خبر معالجة المتطرفين قبل الفلسطينيين.. هآرتس

الساعة 12:08 م|09 سبتمبر 2014

بقلم: جاكي خوري

(المضمون: سيضطر عباس ومبادرته حاليا الى الانتظار لانه من ناحية الدول العربية، فان الحرب ضد الدولة الاسلامية تسبق اقامة فلسطين- المصدر).

        قررت الجامعة العربية هذا الاسبوع تأييد المبادرة السياسية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) والتي في اساسها انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية في حدود 67 على أساس مبادرة السلام العربية. ودعا وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة الاسرة الدولة والامم المتحدة للعمل من أجل تطبيق الاقتراح. وكما هو متوقع، حظي عباس امس بتأييد علني من الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي أيضا.

سطحيا يبدو هذا انجازا سياسيا هاما وان الرئيس الفلسطيني حظي بالمظلة العربية التي عمل من اجلها في الاسبوعين الاخيرين. ولكن في الوفد الفلسطيني يفهمون جيدا بان المسألة الفلسطينية لا تقف على أسس اهتمام الدول العربية في هذه المرحلة، والتي يقلقها اساسا الاسلام المتطرف الذي وجد تعبيره بالشكل الاكثر وحشية في سوريا والعراق من خلال تنظيم الدولة الاسلامية.

ان تعاظم التنظيم في الشارع العربي، من حيث الوعي على الاقل، يقض مضاجع حكام العالم العربي، وبقدر لا يقل عن ذلك مضاجع المسؤولين عن أجهزة الامن. فهؤلاء يشاهدون دولا كالعراق، سوريا، ليبيا واليمن التي قبل بضع سنوات فقط حلمت بالديمقراطية والازدهار بفضل الربيع العربي، فانهارت مثل برج من الورق.

في البيان الختامي للجامعة العربية تحدث الامين العام نبيل العربي عن مواجهة جبهوية سياسية وعسكرية مع تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات راديكالية اخرى. فقد قال العربي ان "الجامعة العربية ستعمل بقوة على تطبيق قرارها وستتخذ كل الوسائل الحيوية للحفاظ على الامن القومي العربي ولمواجهة كل المنظمات المتطرفة، بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية، لوقف اعماله الاجرامية في المنطقة". يبدو أن اقواله جاءت بعد التشاور مع محافل عربية داخلية، دولية وبالاساس مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

ليس واضحا في هذه المرحلة بأي قدر ستساهم الدول العربية في المعركة من ناحية عسكرية، واذا كان سيكون استخدام لقوات خاصة على اراضي العراق وسوريا، ولكن واضح أن الدول العربية، ولا سيما المؤيدة للغرب منها، ستفعل كل ما في وسعها كي تبعد مقاتلي الدولة الاسلامية عن حدودها. وذلك لانه بتعابير الشرق الاوسط، يعد الحفاظ على الحدود والامن القومي هو في واقع الامر حفاظا على كرسي الحاكم واستقرار حكمه. وفي هذه الدول يفهمون بانه سيتعين عليهم ان يستثمروا مقدرات كثيرة، داخلية وخارجية على حد سواء، كي يمنعوا أعلام الدولة الاسلامية السوداء البيضاء من ان ترفرف في احياء الفقر وفوق المساجد.

في رام الله وفي غزة يرون ويسمعون الامور ويحاولون العمل بما يتناسب مع ذلك. فحماس تتحدث عن الحاجة الى الشراكة مع السلطة الفلسطينية في ادارة شؤون الدولة كشرط لموافقتها على دولة في حدود 67، وعباس يقول ان حل النزاع هو مدخل للاستقرار في المنطقة كلها وسيمنع ايضا الجماعات المتطرفة، ولكن حماس وفتح على حد سواء تفهمان بان في هذه المرحلة الحد الاقصى الذي يمكنهما أن يحققاه هو الاموال لاعمار القطاع، وحتى هذا فقط اذا ما تمكنتا من التغلب على الخلافات الداخلية. وسيضطر عباس ومبادرته حاليا الى الانتظار لانه من ناحية الدول العربية، فان الحرب ضد الدولة الاسلامية تسبق اقامة فلسطين.