تقرير « إسرائيل » تُنهي حربهاً بالقطاع وتبدأها بالضفة بنهب الأراضي

الساعة 05:44 ص|07 سبتمبر 2014

رام الله (خاص)

على بعد أقل من أسبوع من إعلانها عن مصادرة 4000 دونما في أراضي محافظتي الخليل وبيت لحم، عادت سلطات الاحتلال للإعلان عن وضع اليد على أكثر من 2000 دونما من أراضي الخليل لأغراض عسكرية في خطوات غير مسبوقة ووصفت بأنها أكبر عملية مصادرة أراضي في الضفة منذ احتلالها.

هذه المصادرات وأن تعددت أسبابها إلا أنها اعتبرت حربا جديدة تشنها إسرائيل في الضفة الغربية امتدادا لحربها على القطاع، ولتغطيه على فشلها في تلك الحرب العسكرية، كما قال أكثر من محلل.

يقول مدير الخرائط في مؤسسة الدراسات العربية في بيت الشرق خليل التفكجي أن هذه الخطوات هي استغلال للوضع السياسي الحالي، فمن جهة يتم التغطية على الفشل الذي مني به بنتانياهو بحربه على القطاع، والأزمة التي يمر بها، ومن جهة أخرى تنفيذ لقرارات ومخططات قديمة.

وقال التفكجي: أن الهدف الرئيسي هو تنفيذ مخطط قديم بتوسيع مستوطنة "غوش عتصيون" باتجاه الغرب باتجاه البحر الميت وبالتالي تشكيل كتله ضخمة تفصل الخليل عن بيت لحم.

وبحسب التفكجي فإن كل ما يجري ومنذ سنوات هو فرض حل جغرافي على أرض الواقع من خلال تعزيز الاستيطان على الأرض وربط الكتل الاستيطانية الكبرى مع بعضها البعض، وخلق واقع متقطع لأي دولة فلسطينية يمكن أن تفرض بالمستقبل في أي حل سياسي قادم.

ولم تتوقف سياسية مصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني في الفترة الأخيرة، على العكس شهدت فترة المفاوضات وبحسب تقرير أصدره مركز الدراسات الإسرائيلية مدار أكبر هجمة استيطانية وصلت لتضاعف الاستيطان 130 % خلال فترة المفاوضات.

وبعد إعلان وقف المفاوضات بين الجانبين كان الاستيطان على وتيرته أيضا بتسارع كبير حيث وصل عدد المستوطنين في الضفة 630 ألف مستوطن.

من جهته قال عمر عساف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية إنه بالرغم من أن الاستيطان لم يتوقف حتى خلال المفاوضات، إلا أن الهدف الرئيسي من اعلان هذه المصادرات الأن هو إرضاء الرأي العام الإسرائيلي لتقول أن العدوان على القطاع وصمود الأهالي هناك لن يوقفنا عن مصادرة الأرض.

وتابع عساف في حديث خاص لفلسطين اليوم:" وفي نفس الوقت هي رسالة للسلطة الفلسطينية بأنها تريد أن تقول للسلطة أننا لن نغير شيئا بعد الحرب وليس عليكم الرهان لا على كيري وأننا مستمرون بهذا النهج".

وبحسب عساف أن الرد على هذه الخطوات يجب أن يكون من السلطة وأن تتخذ موقفا واضحا بعدم الرهان على الوسيط الأمريكي واللهاث وراء المفاوضات، وأن تتحول فعلا إلى سلطة مقاومة حقيقة لوقف هذه الممارسات.

وأستدرك عساف قائلا:" في ظل نهج السلطة الحالي وتمسكها بخيار المفاوضات فهي عاجزة عن التحرك لأي فعل مقاوم لهذه الممارسات وسنشهد مزيدا من نهب الأراضي ما لم يكن هناك تحرك شعبي على الأرض وتجاوز السلطة.