدروع وقذائف الهاون".

عويل الجنود

وأكد أبو إبراهيم على أن مجاهدي السرايا كانوا يسمعون صراخ وعويل جنود الاحتلال الذين كانوا يستنجدون عبر أجهزتهم اللاسلكية وكانوا يستعينون بالطائرات بشتى أنواعها, بالإضافة لقذائف المدفعية التي انهمرت بشكل جنوني على المنطقة بأسرها.

 

ولفت إلى أن المجموعة المقاتلة أوقعت العديد من الجنود والضباط في كمائن محكمة وأسفر ذلك عن مقتل وإصابة العديد منهم.

وأشار قائد المجموعة إلى أن المجاهدين كانوا يستخدمون أسلوب الكر والفر, حيث كانوا ينفذون هجمات مباغته ضد قوات العدو من ثم يعودوا للنفق, بينما كانت المجموعات المقاتلة التي كمنت في تفرعات أخرى للنفق على تنسيق دائم لتنفيذ الهجمات البطولية.

 

وقال: "رغم القصف المتواصل من المدفعية الصهيونية وكذلك الطيران الحربي لم يستطع العدو استهداف النفق بشكل مباشر بل كان يستهدف محيطه وأوقع ذلك إصابتين في صفوف المجاهدين, وبحمد الله عادت المجموعات إلى قواعدها بسلام وأمان فور انتهاء الجولات القتالية التي كنا نكلف بها من قبل القيادة".

 

وأضاف: "كان لدينا كمية معينة من الطعام والشراب، عملنا كافة جهدنا لتقسيمها لمرحلة طويلة كوننا لا نعلم إذا كانت ستطول المعركة أم ستنتهي بسرعة.. حيث كنا نكتفي بجرعات قليلة من الماء والتمر كوجبة إفطار في شهر رمضان واليسير من الطعام, وتسبب ذلك في نقصان وزن جميع المجاهدين".

معنويات عالية

وشدد أبو إبراهيم على أن معنويات المجاهدين كانت مرتفعة للغاية خلال المعركة, حيث كانوا دائما يصلون ويرتلون القران ويتلون على بعضهم قصص النصر العظيم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام, مما كان يشحنهم للقتال والمواجهة بشكل أشرس مما كانوا عليه.

ومضى يقول: "بعد انتهاء المعركة وانتصار المقاومة، عدنا لبيوتنا ورأينا أهلنا الذين لم نكن نعلم عنهم أي شيء منذ بداية العدوان, ولكن ما أحزنني أن بعض المجاهدين عادوا ولم يجدوا بيوتهم وبعضهم وجد أقرب الناس إليه قد اصطفاه الله شهيدا".

وأكد على أن العدو الصهيوني انسحب من كافة المناطق التي توغل بها دون أي يحقق أهدافه, واندحر مهزوماً بفعل ضربات المقاومة التي أثبتت أنها لا يمكن أن تستسلم أو ترفع الراية البيضاء مهما كان حجم التضحيات وشدة العدوان الهمجي.

ويقول أبو إبراهيم أن هذا النفق يمتد من عمق المدينة وصولا إلى منطقة حدودية, ويحمل اسم الشهيد المعلم فتحي الشقاقي, وبه أكثر من 7 تفرعات تستخدمها الوحدات القتالية المختلفة في سرايا القدس من ضمنها الوحدات القتالية والإسناد والصاروخية والمدفعية".

واستغرق إعداد هذا النفق ما لا يقل عن عامين, وجرى تجهيزه وفق منظومة أمنية معقدة للغاية. مؤكدا أن سرايا القدس تمتلك عدد من الأنفاق ولم تستخدم خلال الحرب إلا عدد قليل منها.

وتوعد في ختام حديثه لـ"الإعلام الحربي" أن تواصل المقاومة جهدها من اجل الإعداد للمرحلة المقبلة والتي ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت، التي ستجعل العدو يفكر ألف مرة في شن أي عدوان ضد قطاع غزة.

ويعد سلاح البنية التحتية "الأنفاق" من أبرز الوسائل التي استخدمتها المقاومة للتصدي للتوغل الصهيوني المحدود خلال معركة البنيان المرصوص, كما استخدمتها المقاومة في إطلاق الصواريخ والقذائف صوب المدن والمواقع والمغتصبات الصهيونية. وعجز الاحتلال عن كشف معظم الأنفاق التي تستخدمها المقاومة رغم زعمه انه دمرها بشكل كامل.


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس


سرايا القدس