خبر تأهب امتصاص -معاريف الاسبوع

الساعة 09:41 ص|07 سبتمبر 2014

بقلم: شلومو  شمير

        (المضمون: الجمعية العمومية الحالية، واحدة قبل مناسبة السبعين سنة على المنظمة العالمية، ستكشف بشكل بارز أسوار العزلة والحصار السياسي التي تحيط باسرائيل  - المصدر).

        اذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد للظهور والخطابة في الجمعية العمومية للامم المتحدة الـ 69، والتي ستفتتح عشية رأس السنة، فبانتظاره مفاجأة جد غير لطيفة. وكمن شغل منصب السفير في الامم المتحدة (في سنوات 1984 – 1988) لا حاجة لتذكير نتنياهو بان المقر العالمي في نيويورك لم يسبق أن كان ساحة ودية لاسرائيل على نحو خاص، ولكن الفترة اياها ستبدو لهم اليوم كفكرة لطيفة لاستجمام مع اصدقاء في السنترال بارك.

        في خطاب ألقاه هذا الاسبوع في احتفال اختتام دورة لخبراء المتفجرات، هاجم رئيس الوزراء تشكيل لجنة التحقيق لفحص اعمال الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة من مجلس حقوق الانسان، ووصف الامم المتحدة بانها "منظمة مزدوجة الاخلاق". والحقيقة هي أنه في وضع الامور الحالي هناك فان نعت "مزدوجة الاخلاق" هو مثابة ثناء.

        فحملة "الجرف الصامد" أدخلت الامم المتحدة في آلة الزمن التي هبطت بصوت احتكاك كبير في بداية السبعينيات – احدى الفترات القاسية والمهينة لاسرائيل في الساحة الدولية. فاللغة الدبلوماسية وقواعد الكياسة وضبط النفس المتبعة اختفت وكأنها لم تكن. والتصريحات الرسمية التي نشرها كبار المسؤولين في وكالات الاغاثة التابعة للامم المتحدة، مثلما في معظم الخطابات التي القاها في الاجتماع الطارىء للجمعية العمومية الشهر الماضي كانت مليئة بالعداء لاسرائيل، ومظاهر التفهم لحماس ذكرت بالعطف على ياسر عرفات في الجمعية العمومية في 1988، عندما هتف السفراء واعضاء الوفود له حين صعد الى منصة الخطابة بينما تتدلى جعبة مسدسة من خاصرته.

        تكرار للهجوم الدبلوماسي المرتقب لاسرائيل تم في الاجتماع الطارىء للجمعية العمومية والذي انعقد في آب للبحث في الوضع في غزة. والقى مندوبو نحو 50 دولة كلمات كانت مفعمة بالعداء لاسرائيل حتى دون ذكر حماس ولو بالتلميح. كما ان حقيقة أنه بالتوازي مع الجمعية سيبدأ فريق مجلس حقوق الانسان في جنيف عمله مما سيؤدي الى تسخين أجواء الهجمة. فقد نشر مكتب تنسيق الامم المتحدة للشؤون الانسانية مؤخرا خرائط وصورا جوية للاصابات في غزة تضمنت تفصيلا كاملا عن المباني التي تضررت في القصف. وكل ما تبقى لفريق الفحص عمله هو اقرار الخريطة واضافة جملة تلقي بالذنب عن الدمار على اسرائيل.

        ومن المتوقع للولايات المتحدة ان تحافظ على مسافة عن الهجوم الدبلوماسي. فالسفيرة الامريكية في الامم المتحدة، سمانثا باور، معروفة بعطفها لاسرائيل، وهي تقيم علاقات عمل وثيقة مع السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة رون بروشاور. ناهيك عن أنه حسب المحافل المقربة من الوفد الامريكي، فان وزير الخارجية جون كيري يتسلى بفكرة رب ضارة نافعة، ويعتقد أن الوضع انتج امكانية كامنة لاستئناف المحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وهكذا فان الولايات المتحدة ستتحفظ علنا عن الحماسة ضد اسرائيل، والتقدير هو أن القوى العظمى الغربية وبعض دول الاتحاد الاوروبي ستتخذ موقفا منضبطا ومتوازنا بالنسبة للازمة في الشرق الاوسط.

        لقد كانت اجتماعات الجمعية العمومية السنوية دوما منصة عاطفة للقضية الفلسطينية. والان، في ضوء حجم الخسائر في الارواح ومعاناة السكان في القطاع، فان الجمعية العموميةالـ 69 ستكون بالنسبة لهم مريحة ومبطنة على نحو خاص. وقد سبق لحنان عشراوي ان أعلنت بان الفلسطينيين سيرفعون الى الجمعية مشروع قرار يطالب بحث "اتفاق لانهاء الاحتلال" على أساس جدول زمني. القرارات تصريحية، وليس للجمعية صلاحيات انفاذها واقرار خطوات عملية – فهذه الصلاحيات محفوظة حصريا لمجلس الامن. ولكن الجمعية الحالية، واحدة قبل مناسبة السبعين سنة على المنظمة العالمية، ستكشف بشكل بارز أسوار العزلة والحصار السياسي التي تحيط باسرائيل.