تقرير لا تُزيلوا الركـام من غـزة..!

الساعة 08:08 ص|02 سبتمبر 2014

غزة (خـاص)

بعد انتهاء الحرب الصهيونية على لبنان عام 1982، بدأت لبنان تعمر ما هدمته الطائرات الحربية، وتعيد بناء ما سوي على الأرض، إلا أن رئيس الوزراء اللبناني وقتها والذي كان له الفضل في إعادة الإعمار رفيق الحريري أبقى على بعض المباني التي تهدمت لتبقى شاهدة على الحرب وتصبح مكاناً يزوره كل من يأتي لبنان ليرى فظاعة "إسرائيل" وحقدها الأسود.

وفي الحرب الأخيرة على غزة، التي استمرت قرابة الشهرين، لم تقل طائرات الاحتلال أقل حقداً بل مارست مزيداً من الكره والحقد والعنجهية بحق البشر والطير والحجر، وأمعنت في إجرامها في استهداف أبراج سكنية كاملة، سوتها بالأرض لم تبقى فيها سوى "الركام".

جدير بالذكر، أن "إسرائيل" استهدفت الأبراج السكنية والمباني التجارية، كبرج السلام والظافر والمجمع الإيطالي وبرج الباشا في مدينة غزة، والمجمع التجاري في رفح، والتي أدت لتدمير مكاتب إعلامية ومحال تجارية وشقق سكنية بشكل كامل وجزئي.

أسئلة حاضرة

ومع الحديث عن إعمار غزة بعد الحرب، يتبادر للأذهان التجربة اللبنانية في إبقاء بعض المباني الشاهدة على الخراب، وما أكثر المباني التي تشهد على "مجازر الاحتلال"، ليبقى السؤال حاضراً.. هل يمكن أن تبقى بعض المباني في قطاع غزة شاهدةَ على الحرب ويصبح ركامها صورة معبرة عن "إجرام إسرائيل".

المحامي والناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أوضح أن الحرب على غزة التي تواصلت لـ51 يوماً أنتجت 2.5 مليون طن ركام، و60 ألف وحدة انشائية، 10 آلاف منها تدمير كلي وما تبقى تضررت بشكل جزئي، منها منازل ومساجد ومؤسسات حكومية وأهلية والمقابر.

وأكد عبد العاطي في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، ضرورة سرعة تقديم المساعدات وخدمات الإيواء بعدالة وإنصاف والتفكير الجدي في إعادة رسم خطة لإعمار غزة على اعتبار أنها منطقة منكوبة.

ودعا عبد العاطي إلى ضرورة الإبقاء على شواهد موجودة في غزة توضح للأجيال القادمة مدى فظاعة الإجرام الصهيوني، وذلك بالاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، مشيراً إلى التجربة اللبنانية.

تطبيق الفكرة

وقال: من الضروري الإبقاء على بعض الشواهد بطريقة لا تؤثر على طبيعة المساحة والإعمار، وبطريقة منتقاة بعناية، لتكون شاهدة على جرائم الاحتلال وتؤكد بشاعته، كالمجمع الإيطالي وجرائم الاحتلال في خزاعة والشجاعية وبيت حانون.

وأضاف، أن هذه الشواهد توضح لكل من يزور غزة طبيعة الإجرام الصهيوني لكي تبقى شاهداً عليها، وكي تصبح جزءاً من توثيق انتهاكات الاحتلال وبشاعته، لتبين آلية ارتقاء الشهداء والمواطنين بممتلكاتهم في كل مكان.

وأشار عبد العاطي إلى أن الفكرة يمكن تطبيقها من خلال الهيئة التي تختص بإعادة إعمار قطاع غزة، من خلال المنظمات الدولية، لأن إعادة الإعمار يتضمن كذلك بالاستفادة من ركام المنازل بزيادة المساحة الديمغرافية وإعادة التصنيع، وعمليات الإزالة والتخلص من المخلفات، مع الإبقاء على بعض الشواهد لتشير بدقة ووضوح لجرائم الاحتلال.

وأعرب عن تفاؤله من إعادة إعمار غزة من خلال مشاركة في الجميع وعدم الاختلاف، لحشد الطاقات كافة بالعمل السياسي والمجتمعي للضغط على الاحتلال وضمان فتح المعابر وتوفير مستلزمات الإعمار والبناء وفك الحصار .