خبر الاحتلال يستعد للجولة القادمة في غزة بإنشاء بنك أهداف جديد

الساعة 07:30 ص|05 سبتمبر 2014

القدس المحتلة

"إسرائيل" تعيد بناء "بنك الأهداف" في غزة استعداداً لجولات قتال قادمة

قصف الجيش "الإسرائيلي" خلال العملية العسكرية على غزة والتي اسماها "الجرف الصامد" آلاف الأهداف داخل قطاع غزة فيما بقيت فرضية الحاجة لجولة قتال أخرى مطروحة على طاولة المخططين، لذلك يعمل رجال الشاباك والاستخبارات العسكرية "أمان" بكامل وقتهم لبناء بنك أهداف جديد يتضمن أهدافا "نوعية" يهاجمها الجيش في جولة القتال القادمة في حال تفجرت المعركة واندلع القتال، وفقا لما جاء في مجلة "بازام" العسكرية المتخصصة بشؤون الجيش والجنود.

لم يكد تمضي أياما معدودة على وقف إطلاق النار حتى تواترت التقارير في وسائل الإعلام الفلسطينية عن تحليقات مكثفة للطائرات دون طيار في سماء قطاع غزة ما يعني بأن الجيش لم يجلس بعد وقف إطلاق النار مكتوف الأيدي بل بدأ يتحضر لجولة القتال القادمة التي من الواضح للجميع بان أمر وقوعها مسألة وقت ليس إلا.

"على مدى خمسين يوماً من القتال المستعر في غزة هاجم الطيران "الإسرائيلية" أكثر من 5 ألاف هدف تتراوح ما بين الأنفاق ومخازن السلاح والذخيرة والصواريخ إلى مقرات القيادة والسيطرة إضافة إلى منصات إطلاق الصواريخ، ونجحت الاستخبارات "الإسرائيلية" بتحقيق مستوى خرق استخباري مكنها من الحصول على معلومات تسبب بتوجيه ضربات غاية في القسوة والشدة لحركة حماس والجهاد الإسلامي وألان يتضح لرجال الاستخبارات بأنهم لا يمتلكون الكثير من الوقت للاستلقاء والاسترخاء بل يتوجب عليهم التحضير والاستعداد للمواجهة القادمة وتجديد ما يعرف في إسرائيل باسم " بنك الأهداف".

وفي المقابل أثبتت حماس على مدى الأيام الخمسين قدرة كبيرة على الصمود والتحمل وواصلت إطلاق الصواريخ تحت سيل القذائف "الإسرائيلية" المنهمر من الجو والبر والبحر والجيش يدرك تماما باستحالة تدمير جميع منصات إطلاق الصواريخ عبر الغارات الجوية لكنه يعلم ضرورة إيجادها جميعا قدر المستطاع حتى يمكن وقت الضرورة إرسال قوات برية إلى مناطق وجود المنصات التي لا يمكن لسلاح الجو تدميرها وفي المقابل يدرك قادة الجيش بان حماس ستحاول تجديد مخزونها من الصواريخ عبر اللجوء إلى الإنتاج المحلي المكثف ما يعني ضرورة إيجاد واكتشاف جميع ورش تصنيع هذه الصواريخ المنتشرة فوق وتحت الأرض، قال الموقع العبري.

وأضاف " اذ واجه الجيش خلال حرب لبنان الثانية خللا خطيرا في مجال جمع المعلومات الاستخبارية فقد أثبتت عمليات "عامود السحاب" و الجرف الصامد "تحسنا كبيرا في هذا المجال عبر استخدام تشكيلة واسعة ومتنوعة من وسائل جمع المعلومات تتضمن عملاء ووسائل تكنولوجية ما سمح للجيش " بتجريم " منطقة معينة وتحويلها استنادا للمعلومات إلى هدف يحق له مهاجمته".

ونقل الموقع عن ضابطة في الاستخبارات قولها خلال مقابلة صحفية وصفها بالنادرة "يجب علينا جمع وربط قطع صغيرة من المعلومات حتى نتمكن من تشكيل صورة دقيقة وحقيقية كتلك التي تصف مثلا المنطقة التي يخفي فيها العدو قدرات عسكرية من مخازن الصواريخ وحتى مكان تواجد القيادات خلال الحرب، حينها تدخل كرجل استخبارات إلى التفاصيل مثل الطابق الذي يتواجد فيه هذا القائد أو ذاك والاتجاه الذي يجب علينا توجيه قذائفنا إليه وفقط عملية تصويب دقيقة جدا تمكننا من تحقيق الأهداف مع إصابة الحد الأدنى من الأبرياء .

وتابعت " تصلنا المعلومات على شكل معلومات "خام" وتمر عبر مسار إجباري من العمل الدقيق وتأكيد المصادر وغيرها من خلال عملية فرز وتصنيف وتحسين جودة المعلومة إذ يتوجب علينا فحص مصدر هذه المعلومة ومدى مصداقيتها وان نجمع شذرات المعلومات حتى نتمكن من تصنيف هدف ما على انه هدفا يمكن بل يجب مهاجمته ".

في الواقع العملي يعمل رجال الشاباك و"امان" سويا ويقومون بتركيب مكونات الصورة "البازل" حتى يتوصلوا الى يقين يقارب 100% بكل ما يتعلق بالهدف وفي حال تحققت هذه النتيجة يتم إضافة الهدف إلى بنك الأهداف وفي المقابل تبدأ القوات بإجراء التدريبات على نماذج ومواقع تشبه الهدف المقصود تدميره وبالتوازي مع ذلك تقوم "امان" بجمع معلومات حول مدى وحجم المخاطر التي يشكلها تدمير الهدف إضافة إلى خطر إصابة المدنيين وبهذه الطريقة نجح الجيش في السابق بتحديد مكان ألاف "المخارط " التي كانت تستخدم في إنتاج الصواريخ ومنصات الإطلاق ومخازن الصواريخ وفيما يتعلق بمستوى الدقيقة قالت إسرائيل أكثر من مرة بان "المخربين " يخفون الصواريخ في الأحياء المأهولة وبين المدنيين "محاولة من الموقع لتبرير سقوط المدنيين الأبرياء في جميع عمليات القصف التي نفذتها قوات الاحتلال – تعليق مترجم التحقيق " .

