خبر مكتب اشكنازي: شارة تحذير قيمية- اسرائيل اليوم

الساعة 08:52 ص|04 سبتمبر 2014

بقلم: إيلي حزان

يقضي رئيس سابق مدة عقوبته في السجن، ويبدو أن رئيس وزراء سابقا في طريقه الى هناك ايضا، وتواجه دولة اسرائيل الآن وضعا لم يسبق له مثيل، فالشرطة توصي بمحاكمة رئيس هيئة الاركان السابق غابي اشكنازي مع المخلصين له الذين عملوا حوله.

أوضح تحقيق الشرطة أن من حول اشكنازي حاولوا أن يشوشوا على تحقيقات تمت في داخل الجيش، وحاول بعضهم التشويش على رقابة مراقب الدولة، ولم يحفظ بعضهم أسرارا كما ينبغي لضباط في مكانتهم، وسرب آخرون معلومات حساسة الى من لم يكن يجب أن يطلعوا عليها بل أخذوا الى بيوتهم وثائق ما كان يجوز لهم ألبتة أن يضعوا أيديهم عليها، وجمعوا كذلك مواد للعيب على وزير الدفاع آنذاك اهود باراك.

ها نحن أولاء نرى تعبيرا جوهريا عن تغيير يجري على الدولة وذاك أن رئيس الاركان الرابع موشيه ديان فعل ما هو أشد مما فعل اشكنازي، لكن لم يفكر أحد في محاكمته. وتُبين اسرائيل في ايامنا مرة بعد اخرى لقادتها أن لا أحد منيع أمام القانون، وينبغي أن نؤكد أن البراءة باقية لرئيس الاركان التاسع عشر. ولا يجوز لنا مع ذلك أن ننسى أنه نشأ جو اشكالي في ظاهر الامر في المستوى الاخلاقي يُبينه سلوك اشكنازي الذي نبع من طموحه حينما كان في مكتب رئيس الاركان برغم أنه تقرر أنه لم تكن مؤامرة على وزير الدفاع.

إن عاقبة اشكنازي تدفع بدايته إذ كان رئيس اركان فتحشرها في ركن لا أهمية له لأن الجمهور ذا الذاكرة القصيرة يحذف من الذاكرة دخوله الى مكتب رئيس الاركان بعد ازمة حرب لبنان الثانية والآمال الكثيرة التي أثارها مثل وعدٍ. وعلى حسب ما يراه غير قليل من الخبراء أعاد اشكنازي بناء الجيش الاسرائيلي بعد ما كان يُرى فشلا وعدم استعداد الجيش الاسرائيلي للمعركة. وأسهم في ذلك برنامج "ارض رائعة" حيث عُرض اشكنازي على أنه ضابط جولاني الأكثر أصالة الذي يكتفي بالقليل ويُكثر من استعمال كلمة "إخوتنا". ولا يوجد مثل كلمة "إخوتنا" لتكون شيئا مُجمعا عليه. لكن في الوقت الذي رُعيت فيه تلك الصورة كان السلوك في مكتب رئيس اركان ذلك الوقت يثير اسئلة كثيرة ستضطر النيابة العامة الى استيضاحها والى أن تقرر هل تقدم لائحة اتهام. وأصبح الاجماع اختلافا في الرأي ودُفع الى منزلق دحض قد ينتهي الى جناية.

أبرزت العملية الاخيرة التنسيق بين رئيس الاركان بني غانتس ووزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة كيان الشر الحماسي، وهو تنسيق مطلوب جدا في دولة ديمقراطية ولا سيما دولة كاسرائيل تتعرض لتهديدات دائمة. إن رئيس الاركان تعينه الحكومة وهو خاضع لها. وهو يستطيع الاستقالة اذا لم يرض عن قراراتها، وهذا ما فعله رئيس الاركان الثاني يغئال يادين الذي رفض أن يشارك في تقليص ميزانية الجيش الاسرائيلي. وينطبع في الذهن بصورة اشكالية أن اشكنازي ورجاله بدل أن يشغلوا أنفسهم بشؤون الجيش الاسرائيلي وبأمن دولة اسرائيل وجدوا الوقت ليشغلوا أنفسهم بأمور لا يفترض أن تشغلهم، هذا الى أن جنود الجيش الاسرائيلي والمجندين في المستقبل الذين يقرأون عما يجري يُحدث لهم ذلك انطباعا سلبيا سواء أكان صحيحا أم لا عن الجهاز، وهذا مُضر به.

لسنا نعلم ماذا سيكون مستقبل اشكنازي، لكن السلوك في مكتبه يوجب محاسبة النفس واعادة التنظيم السلطوي الى ما كان عليه. إن الجيش الاسرائيلي من آخر الاماكن المقدسة في الدولة ويجب الحفاظ عليه كذلك.