خبر السخاء ليس حلا- هآرتس

الساعة 09:44 ص|01 سبتمبر 2014

السخاء ليس حلا- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"لاسرائيل مصلحة الا يكون قطاع غزة تحت ضغط اقتصادي واجتماعي شديد"، قال أمس ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي لمراسل "هآرتس" عاموس هرئيل. ثلاثة تساؤلات يثيرها هذا القول الفهيم من الضابط الكبير. لماذا تذكر جهاز الامن فقط بعد الحرب فحص آثار الاغلاق على وضع سكان غزة؟ لماذا ينبغي أن يكون الجيش الاسرائيلي هو الذي يقترح على القيادة السياسية التخفيف من الاغلاق، بدلا من أن تكون القيادة السياسية هي التي تبادر الى هذه الخطوة الضرورية؟ وما هو المعنى العملي لهذا السخاء؟

 

في الواقع الحالي، على خلفية احصاء نقاط الانتصار في حملة "الجرف الصامد" والتبجح الزائد في أن حماس لم تحقق شيئا، من شأن كل تسهيل على سكان قطاع غزة أن يفسر كتنازل بل وحتى كانثناء. فالاصوات التي تصعد من الجيش الاسرائيلي تنبع من الخوف من أن تتغلب المصلحة السياسية الداخلية على المصلحة السياسية الخارجية او الاخلاقية والتي هي رفع الاغلاق.

 

ولكن حتى هذا الاقتراح الايجابي، اذا ما اخذ به، لا يمكنه أن يطهر دنس الاغلاق. فالتسهيلات وحدها، مثلما رأينا في الماضي، لا تخلق الظروف لحياة طبيعية، ليس فيها افق سياسي أو اقتصادي، وهي في افضل الاحوال غطاء غير كاف لادعاء الحكومة في أن ليس لها حرب مع مواطني غزة بل مع حماس فقط. اضافة الى ذلك، فالتسهيلات على نمط الجيش الاسرائيلي تبينت في الماضي كبادرات طيبة رمزية مثل ادخال العتاد لغرض استمرار بناء المستشفى الجديد في غزة أو اسوأ من ذلك – كقائمة غير انسانية قررت سقف السعرات التي يفترض بها أن تكفي كل مواطن، ومنها يتقرر مخزون المنتجات التي يسمح بادخالها الى القطاع.

 

ان قطاع غزة، مع مليون وثمانمئة الف من سكانه لا يحتاج الى السخاء أو التسهيلات. رئيس الوزراء، الذي يتحدث بشكل غامض عن "افق سياسي" ينبغي أن يلغي الاغلاق، يفتح المعابر التي بين غزة واسرائيل بشكل كامل وان يصب مضمونا في احتمال ان تضمن التنمية الهدوء، بعد أن ثبت بان الاغلاق ينبت التمرد العنيف ضد اسرائيل.

 

لا يعني الامر ان على اسرائيل أن تتخلى عن الرقابة الوثيقة على المنتجات التي تدخل الى القطاع أو تخرج منه، للتأكد من أنه لا يوجد تهريب للسلاح اليه والا يستغل منفذو العمليات فتح المعابر لتنفيذ عمليات في اسرائيل. ولكن توجد فجوة واسعة بين التفتيشات الامنية وبين الحبس في ظروف مخففة. بوسع اسرائيل أن تسد هذه الفجوة، وان تعمل من أجل المصلحة المشتركة لها ولسكان غزة.