بعد التوغل البري بوقت قصير أدركت حماس انه وبرغم الاحتياطات الدقيقة تعلم الاستخبارات الإسرائيلية مكان وجود معظم او غالبية الأنفاق وهنا المقصود الأنفاق الهجومية التي تتجه نحو الأراضي الإسرائيلية تم تدمير 30 منها خلال عملية " الجرف الصامد " وتعرب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن تقديراتها بان العملية انتهت بتدمير جميع هذه الأنفاق لكنها تبقى حذرة ولم تعلن ذلك خشية نجاة نفقا او اثنين وبالتالي تدخل في إحراج كبير .

ومغزى هذا الحذر واضح جدا وهو أن إسرائيل لا تمتلك حلولا تكنولوجية ما يعني أن الاستخبارات يجب أن تضم الأنفاق إلى بنك أهدافها وهذه مهمة ليست بالسهلة .

وشهد العام الماضي نشر العديد من التقارير والتحقيقات المتعلقة بوحدات عسكرية إسرائيلية متخصصة مثل ما نشر عن السرب الجوي " 100 " ، وإنشاء سلاح جمع معلومات ميداني ووحدات أخرى لا يتسع المقام لذكرها تحدثوا لنا عن قدراتها وإمكانياتها في مجال اكتشاف الأنفاق دون أن يفصلوا كيف يقومون بهذه المهمة لهذا يمكننا الافتراض أن كافة الوحدات المذكورة تعمل حاليا ساعات إضافية لاكتشاف أنفاق حماس التي ربما نجت من التدمير ورصد كل محاولة لحفر أنفاق هجومية جديدة .

ولم يعد يكتفي الجيش بالبحث عن الأنفاق الهجومية لأنه تلقى خسائر كبيرة خلال العملية البرية سببها مقاتلون خرجوا من الإنفاق واختفوا داخلها بعد شن الهجوم ويؤكد الجيش بأنه في المرة القادمة سيكون رده مناسبا وقاتلا ومدمرا بشكل اكبر مما وقع وحدث خلال الحرب الأخيرة، فيما وجه الشاباك كافة إمكانياته نحو اكتشاف وتحديد أماكن هذه الأنفاق التي يقدر عددها بالمئات وربما بآلاف حتى يتسنى تدميرها من الجو في المعركة القادمة وكذلك حتى يتسنى توجيه قوات برية نحوها لتدميرها في حال تعذر ذلك جوا .

وشكل اغتيال قيادات حماس "رائد العطار ومحمد ابو شمالة ومحمد برهم" عبر غارات جوية اكبر واهم نجاحات عملية "الجرف الصامد" رغم محاولات هؤلاء القادة الاختفاء نجحت الاستخبارات بتحديد مكان تواجدهم وتم تصفيتهم جوا وصحيح ان المنظمات أثبتت وجود بديل وخليفة لكل شخص تتم تصفيته لكن اغتيال هؤلاء الثلاثة كان ضربة قاسمة لمنظومة الصواريخ بل ضربة لقدرات حماس القتالية، ويجب علينا إضافة الهجوم الذي استهدف محمد ضيف الذي لم يعرف مصيره حتى ألان إلى قائمة النجاحات ومع ذلك يعترف الجيش بأنه لم يتمكن من الوصول وضرب غالبية قيادات المنظمات الفلسطينية الذين احتموا بمستشفى الشفاء وفي الخنادق والملاجئ المعروفة والمقامة تحت المستشفى الامر الذي وعد الجيش بانه لن يتكرر خلال جولة القتال القادمة"- حسب تعبير الموقع العبري .

" ترفض غالبية قيادات الفصائل الفلسطينية استخدام الوسائل التكنولوجية ومن يقوم بذلك يوجد تحت الرقابة والمتابعة الإسرائيلية وفي هذا السياق هناك جهد كبير لتعقب هؤلاء القادة عبر وسائل بشرية " العملاء" الذين يحاولون تحديد مكان القادة الكبار ورسم خرائط تحدد أماكن اختفائهم وفي الجولة القادمة قد نشهد ضربة افتتاحية كما حدث في عملية "عامود السحاب" حين افتتحت العملية بتصفية احمد الجعبري لذلك على قادة حماس ان يتوقعوا ان يتم اغتيالهم جميعا بالضربة الافتتاحية الأولى" المح ضابط إسرائيلي وصفه الموقع بالرفيع .

وتولى رجال وحدة "بلون " التابعة للاستخبارات إلى جانب جهات أخرى مسؤولية متابعة وتحديد مكان تواجد هؤلاء القادة حيث يقومون بمراقبة عمق القطاع كما قالت الملازم " نتاع " قائدة طاقم " اطلس" الذي يعتبر العين الكبرى للاستخبارات التي ترصد من يدخل القطاع "من القادة والشخصيات " والى أين يذهب وماذا جلب معه، ويصل أفراد أطلقوا إلى أماكن محددة جدا وحساسة جدا وترصد كل خطا يصدر عن الجانب الأخر لتقوم بتحديد مكان ما كهدف " مشروع " حسب تعبير الملازم " نتاع ".