تقرير أطفال غزة يتابعون مباراة غاب عنها الشهداء

الساعة 03:02 م|09 سبتمبر 2014

غزة

بعد خمسين يوما على مجزرة أطفال عائلة بكر على شاطئ بحر مدينة غزة أصر الأطفال الناجون على إكمال مباراة كرة القدم التي قطعت صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية شوطيها بقتل أربعة من اللاعبين الصغار.

وفي المكان نفسه الذي كان شاهدا على استشهاد الصغار الأربعة، أقيمت مباراة بين فريقين أحدهما من الناجين من مجزرة عائلة بكر، وآخر من الأطفال النازحين من بيوتهم التي دمرها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية.

وتقول إسلام الهبيل -من فريق "إحياء" الشبابي الذي نظم فعالية مباراة كرة القدم تحت عنوان "طفولة مستباحة.. مباراة لم تكتمل"- إن هذه الفعالية نظمت لإظهار أن إسرائيل تمارس الإرهاب بقتلها الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ البحر.

وتضيف الهبيل للجزيرة نت أن الأطفال الذين نجوا من المجزرة أرادوا التأكيد من خلال هذه الفعالية على أن الحياة مستمرة رغم قتل الأطفال وتدمير المنازل وفراق إخوتهم وأصدقائهم الذين استشهدوا.

رمزية المكان

وأراد فريق "إحياء" الشبابي من خلال فعالية "مباراة لم تكتمل" تذكير العالم بجريمة مقتل 577 طفلا التي نفذتها إسرائيل خلال 51 يوما من حربها على غزة، كما يقول أحد أعضاء الفريق الشبابي بلال الدبور.

وبين أنهم اختاروا مكان المجزرة الإسرائيلية بحق أطفال عائلة بكر ليقيموا عليه المباراة نظرا لرمزيته، مشيرا إلى أن أهالي الأطفال الشهداء أصروا على أن يتم تأبين أبنائهم في موقع استشهادهم ذاته لفضح جرائم إسرائيل بحق الأطفال.

منتصر بكر -أحد الأطفال الناجين من القصف الإسرائيلي- روى ما حدث معهم قبيل المجزرة "كنا نلعب كرة القدم وفجأة وجدنا الصواريخ تتساقط علينا من البوارج الحربية الإسرائيلية التي اقتربت من الشاطئ، حاولت الهرب لكني لم أستطع بسبب إصابتي".

طفولة مقهورة

وبطفولة وبراءة يسأل منتصر عن الذنب الذي ارتكبوه حتى تقصفهم البوارج الإسرائيلية وهم يلعبون الكرة، ويتابع بحرقة "أشعر بوحدة شديدة بعدما استشهد أخي، لم أعد أريد اللعب مع أحد".

وفي جنبات موقع الجريمة الإسرائيلية جلست أمهات الأطفال الشهداء وأقرباؤهم يستعيدون تلك اللحظات البريئة التي سبقت استشهاد أطفالهن، والدموع لا تفارق عيونهن حزنا على فقدان "فلذات أكبادهن".

أم الطفل الشهيد محمد بكر طالبت في حديثها للجزيرة نت بمحاكمة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأطفاله حتى "نضمن ألا تتكرر مثل هذه الجرائم".

وبعد عشرين دقيقة اكتملت المباراة التي قطعتها غارة إسرائيلية قتلت معظم لاعبيها بفوز فريق أطفال عائلة بكر بثلاثة أهداف، لكن الألم بقي حاضرا على وجوه اللاعبين الصغار وفي ذاكراتهم، حيث لم تستطع المباراة أن تمحو مشاهد أشلاء ودماء إخوتهم التي تناثرت في كل مكان من موقع المباراة على شاطئ البحر.

جدارية الشهداء

وتزامنا مع أشواط المباراة رسم عدد من الفنانين الفلسطينيين جدارية توثق لحظة الجريمة الإسرائيلية على أحد الجدران القريبة من شاطئ البحر.

كما افتتح فريق "إحياء" الشبابي معرضا يحتوي على مقتنيات الأطفال الشهداء التي اشتملت على دفاترهم المدرسية ورسوماتهم وألعابهم وملابسهم.

واستشهد في 16 يوليو/تموز الماضي أربعة أطفال، وأصيب آخرون نتيجة قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدف مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون على شاطئ بحر غزة، ووثقت وسائل إعلام أجنبية القصف الإسرائيلي الذي أظهر جثامين وأشلاء الأطفال ملقاة على رمال شاطئ البحر.