خبر مشعل: خسائرنا محدودة ويدنا على الزناد ولقاء الدوحة طرح ثلاث ملفات

الساعة 12:42 م|04 سبتمبر 2014

غزة- وكالات

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن قدرة المقاومة الفلسطينية لم تتأثر خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مشددًا على أنها ستبقي يدها على الزناد.

وقال مشعل في حوار نشره "العربي الجديد" اليوم الخميس، "لا حرب من دون خسائر، هكذا هي الحروب. هناك خسائر مادية سواء في البنى التحتية وأيضاً في السلاح الذي استهلك، لكن بكل أمانة وتواضع، هي خسائر محدودة على الصعيد العسكري".

وأضاف أن الخسارة الكبرى كانت في الشقق المدنية ومقدرات الشعب من مصانع ومساجد وكنائس، مدارس الأونروا، والأبراج والأحياء السكنية وشبكات الكهرباء والمياه، مؤكدًا انه هذه هي الخسائر الحقيقية.

وعلى صعيد الخسائر العسكرية أكد مشعل أنها محدودة. وقال: "كانت الصناعة العسكرية في حماس تعوضها أثناء الحرب، وهذا لا يعني أننا قوة عظمى، لكنه يعكس إرادة المقاتل الفلسطيني، وبالتالي كانت المقاومة جاهزة لنفس طويل في هذه المعركة".

واستدرك: "كنا حريصين على وقف إطلاق النار في وقت سريع حفاظاً على أرواح شعبنا، لأن المجتمع الدولي للأسف ترك آلة القتل الإسرائيلية تمضي بلا حساب، فظن العدو أنها ضوء أخضر وغطاء ليفعل ما يشاء، ولو كان بقتل الأطفال، بمعنى أن العالم كان يراقب محرقة إسرائيلية شبيهة بمحرقة هتلر قبل عقود من الزمن".

وفيما يتعلق بإعمار غزة أشار مشعل إلى أن هناك عدة مسؤوليات فلسطينية وعربية ودولية من أجل سرعة إغاثة غزة، طبياً وغذائياً، وعلى رأس ذلك الإيواء العاجل وتنفيذ مشاريع الإعمار وإعادة الإعمار، وعلاج الجرحى واستقدامه من مختلف البلاد، ثم الاستعجال في تنفيذ إعادة الإعمار... كل ذلك مسؤولية حكومة الوفاق الوطني، والعرب والفلسطينيين وأصدقاء فلسطين.

ولفت إلى أن المسألة تتعلق بالمسؤولية القانونية لما ارتكبه الاحتلال من الدمار الواسع والانتقام من المدنيين في غزة، وقال: "سنظل نلاحق القادة الإسرائيليين بها. والمسؤولية عن غزة هي مسؤولية السلطة رئاسة ومجلساً تشريعياً وحكومة وفاق وطني، حكومة الدكتور رامي الحمد الله".

وحول نزع السلاح قال مشعل إن (إسرائيل) تتمنى أن تتخلص من سلاح غزة، وحاولت ذلك من قبل بعد حروب 2008 و2009 و2012، ولم يستطع ذلك، واستدعى حلف شمال الأطلسي وكل دول العالم لحصار غزة، وفعلاً حوصرت ودمرت الأنفاق، لكن المقاومة أثبتت قدرتها على الإبداع والتصنيع وتعويض ما فقدته نتيجة هذ الحصار.

وأمضى قائلا: "رفضنا أن يوضع سلاح المقاومة وقدرتها على أجندة البحث في القاهرة، وحاول العدو أن يفعل ذلك ورفضناه. نحن شعب تحت الاحتلال، وبالتالي المقاومة ليست خيارنا الاستراتيجي فحسب، بل هي روحنا وحياتنا، ولا نسمح لأحد أن يمس سلاح المقاومة، والأيادي ستبقى على الزناد، وكما قلنا سابقاً: إن عدتم عدنا، فإذا عادوا للعدوان سنعود للدفاع عن النفس".

