خبر غزة: مصابو العدوان .. ألم وتحد للعثور على علاج مناسب

الساعة 05:35 ص|01 سبتمبر 2014

غزة - وكالات

بعد أسابيع من إصابته بغارة اسرائيلية تسببت بفقدانه ذراعه اليسرى واستشهد اربعة من افراد عائلته، ما زال احمد عياد (23 عاما) على غرار الاف المصابين الاخرين في قطاع غزة بحاجة لرعاية طبية طويلة الامد.
وتعاني العديد من المؤسسات المسؤولة عن اعادة التأهيل في قطاع غزة صعوبات في التأقلم بعد انتهاء حرب اسرائيلية مدمرة لخمسين يوما، وتقول ارقام صادرة عن الامم المتحدة ان اكثر من 10 الاف فلسطيني اصيبوا في الحرب مع اكثر من الف سيعانون من اعاقة دائمة.
ويتذكر عياد وهو يجلس في غرفة الانتظار في المركز الوحيد للاطراف الصناعية في القطاع الفقير اليوم الذي اصابته فيه شظية في صدره وذراعه اليسرى، التي اصبحت مبتورة من فوق الكوع.
ويقول "بدأ القصف وقت صلاة الفجر في مناطق بعيدة ولكننا سمعنا الصوت يقترب منا في الساعة السادسة صباحا واضطررنا لمغادرة منازلنا".
وبدأت اسرائيل في 8 من تموز الماضي عدواناً عسكرياً ضد قطاع غزة استشهد فيه 2143 مواطناً وادى الى اصابة 11 الفا اخرين بالاضافة الى تشريد نحو نصف مليون من سكان غزة.
وقصف حي الشجاعية حيث اصيب عياد في العشرين من تموز الماضي بينما كان يقف مع عائلته وعشرات من جيرانه على بعد 50 مترا من منزلهم عندما تعرض للقصف مما ادى الى استشهاد اثنين من ابناء اخوته وشخصين اخرين من اقربائه غير المباشرين.
واضاف "اصبت في يدي ورجلي وصدري وغبت عن الوعي لفترة. كانت هناك اشلاء حولي وناس خسروا اطرافهم".
ونقل عياد الى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية حيث بترت ذراعه، وعلى عكس العديد من المصابين الذين نقلوا الى مستشفيات تركية واردنية ومصرية للعلاج، عاد عياد الى غزة ليبدأ العلاج في مركز الاطراف الصناعية والشلل.
ويدله طبيب برفق باتجاه نقالة في العيادة الصغيرة ويقوم بتدليك الجذع الذي بترت منه ذراع الشاب اليسرى لتخفيف الضغط عليها في جلسة هي الاولى من سلسلة جلسات يحتاج اليها الشاب قبل تركيب ذراعه الصناعية.
وعلى الرغم من وجود المعدات اللازمة في المركز والتي تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوفيرها، فان الوضع المالي الصعب الذي تعاني منه بلدية غزة التي تدفع رواتب موظفي المركز الـ 25 يهدد قدرتهم على الاستمرار.
ويقول حازم الشوا مدير المركز"هذا ثالث شهر لم يتلق فيه موظفو المركز رواتبهم".
واضاف الشوا "اتفقنا مع الموظفين اننا سنواصل تقديم خدماتنا حتى من دون راتب لاطول فترة ممكنة" مؤكدا انه لا يعلم مدى قدرتهم على الصمود.
وبعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، بدأت المنظمات الانسانية بعرض مساعداتها على السكان الذين اصيبوا اصابات ستؤثر على نوعية حياتهم.
وقامت مجموعة من الممرضات في حي الشجاعية بدعم من منظمة المعوقين الدولية التي تعمل في غزة منذ عام 2007، بزيارة منزل نهاية الانجار (28 عاما).
واصابت قذيفة منزل الانجار في 20 من تموز الماضي ما ادى الى بقائها مع اطفالها الثلاثة لفترة تحت الركام قبل انتشالهم.
واصيب اطفالها بحروق في حين اصيبت السيدة بكسور في الحوض ما جعلها غير قادرة على المشي دون مساعدة.
وما زالت السيدة التي لجأت الى منزل والدها الذي يبعد بضعة شوارع عن منزلها المدمر في حالة صدمة.
وقالت وهي تجلس على سريرها وبجانبها ابنتها نور التي تبلغ من العمر 10 سنوات "انهار البيت علينا. لم اسمع شيئا سوى صوت الاهتزاز. واول ما رأيت كيف كنت تحت الركام قلت لنفسي (هذا هي النهاية، سوف نموت)". وتحكي السيدة وهي تبكي كيف صرخت طلبا للمساعدة من جيرانها وهي تحت الانقاض حتى اكتشفت انه لا يمكنها الوقوف. بينما اشارت احدى الممرضات بانها قد لا تستطيع ان تمشي بمفردها بعد اليوم.
وتقوم جمعية المعوقين الدولية بالتعاون مع شركائها الغزيين بزيارة مصابي الحرب في بيوتهم لتوفير العلاج والعناية بالجروح.
ولكن بحسب مديرة المشروع سماح ابو لمزي فان المنظمة تواجه العديد من التحديات لمواصلة عملها في غزة.
وتقول "نحن نواجه صعوبات في توزيع المعدات كالحفاضات والعلاج كنتيجة للنقص في قطاع غزة".
ويعاني عمال الاغاثة في غزة ايضا من الحرب حيث تشير ابو لمزي بان فرق الانقاذ التي عملت على الارض "لم تتلق خدمات الدعم النفسي التي تحتاجها بعد المعاناة التي عاشوها خلال اكثر من خمسين يوما من النزاع في غزة".