اتصالات بين حركته وإيران بغرض ترميم العلاقة

خبر « أبو مرزوق » يدعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد فشل حكومة التوافق

الساعة 08:20 م|06 سبتمبر 2014

وكالات

دعا موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد حالة التخبط والفشل التي منيت بها حكومة التوافق في معالجة الازمات الداخلية، قائلًا " إن حالة التخبط التي تعيشها الحكومة، هو دليل ضعفها والسبب وراء الكثير من الازمات"
وأشار أبو مرزوق في مقابلة مع صحيفة الرسالة الأسبوعبة إلى أن الكثير من الشخصيات الوطنية يعتقدون أن ضعف هذه الحكومة هو السبب الحقيقي في كل الأزمات الداخلية التي يشهدها الواقع الفلسطيني.
وطالب أبو مرزوق بضرورة تغيير حكومة التوافق إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية تقوم فعلًا على خدمة الناس دون تميز أو محاباه"، مشيرًا إلى أن قيادات بفتح تؤيد رؤية حركته بشأن حكومة التوافق.
وفيما يتعلق بقضية الرواتب التي تسبب المعاناة لما يزيد عن 250 ألف مواطن، كشف أبو مرزوق عن تواصل وزراء من حكومة التوافق معه، بشأن تحويل قيمة المنحة القطرية لحساب السلطة بغرض تحويلها لبنوك غزة وتقديم رواتب لموظفي غزة بالتوازي مع موظفي رام الله.
وقال أبو مرزوق "توافقنا ان يكون دفع الرواتب متزامنًا، وبعد فترة تبيّن أنه لا يوجد رأي واحد ولا طريق واحد لمعالجة الازمة".
ولكنه أكد أن الحركة ستكون ضامن لحياة كريمة لموظفي غزة، وأنها ستكون بجانبهم، وقد طلبت حماس ألّا تكون هناك أي ردة فعل سيئة بأي حال من الاحوال من طرفهم، حرصًا على مؤسسات القطاع، طبقًا لتعبيره.


وفيما يتعلق بمؤتمر المانحين، أكدّ أبو مرزوق أن المؤتمر سيعقد في شهر أكتوبر بالقاهرة، على أن يتولى تنسيقه النرويج كما تم الاتفاق بذلك بينها وبين مصر.
وفي السياق، كشف أبو مرزوق عن اجتماع عُقد بين السلطة والأمم المتحدة بمشاركة شخصيات اعتبارية، من أجل تسهيل اجراءات عاجلة على حركة المعابر، ولم تبلغ حماس عما تمخض عن هذا الاجتماع بعد.
وقال إن حركته لا علاقة لها بإدارة المعابر، وحكومة التوافق هي المسئولة عن ادارتها في المرحلة المقبلة.

وفيما يتعلق بمعبر رفح تحديدًا، جدد ترحيب حركته بعودة الأجهزة المعنية من طرف السلطة، لكنه قال إن حركته تفاجأت من خبر تدريب مسؤولين فلسطينيين على إدارة المعبر عبر الإعلام، ولم يكن هذا الأمر من ضمن الأمور المتفق عليها.
وحمّل السلطة مسؤولية تبعات أي تأخير في ترتيبات عمل معبر رفح، والمفترض ان تبدأ منذ أول يوم انتهى فيه وقف اطلاق النار.
وأضاف "المفترض أن كل العوائق التي تحول دون عمل المعبر قد أزيلت، وباقي ان تقوم السلطة بما عليها ليفتح المعبر، وأي تأخير هو مؤذي للشعب".
وأكدّ أبو مرزوق أن حماس ترحب بعودة الموظفين القدامى الى المعبر، لكنه رفض أن يكون ذلك بديلًا عن الموظفين الحاليين، أو اعتبارهم بأنهم موظفين غير شرعيين.
حماس وعباس
وفيما يتعلق بمحضر الاجتماع الذي ضم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وكل من رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي سربته صحيفة الأخبار اللبنانية، أكد أبو مرزوق صحته.
وقد بدا عباس متوترًا وعصبيًا في هذا اللقاء، متهمًا حماس بتدبير محاولة انقلاب عليه بالضفة المحتلة استنادًا على رواية المخابرات الاسرائيلية، وقال إن الأولى تحاول اضعاف سلطته بإشعال انتفاضة جديدة بالضفة.
وقال أبو مرزوق  إن عباس كرر شكواه التي تحدث بها للأمير القطري مرة أخرى لحماس، وقد رفضت الحركة هذا المنطق واستغربت من ردود فعله، معتبرًا أن ما طرحه كان مفاجئًا للحركة.
أبو مرزوق الذي ألح على حضور رئيس مخابرات السلطة ماجد فرج أثناء الاجتماع بالدوحة، أكدّ أن فرج كان قد اخبره مسبقًا أن الرواية الاسرائيلية بانقلاب حماس على رئيس السلطة محمود عباس مكذوبة وعارية تمامًا عن الصحة، وأن المخابرات التي اعتقلت الآلاف من أنصار حماس لم تلحظ أي شيء.
وقال إن وزير المخابرات القطرية قال لفرج اعطني التسجيلات القديمة التي تحدث عباس فيها بان حماس كانت تعد أنفاقًا لتفجير موكبه بغزة والاشرطة الجديدة التي مدت الاستخبارات الاسرائيلية السلطة بها، ليستطيعوا كخبراء معرفة إن كانت صحيحة ام مفبركة وخيال، إلّا أنه رفض.
وأضاف أبو مرزوق "هناك روايات عمرها 8 سنوات لو كان هناك تحقيق فيها لدفنت لأنها ليس لها أصل، وعباس رفض كل المقترحات التي نادت بلجنة تحقيق في كل ما تحدث به، وقد أخطأ باعتماده على هذه الرواية الاسرائيلية".وتابع "باعتقادي لوكان هناك لجنة تحقيق لأقفل الملف ولم يعد ذريعة يقدمها أي أحد بهذا الخصوص".
وفيما يتعلق بتصريحات نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية التي قال فيها إن عباس أمده بخرائط بشأن الأنفاق بين القطاع ومصر، عقب بالقول "عباس عمل مخبرا عند العربي يسلمه أنفاقا لغزة تجري خلالها عمليات! (...) هذه ليست اعمال رئيس".