وقال مشعل حول إمكانية أن يكون اتفاق القاهرة خديعة إن مصر هي الوسيط والراعي، لذا تقع عليها التزامات، وعليها مسؤولية الضامن لالتزامات الطرفين بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف أن رفع الحصار عن غزة أصبح على رأس "الأجندة" الدولية والإقليمية، والعالم أصبح مدركاً أنه لا يمكن أن تبقى غزة تحت الحصار؟ "أعتقد أن هذا سيشكل ضغطاً من أجل إنهاء الحصار.

وحول مصدر قدرة المقاومة العسكرية أشار مشعل إلى هذا السلاح متراكم، بعضه تم الحصول عليه في السابق من دول، ولا سيما من إيران، وهناك سلاح من مصادر أخرى، فالسوق العالمية مفتوحة، وهناك سلاح صنعناه.

وتابع: "معظم السلاح بيد المقاومة، وخصوصا عند كتائب القسام، هو من التصنيع المحلي، فهناك إبداع وعقول، والحرب صراع إرادات، وهذه رسالة مفادها أن التضييق على غزة والمقاومة لا يجدي، وأنه مهما أغلقتم البحار والأجواء والحدود، فشعبنا لن تكسر إرادته، والمقاومة قادرة على التعويض".

المقاومة هي الخيار الاستراتيجي

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، وأن صفحة الانقسام قد طويت.

وفي الجزء الأول من الحوار أول أمس الثلاثاء عبر مشعل عن تألمه من تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي تنتقد المقاومة، لكنه في الوقت ذاته يتمسك بألا عودة إلى الوراء مستدعياً وثيقة الوفاق الفلسطيني الموقعة في عام 2006.

وحول مستقبل المصالحة اعترف مشعل بوجود عقبات حقيقية في طريقها مشيراً إلى أن أهمها العقبة (الإسرائيلية) التي تدعو، قبل الحرب وأثناءها وبعدها، إلى فك هذه اللحمة الوطنية، لأن وحدتنا الوطنية والمصالحة تؤذي نتنياهو والحكومة (الإسرائيلية)، وأضاف أن العقبة الثانية هي التدخلات الخارجية والرباعية الدولية وشروطها التي تدخل في التفاصيل حتى في منع تحويل الرواتب إلى موظفي غزة من حكومة الوفاق الوطني. أما العائق الثالث، فهو ركام سنوات الانقسام، فالخروج منه لا شك يحتاج إلى بعض الوقت وكثير من الجهد، فهذه كلها عقبات.

وتابع: "هناك عقبة رابعة وهي وجود تباينات حقيقية في الأجندة السياسية في الاستراتيجية النضالية بين الأطراف الفلسطينية، كلٌّ لديه رؤيته".

وشدد زعيم حركة حماس على أنه ورغم هذه العقبات لكن هناك أمور تجمعنا ونحتكم إليها وهو ما اتفقنا عليه في ملفات المصالحة من ناحية، ووثيقة الوفاق الوطني عام 2006 من 17 نقطة مهمة جداً.

وأشار إلى أن هذه الوثيقة وضعت النقاط على الحروف حول الرؤية السياسية وتقدير الموقف وأهدافنا الوطنية واستراتيجيتنا النضالية وكيف ندير المقاومة معاً، وكيف ندير الحراك السياسي، وما هو المشروع الوطني المشترك والقاسم المشترك في برنامجنا بين كل هذه القوى، وكيف نرتب بيتنا الفلسطيني في إطار السلطة والانتخابات ومنظمة التحرير، وكيف يكون قرار الحرب والسلم معاً قراراً بالشراكة.

لقاء الدوحة

وحول اللقاء الثلاثي الذي جمعه وأمير قطر والرئيس عباس قال مشعل :"هناك ثلاثة ملفات طرحت في لقاء الدوحة، أولها: طرح الأخوة في رئاسة السلطة الفلسطينية نيتهم إطلاق حراك جديد مع الأميركيين لوضع حد لهذا الاحتلال، وكانوا يريدون موقفنا من ذلك ولم تكن لديهم تفاصيل، فقلتُ لهم سأجيبكم غداً".

وأضاف "أجبتهم في اليوم التالي، وكانوا في القاهرة، وقلت لهم إن أي تحرك سياسي فلسطيني يجب أن يكون مستنداً إلى وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني للعام 2006، والتي وافقنا عليها معاً، ووقعنا عليها معاً، وهي تمثل البرنامج السياسي المشترك بيننا، وبالتالي وضعنا المرجع واتفقنا عليه، والاحتكام إلى هذا المرجع يجعلنا متفقين على الخطوات وعدم الاحتكام إليه يباعد بيننا".

