خبر التسونامي السياسي بات هنا -معاريف الاسبوع

الساعة 08:38 ص|02 سبتمبر 2014

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: التسونامي السياسي يأتي لنا في شكل مقاطعة اوروبية جدية على اسرائيل، أما نتنياهو فبدلا من رفع غصن زيتون حقيقي يأتي بمصادرة الارض التي تزيد المشاكل وتلقي عبء البرهان عليه بثقل اكبر - المصدر).

 

التهديد الاوروبي الجديد الذي ينشر ابيرام زينو واريك بندر تقريرا عنه في "معاريف" اليوم هو تهديد لا يمكن ادراكه. فاذا لم يقتنع الاتحاد الاوروبي بانه توجد في اسرائيل آلية مصداقة لفصل الرقابة البيطرية بين اسرائيل و "المناطق" (كل ما هو خلف الخط الاخضر، بما في ذلك هضبة الجولان)، يحتمل أن يقرر الاتحاد الوقف التام لاستيراد مشتقات الحليب والدواجن والمنتجات الحيوانية من اسرائيل كلها. وهذا هو تجسيد لسيناريو كارثي لم يحلم به أحد في القدس في مثل هذه المرحلة المبكرة.

 

يخيل لي أن احتمال ان يحصل هذا يقترب من الصفر، حاليا. فقد أدخل الاوروبيون هذا الفيل الى الغرفة كي يتمكنوا من اخراجه في المرحلة النهائية. وفي منتصف الصالون لن تتبقى سوى العنزة، التي هي مقاطعة البضائع التي مصدرها في المناطق. وهذا خطير بحد ذاته.

 

ومثلما بلغت "معاريف الاسبوع" قبل بضعة اسابيع ستكون هذه المرة الاولى التي تعلن فيها مقاطعة اوروبية ذات مغزى على منتجات تأتي، ترتبط او لها اي صلة بشيء ما يوجد خلف الخط الاخضر، بما في ذلك القدس، بما في ذلك هضبة الجولان. ان التسونامي السياسي بات هنا. وهو يغطي نفسه باسباب بيروقراطية، بيطرية، لوجستية وفنية، ولكنه حي، قيوم، ويرفس لنا في الرأس.

 

ينبغي لامر واحد أن يكون واضحا: هذه القصة مخططة. فهذا ليس الاوروبيون وحدهم. خلفهم، يختبىء الامريكيون. فقبيل ولاية اوباما الثانية، تلك التي حاول رئيس الوزراء ان يمنعها، تقرر بين الادارة وبين الاتحاد الاوروبي طريقة عمل جديدة ضد حكومة نتنياهو، على فرض أن هذه ستواصل رفضها. فالولايات

 

المتحدة لا يمكنها أن تفرض على اسرائيل عقوبات حقيقية. الكونغرس لن يسمح لها بذلك. وفي البيت الابيض يعرفون موازين القوى. ولهذا فقد أخذ الاوروبيين مهامة العقوبات. اما الامريكيون فيلذعون نتنياهو بوسائل اخرى – كتأخير توريد الذخيرة في اثناء الحرب مثلا. تقليص مظلة الاسناد الدولي. امور كهذه. أما الاوروبيون فأخذوا على عاتقهم العمل الاسود. والان يبدأ هذا بالتجسد امام ناظرينا.

 

ولم نتحدث بعد عما ينتظرنا في اعقاب "الجرف الصامد". فقد قالت الوزيرة تسيبي لفني في نهاية الاسبوع انه ستكون هنا انتفاضة سياسية موضع فخار. وبالضبط عندما يحصل هذا، قررت حكومة نتنياهو تنفيذ مصادرة الاراضي الاكبر في السنوات الاخيرة في غوش عصيون. وكانت هذه المصادرة العنوان الرئيسي اليوم في الكثير جدا من الصحف والمواقع في العالم، بما فيها تلك التي تعطف بشكل عام على اسرائيل. وكان يفترض بهذا أن يكون "عقابا" للفلسطينيين على اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون، ولكن التوقيت الحالي، الوضع السياسي، الرفض الاسرائيلي وصورة نتنياهو في العالم تجعل هذا الان رافعة هائلة للشتائم ضدنا.

 

في نهاية المطاف، بقيت الصيغة البسيطة صحيحة: يمكن لاسرائيل أن تحظى بحرية عمل أمني، فقط اذا ما ضمنت لنفسها ائتمانا سياسيا. اما رئيس الوزراء فملزم بان يمسك في يد واحدة بمطرقة 5 كيلوغرام وباليد الثانية غصن زيتون. حقيقي وليس من البلاستيك. غصن بنيامين نتنياهو هو غصن وهمي، لا ينظر اليه العالم بجدية. في اللحظة التي يقع فيها عبء البرهان على كاهله، وليس على الطرف الاخر، تبدأ المشاكل. والان يتبين