وقد أعلن أبو مرزوق أن اللجنة المركزية لفتح أبلغت حماس رسميًا بتشكيل وفد خماسي لإجراء مباحثات معها بشأن الاتفاق على تطبيق باقي ملفات المصالحة.
وقال إن فتح تفضل أن يكون اللقاء خارج القطاع، ونحن رحبنا وأعلنا استعدادنا للحوار حول كل القضايا، والمشاورات مستمرة لتحديد الزمان والمكان بغرض بدء الحوار.
وأوضح أن اللقاءات ستتطرق للحديث عن تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الورقة المصرية التي وقعت بمايو عام 2011م، وصولًا إلى تحقيق شراكة وطنية، إضافة إلى الحديث عن عمل حكومة التوافق وانهاء الخلاف على موظفي حكومة غزة، وملفات الاعمار وغيرها من القضايا التي تم تأجيلها.
وأشار أبو مرزوق إلى أن حركته تؤدي ما عليها، محذرًا من أن أي جهة لديها سوء نية أو تأخير في تطبيق ما تم الاتفاق عليه فإنها ستتحمل المسئولية بشكل كامل.
منظمة التحرير
وفي غضون ذلك، أكد أبو مزروق ضرورة أن يعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير فورًا، شريطة أن يكون اجتماعًا مسؤولًا يضم الأمناء العامين للفصائل الحاضرة في الواقع الفلسطيني.
وقال إن حركته ستبقى تطالب بإعادة بناء المنظمة للقيام بواجباتها، لأنها مرتبطة بالاستراتيجية الفلسطينية ورؤيتها المستقبلية، مشيرًا إلى أن حركته ستواصل البحث وصولًا الى انتخابات المجلس الوطني.
وطالب الجميع بضرورة الوقوف مع مطلب اعادة بناء المنظمة وأن يقفوا مع الحق ولا يتجنبوا الحديث عن ذلك.
وأشار إلى أن المتضرر من عدم التوافق هو الشعب الفلسطيني، "وسنطالب بكل ما هو خير ولن ننجر الى أي مناكفات جانبية"، طبقًا لتعبيره.
العلاقة مع مصر
وبدا أن الدور المصري في التوسط لوقف اطلاق النار، قد فتح أُفقًا في العلاقة الثنائية بين القاهرة وحماس، وهو ما أكده أبو مزروق الذي وصف العلاقة بينهما خلال المفاوضات بأنه سادها كثير من الود.
ودعا إلى ضرورة طي صفحة الماضي بكل ما فيها لا سيما أن كل طرف بجعبته ما يكفيه، وضرورة النظر الى المستقبل واعادة بناء العلاقة على الاحترام المتبادل.
واعتبر ان احتمالية امكانية اعادة العلاقة الثنائية بين الطرفين كبيرة، قائلًا " نحن لم نفكر مسبقًا ولا حاليا ولن نفكر مستقبلًا بأن تكون حماس في مواجهة مع القاهرة ويعنينا العلاقة معها أن تكون ايجابية، ونحن حريصون على علاقتنا معها، ونعمل جاهدين كي لا يكون هناك شيء يخل بالأمن المصري من طرفنا".
ونفى أبو مرزوق ما نقل عن زيارة محتملة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى القاهرة، وقال ان هذا الخبر لم يكن صحيحًا من الأساس.
وبشأن إقامته في القاهرة، قال إن الترحيب بذلك ما زال قائمًا لدى المصريين، وإن كانت الاقامات لم تجدد منذ فترة طويلة، عازيًا عدم تجديدها لوجود عقبات بهذا الشـأن.
إيران
وأثنى أبو مرزوق على الدعم الايراني السابق لحركته، وقال "إنها وقفت الى جوارنا فترات كبيرة وهذا جميل لا ننكره، وكانت أحدى الاطراف الاساسية التي وقفت لجوارنا اثناء الاستعداد لهذه الحرب".
ولكنه أشار إلى أن الدعم الايراني متوقف منذ فترة لهذه اللحظة، "وقد تبدى للناس أنهم خاضوا الحرب الأخيرة وحدهم دون أي سند من أحد، وكانت معظم الصواريخ التي أطلقت صناعة محلية".
واستطرد "إيران لم تعط حماس شيئًا منذ فترة، ونحن لا ننكر وقوفها معنا سابقًا، ولسنا بفائض من العلاقات لنضحي بعلاقتنا مع أي طرف يسعى لدعمنا".
وأشار إلى وجود اتصالات بين حركته وإيران بغرض ترميم العلاقة، مؤكدًا أنه لا شأن لحماس سوى محاربة الاحتلال الاسرائيلي ومعالجة آثاره، وأنها حريصة في علاقتها مع كل الدول.
وأخيرًا كان لا بد التطرق لمحاولات التشويه التي تتعرض لها حماس، ومحاولة ربطها بتنظيمات خارجية، فإن أبو مرزوق أكدّ أن ربط حماس بهذه التنظيمات هو اختراع اسرائيلي، مشددا أن أي محاولة لتشويه الحركة هي قضية خاسرة لأنها معروفة بمبادئها وثوابتها لدى شعوب الأمة كاملة.