خبر عاموس يدلين: « داعش » لا يشكل أي خطر على « إسرائيل »

الساعة 05:54 م|03 سبتمبر 2014

اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" الأسبق ورئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب "عاموس يدلين"، أن حالة الهلع التي انتشرت في "إسرائيل" من تنظيم "داعش" يجب أن تنتهي، وأنه لا يشكل خطراً على "إسرائيل" لأنه ينشط على بعد مئات الكيلومترات من حدودنا، وحتى لو كان أقرب من ذلك فإنه ثمة شك إذا كان قادراً على المس بإسرائيل وسكانها.

وأضاف يدلين في مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأربعاء، أن "الحديث يدور في نهاية المطاف عن بضعة آلاف من الإرهابيين المنفلتين من عقالهم، الذي يركبون سيارات تندر ويطلقون النار من بنادق كلاشنكوف ورشاشات, وسوية مع عدة ميليشيات أخرى انضمت إليه، يقدر حجم داعش الآن بنحو عشرة آلاف مقاتل، أي نصف حجم القوة العسكرية لحماس". على حد قوله

واللافت في مقال يدلين، الذي برزت مواقفه اليمينية منذ تعيينه في رئاسة معهد الأبحاث وخلافاً للكثيرين من الباحثين في المعهد، أنه يكرر أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من خلال المقارنة بين "داعش" كتنظيم إرهابي تعاديه كافة دول العالم، وحتى تلك التي يقال إنها تموله، وبين حركة حماس التي تعتبرها دول كثيرة في العالم، وحتى تلك المتخاصمة معها، بأنها حركة مقاومة, وليس هذا وحسب، وإنما إسرائيل، باعتراف وزيرة القضاء تسيبي ليفني، فاوضت في الماضي وستعود خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إلى مفاوضة حماس في القاهرة. على حد تعبيره.

وكتب يدلين أنه "خلافاً لحماس المتواجدة عند حدودنا، فإنه لداعش لا توجد أنفاق ولا قدرات مدفعية، وليست لديه القدرة على المس استراتيجياً بدولة "إسرائيل" كما أنه ليس لديه حلفاء يزودونه بالسلاح المتطور, وتهديد داعش على إسرائيل كمنظمة جهاد عالمي لا يختلف جوهرياً عن تهديد تنظيم القاعدة الذي تتعايش إسرائيل معه منذ أكثر من عقد". على حد وصفه

وأضاف يدلين أنه في حال حول "داعش" جهوده من العراق إلى إسرائيل فإنه "سيتحول إلى فريسة للاستخبارات الإسرائيلية وطائرات سلاح الجو والسلاح الدقيق الذي بحوزة القوات البرية الإسرائيلية".

وأشار إلى أنه في هذه الأثناء "داعش منشغل بعدد لا نهائي من الأعداء، وبعضهم يقف كحاجز بينه وبيننا، مثل جيوش العراق والأردن ولبنان، وحتى عدوه الشيعي اللدود حزب الله".

واستبعد يدلين وصول تأثير "داعش" إلى الفلسطينيين، ورأى أن "التحسب من استقرار أيديولوجية داعش بين السكان الفلسطينيين، وبضمن ذلك أكثر الفصائل تطرفا، ليس معقولا أبدا. إذ أن أيديولوجية هذا التنظيم الجهادية متطرفة إلى درجة أنه حتى القاعدة يرفضها، ولا ينبغي التوقع بأنها ستقابل بالإعجاب في الضفة الغربية".

وللتخفيف من روع الإسرائيليين من هذا التنظيم الإرهابي، عدد يدلين الدول التي تريد القضاء على "داعش"، ولفت إلى أن هذا التنظيم "سجل انجازا لصالحه وهو أنه نجح في إعادة الجيش الأميركي تحت إدارة أوباما إلى العراق... ولهذه الأسباب مجتمعة ينبغي إطفاء صفارات الإنذار" في إسرائيل.

ودعا يدلين إلى استغلال وجود "داعش"، الذي "يفتح فرصا إستراتيجية جديدة أمام إسرائيل، للتعاون مع دول أخرى المهنية بالمس به" وهي الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول في المنطقة وعلى رأسها الدول السنية المعتدلة، وأيضا من خلال إنشاء وتعزيز علاقات عمل وثقة بين الأجهزة الأمنية".

رغم ذلك، وعلى غرار رؤية نتنياهو، اعتبر يدلين أن "الخطر الفوري الماثل على إسرائيل من داعش هو صرف الاهتمام في إسرائيل والعالم عن البرنامج النووي الإيراني، الذي هو الخطر الإستراتيجي الحقيقي على أمن العالم وأمن إسرائيل".