تقرير كل شيء جاهز لـ« حفلة الزفاف » إلا العريس

الساعة 09:15 ص|10 سبتمبر 2014

رام الله-خاص

على بعد أمتار من منزل عائلته في مخيم الأمعري الواقع ما بين مدينتي رام الله والبيرة كان منزل عيسى القطري، الذي سيزف اليه مع عروسته  بعد 15 يوما.

عيسى 22 عاما، أنهى تشطيب منزله بالكامل وكان وخطيبته بإنتظار "العفش" الذي كان مقررا ان يصل اليوم "........

"عصر اليوم ستصل غرفة النوم" وفقا لخطيبته سماح التي كانت مختنقة من شدة الدموع وهي تتحدث ".....ستصل دون عيسى الذي استشهد فجرا خلال مواجهات اندلعت في المخيم بالقرب من منزله وبقي ينزف حيث لم تسمح قوات الاحتلال لسيارات الإسعاف من الإقتراب منه.

وعيسى اتم العام الفائت خطوبته على ابنه خالته سماح "19"عاما وحددا موعدا لعرسهما في 25سبتمبر/أيلول الجاري، "ما لحقت أفرح فيه" قالت والدته التي أحاطتها نسوة المخيم من كل اتجاه ولم تستطيع أن تكمل حديثها.

سماح قالت أنه كان على غير عادته ليلة أمس…قال لها أريد أن أتحدث معك طويلا " بالفعل جلسنا سويا وكان كل حديثه عن المنزل والعفش وتوظيبه.، قال لها "هيك بصير كل شئ جاهز للعرس" ولكنه غاب هو.

عيسى هو ابن عم الشهيد محمد القطري، الذي سقط في آب الفائت, همست إحدى النسوة "شهيدين في سنه واحدة من نفس العيلة" وبكت وهي تشييح بوجهها عن أم الشهيد.

وفي المخيم الذي خرجه كبيره وصغيره إلى أزقته بإنتظار الجثمان لدفنه، قرر أطفاله الإضراب عن دوامهم الدراسي وخرجوا بمجسمات "البنادق" ليهتفوا في شوارع المخيم باسم الشهيد والمقاومة و المقاومين...

مسير أطفال البنادق الخشبية توجهت فيما بعد للمحال التجارية وطالبتهم بالإغلاق حدادا على "أرواح الشهيد" بينما كانت الوالدة تستذكر أخر ما قاله لها وتبكي بصمت، عيسى ليس فقدانها الوحيد، قالت:" عندي أربعة راحوا إثنين وبقوا إثنين"، فسرت قريبة لها ومنها أن أبنها الثاني توفي صغيرا بعد إصابته بالحمى.

وكان هذا عيسى الذي أستشهد بعد إصابته بالرصاص بالصدر أدعت قوات الاحتلال انه كان يحمل عبوة حارقة حين أطلاق الرصاص عليه وهو ما أنكرته الوالدة و الخطيبة  قالت سماح" لا يريدون لحجة لقتلنا ... منعوا الإسعاف من الاقتراب منه حتى تأكدوا أنه مات".