أما الملف الثاني الذي طرح في الاجتماع الثلاثي أشار مشعل إلى أنه طرح قضية دور حكومة الوفاق الوطني، وكيف تبسط مسؤولياتها في غزة، وكيف يكون قرار الحرب والسلم معاً، وهذا تكلمنا فيه بكل صراحة".

ولفت "دعونا حكومة الوفاق الوطني لأن تتحمل مسؤولياتها في غزة كما في الضفة الغربية، وقلنا لهم إننا ملتزمون بكل ملفات المصالحة التي اتفقنا عليها، ودعوناهم أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه شعبنا في غزة والضفة، وأن نمضي في متابعة كل ملفات المصالحة، فهي رزمة واحدة، وقلنا إن قرار الحرب والسلم معاً ينبغي أن يكون للحكومة ولكن بالشراكة".

وأضاف "كما دعونا أن نطبق المصالحة بمفهوم الشراكة، وليس بأن يحل طرف مكان آخر، فلا أحد يحل مكان حماس في غزة، ولا أحد يحل مكان فتح أو السلطة في الضفة الغربية، إنما في غزة والضفة كلنا شركاء في المسؤولية في إطار السلطة وفي إطار منظمة التحرير، شركاء في القرار السياسي والانتخابات وبناء النظام السياسي، وشركاء في الاستراتيجية الوطنية".

لا جدال على المقاومة

وحول موضوع المقاومة أكد مشعل "من يجادلون في مسألة المقاومة عليهم أن يعودوا إلى مسألة الوفاق الوطني التي أكدت هذه الاستراتيجية، وإن كان من عذر لمن ينتقد برنامج المقاومة قبل حرب غزة الأخيرة ــ معركة العصف المأكول ــ فهل يعقل أنه بعد هذا الإنجاز المبهر للمقاومة، وهذه الصورة التي أعادت الروح للشعب الفلسطيني وللقضية".

وشدد على أن المقاومة أثبتت أن "عدونا لن يجلس على طاولة التفاوض، ولن يكون مهيأ لأن يعطي في القضايا الجوهرية الأرض والقدس وحق العودة إلا تحت ضغط المقاومة، غير معقول اليوم أن يجادلنا أحد في ذلك".

أما النقطة الثالثة التي بحثت في لقاء الدوحة حسب مشعل، فكانت كيف نوقف الحرب وقتها، كانت هناك فكرة وقف إطلاق النار ثم التفاوض، وقلنا لهم إن هذا غير مجدٍ في ضوء التجربة الطويلة مع العدو الصهيوني، إنما الذي يجدي أن يكون هناك وقف إطلاق نار مستند إلى تحقيق مطالب محددة، وهذا هو الذي تم بالإعلان المصري الأخير".

وحول دور عدة جهات واستيائها من عدم شكره لبعض الدول قال مشعل: "نحن لم نسئ لأحد، ولم نقصّر في حق أحد، حتى عن إيران قلنا إنهم اتصلوا متضامنين معنا ولهم الشكر في ذلك، ونحن حريصون على العلاقة مع كل دول الأمة من أجل معركة الأمة، ونحن خارج التجاذبات الإقليمية وخارج خلافات وتباينات المحاور، ولسنا طرفاً فيها. لدينا قضية وهي قضية فلسطين، ونحن حريصون أن ننفتح على الجميع".

وأضاف "السيد حسن نصر الله اتصل بي أثناء الحرب، وعبر عن تضامنه وتأييده للمقاومة الفلسطينية، واتصل أيضا مسؤولون من إيران. كما اتصل زعماء ومسؤولون عرب ومسلمون وعلى المستوى الدولي. نحن لم نطلب منهم تدخلاً ميدانياً، وهم لم يعرضوا ذلك، وهذه ليست أول حرب نخوضها، إذ سبق لنا أن خضنا حرب 2008 - 2009 و2012، وقلنا دائماً إن كلّا منا يقاتل على جبهته، ونتمنى أن تكون دائماً جبهة فلسطين هي التي تنخرط فيها جميع الجهود والقوى".