خبر العدوان الإسرائيلي على غزة يلقي بظلاله على أضواء الرياضة

الساعة 02:08 م|04 سبتمبر 2014

وكالات

لم تفلت الرياضة والرياضيون في غزة من براثن العدوان الصهيوني الأخير، الذي استمر على مدى 51 يومًا، على القطاع، وقضى فيه 32 رياضيًّا، بينهم 16 لاعب كرة قدم، في حين تعرضت العشرات من المنشآت الرياضية للأضرار والخسائر.

ولقي لاعبا كرة القدم الشابان، "أحمد محمد القطري"، و"عدي جبر"، حتفيهما في مظاهرات خرجت للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي. كما قُتل مدرب كرة القدم المعروف على المستوى المحلي، "عاهد زقوت"، في قصف إسرائيلي استهدف شقته الكائنة في حي النصر وسط مدينة غزة. ويعمل زقوت مدربا لفريق نادي الهلال الرياضي، لكرة القدم، وكان في السابق يصنف كأفضل لاعبي "خط الوسط" على مستوى فلسطين، حيث شارك في عدة مباريات دولية مثّل فيها فلسطين خارج البلاد.

ويؤكد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن من غير الممكن تحديد حجم الدمار، الذي نجم عن الحرب، بدقة، وأن كثيرًا من الرياضيين أصيبوا بجروح، فضلًا عن الذين استشهدوا. وحسب معطيات وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية فإن 32 منشأة رياضية في غزة، بينها عدد من ملاعب كرة القدم، إضافة إلى 500 منزل خاص برياضيين تعرضت لأضرار بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.

وتسعى السلطات الفلسطينية إلى مطالبة الاحتلال في المحافل الدولية بتقديم تعويضات للأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن العدوان، في المجال الرياضي. وتشير معطيات نشرها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عام 2013؛ إلى رفع أكثر من 100 دعوى قضائية ضد الاحتلال؛ بسبب الانتهاكات على الرياضة الفلسطينية خلال 5 أعوام.

وعلى الرغم من كل الصعوبات إلا أن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم يواصل تمثيل بلاده بنجاح على الصعيد الدولي؛ بعد اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) به عام 1998. وبعد تناقص القيود المفروضة من جانب الاحتلال على سفر اللاعبين الفلسطينيين بفضل جهود الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم، حقق المنتخب الفلسطيني تقدمًا هو الأهم في النصف الأول من العام الحالي.

ورغم التوصل إلى اتفاق هدنة شاملة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، إلا أن الغموض ما يزال يحيط بمشاركة المنتخب الفلسطيني في البطولات والمسابقات الدولية، ومن بينها كأس السلام في الفلبين 2014، وكأس آسيا.

وأدى اعتداء الاحتلال على غزة إلى ردود أفعال مستنكرة في أوساط الكرة الدولية، حيث رفض محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، دعوة تلقاها من بابا الفاتيكان فرانسيس الأول للمشاركة في مباراة ودية من أجل السلام، بسبب "الكيان الصهيوني". ونشر النجم المعتزل، صورة للدعوة التي تلقاها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي القصيرة "تويتر".

وكتب أبو تريكة في تغريدة على صفحته الرسمية عبر "تويتر": "صورة من الدعوة للمباراة، ورفضي لها بسبب الكيان الصهيوني (إسرائيل).. عفوًا نحن نربي أجيالا"، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. فيما ذكرت بعض المواقع الإخبارية الرياضية أن سبب رفض الدعوة؛ هو مشاركة اللاعب الإسرائيلي يوسي بن عيون اللاعب السابق لناديي تشيلسي وليفربول الإنجليزيين في المباراة.

وكان اللاعب أبو تريكة، قد تلقى دعوة رسمية من بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، لخوض مباراة ودية دولية من أجل السلام من المقرر أن تقام على الملعب الأوليمبي في روما في مطلع سبتمبر/ أيلول الحالي.

وعلى الجانب الآخر، أدى عدوان الاحتلال على غزة إلى تأجيل أو إلغاء المسابقات والبطولات الرياضية في الاحتلال، بما فيها دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، الذي كان من المقرر انطلاقه في 8 من آب/ أغسطس الماضي، لدواع أمنية.

وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نقل مباريات الفرق الإسرائيلية المشاركة في البطولات الأوروبية إلى خارج الاحتلال، بسبب الوضع الأمني في المنطقة، الناجم عن العدوان على غزة. كما أعلن عن تأجيل مباراة الاحتلال وبلجيكا في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية 2016 لسوء الأوضاع الأمنية في الأراضي المحتلة. وحسب موقع الاتحاد القاري للعبة على شبكة الإنترنت، فإن المباراة، التي كان من المقرر إقامتها في التاسع من الشهر المقبل، تم تأجيلها إلى 31 مارس/ أذار 2015 عقب اتفاق بين اتحادي الكرة في البلدين.

وكانت رابطة محترفي التنس أعلنت أن بطولة النقب المفتوحة، المزمع إقامتها في الأراضي المحتلة في غضون الشهر الحالي، لن تُنظم العام الحالي بسبب سوء الأوضاع الأمنية.

كما أن "أوسكار غارسيا"، المدير الفني لفريق مكابي تل أبيب، حامل لقب الدوري الإسرائيلي، تقدم باستقالته من منصبه، مع مساعديه، بدعوى سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة.

وتبنى مؤتمر الفيفا، الذي انعقد بمدينة ساوباولو البرازيلية قبيل انطلاق كأس العالم الأخيرة، تشكيل لجنة محايدة لتثبيت الانتهاكات الإسرائيلية بحق لاعبي كرة القدم الفلسطينية، حسب ما صرحت به "منى دبدبوب"، نائب مدير العلاقات الدولية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وأكدت، في حوار مع مراسل الأناضول، أن "المؤتمر الذي انعقد في ١١ حزيران/ يونيو الماضي، شهد تناول ملف معاناة كرة القدم الفلسطينية من التضييق الإسرائيلي، ليقترح (ميشيل بلاتيني) رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تشكيل لجنة محايدة وتقديم تقرير نهاية العام".