خبر حرب سلامة الضفة -معاريف الاسبوع

الساعة 10:29 ص|08 سبتمبر 2014

حرب سلامة الضفة -معاريف الاسبوع

بقلم: أوري سفير

رئيس شرف لمركز بيرس للسلام ومؤسسة حركة السلام "هيا أيها الزعماء الشباب".

 

(المضمون: في ظل عدم وجود حل سياسي، وحين تدير اسرائيل المفاوضات مع حماس في غزة فقط وتقيم مستوطنات في الضفة، فان امنية نتنياهو وزملائه في اليمين الا يكون شريك برغماتي هي نبوءة ستجسد نفسها - المصدر).

 

النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يتحرك على مسارين بديلين. الاول بالقوة، العنف؛ صدام الروايتين على ذات قطعة الارض – إما هم أو نحن. هذا مسار مفعم بالعنف، الارهاب، الحرب، الانتفاضة، الاحتلال. وافقه ملون بالاحمر، بصراع بقاء قوميتين في دولة واحدة. اما المسار البديل، الذي بدأ بزيارة السادات الى القدس في 1977، فيسعى الى التعايش. وذلك من خلال الفهم المتبادل لروايتين متضاربتين، تقرير للمصير انطلاقا من المساواة، المفاوضات بدلا من العنف، الاحترام المتبادل بدلا من الاهانة والتهديد. افقه ليس ورديا، وهو على ما يبدو رمادي، دولتان تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى مع كثير من التوتر، الخلافات والتعاون.

 

في حرب الخمسين يوما انتصر فكر الحل العنيف للنزاع انتصارا ساحقا، في الطرفين. وانجازات الحرب تقاس بالذخائر المتبقية لكل طرف في نهايتها. صحيح، لحماس يوجد اليوم صواريخ وانفاق أقل، ولكن مخربون أكثر ومؤيدون أكثر بكثير – وبذلك فان خالد مشعل وحماس ربحا. اكثر من 2.200 شخص قتلوا، الاف المنازل دمرت. ومن هذه العائلات ولد المئات ان لم يكن الاف المخربين الجدد، الساعين الى ثأر الدم. وكدليل، التأييد لحماس في غزة وكذا في الضفة الغربية ازداد. وبرأي معظم الفلسطينيين، فان فتح وحماس على حد سواء لم تقرباهم من الدولة المستقلة، ولكن حماس على الاقل تقاتل وحققت انجازات تكتيكية من نتنياهو. اما ابو مازن فلم يحقق شيئا في المفاوضات.

 

لقد سجلت اسرائيل في الحملة انجازات تكتيكية مؤقتة. تدمير البنى التحتية للارهاب والانفاق، تعزيز الردع للمدى القصير والتعاون مع مصر ضد حماس. كل هذه ستنقلب ما أن تتسلح غزة من جديد ولا تجرد

 

منه. وفي هذه الاثناء فان مصر، السعودية والاردن ستشترط استمرار التعاون معنا باقامة دولة فلسطينية. العلاقات مع الولايات المتحدة في أسفل الدرك. واوروبا تطلق اصوات المقاطعة. شعب اسرائيل يسكن وحده ويعيش على حرابه. رؤيا الآخرة لليمين الاسرائيلي.

 

بالفعل انتصر نتنياهو. فقد أراد ونجح في أن يوجه ضربة قاضية لفكرة الدولتين. فقد عرف كيف يحول خسارة اسرائيل الى انتصار للمدرسة التي تعتقد بان الفلسطينيين جميع ارهابيون؛ واننا لن نتمكن منهم الا بسيطرة الجيش الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، من أجل الامن زعما، ولكن في الحقيقة من أجل استمرار السيطرة على الضفة. كل خطوة لنتنياهو في الحرب كانت من ناحية آثارها موجهة لاستمرار سيطرتنا على الضفة. وليس صدفة أنه لا يميز بين فتح وحماس، ولهذا فانه يصف الان الحل للضفة- منع الصواريخ والانفاق من هناك – بسيطرة امنية في كل الضفة وبتعزيز الاستيطان.

 

في الضفة توجد اغلبية لفتح البرغماتية المعنية بحل الدولتين. معظم المدن هناك علمانية أكثر من غزة، وتنفر من الاصولية الاسلامية لحماس. ولكن في ظل عدم وجود حل سياسي، وحين تدير اسرائيل المفاوضات مع حماس في غزة فقط وتقيم مستوطنات في الضفة، فان امنية نتنياهو وزملائه في اليمين الا يكون شريك برغماتي هي نبوءة ستجسد نفسها.

 

ان الجهة الوحيدة التي تفهم الضائقة الاستراتيجية للدولة هي جهاز الامن، الذي يعرف بان اسرائيل متعلقة بمنظومة الدعم الدولية ولا سيما الامريكية، وبالتعاون الاستراتيجي مع مصر، الاردن والسلطة. ومن هنا السلوك الفهيم والمعتدل لرئيس الاركان. وعليه، فلعله ينبغي منح مضمون جديد للقول: دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر.