تقرير « ضابط اسعاف » أنقذ المئات وانتشل العشرات وعاد شهيداً..!

الساعة 03:00 م|31 أغسطس 2014

فادي العمارين

لم يتوان لحظة واحدة على تقديم الخدمة لكل من يطلبها منه ..  يخرج من بيته مسرع لإنقاذ حياة شخص ما وكأنه أحد أبنائه .. حزم امتعته منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كالمئات من زملائه لتقديم الاسعافات الأولية للمصابين .. وفي غمضة عين وهو يؤدي واجبه الوطني والأخلاقي جاءت القذائف من حيث لم يدرِ لتعلن عن استشهاده وعشرات المواطنين بحي الشجاعية.

عبد الرزاق البلتاجي "أبوحمزة " هو أحد ضباط الاسعاف العاملين في مركز جنين الطبي والاخ الأكبر بين زملائه بهذه المهنة .. عجزت الكلمات عن وصف أفعاله خلال حرب 2012م التي شهدت له بالأعمال البطولية خلال انقاذ الجرحى وجاءت حرب 2014 لتؤكد على اعماله بين زملائه الجدد.

واستشهد "أبوحمزة " خلال تأدية واجبه الوطني في حي الشجاعية جراء ارتكب قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة قرب سوق الحي والتي راح ضحيتها 17 شهيدا وعشرات الإصابات.

مهنة الإسعاف والطوارئ "المخاطر والمتاعب" يتعمد الاحتلال منع المسعفين من أداء واجبهم الوطني والاخلاقي الذي كفلته كافة القوانين الدولية والإنسانية للمصابين ولم تسعفه مشاهد المسعفين وهم يقدمون العلاج للمصابين فباغتتهم بالصواريخ والقذائف التي أودت بحياة العشرات منهم.

زوجة أبو حمزة تقول وعيونها تتقطر دماً على فراق زوجها الذي طالما كان لها سند: "أبو حمزة وكالعادة جهز نفسه للحرب "الإسرائيلي" المجنونة على قطاع غزة، فودعنا وخرج في اليوم الاول من العملية الجوية إلى مكان عمله ولم يعد للبيت الا شهيدا".

وتضيف أم حمزة بحرقة لـ"فلسطين اليوم": "فقدناه كثيرا على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان،  فطالما كان يُزينها بجلوسه برفقتنا، فكان يحب الصيام، فلم يأتي يوم الخميس والأثنين إلا ويكون صائم".

أما ضابط الإسعاف في مركز جنين الطبي مازن الحرازين الذي كان مرافقا للشهيد طوال أيام الحرب قال:" كنا نعمل على مدار الساعة دون توقف وكنا مصريين على انقاذ الجرحى في عتمة الليل،  تعرضنا  للقصف من قبل المدفعية قرب مسجد التوفيق شرق الشجاعية ونجونا من موت بأعجوبة".

وأضاف الحرازين لمراسل "فلسطين اليوم": "شاهدنا افظع المشاهد من أشلاء للأطفال والنساء واستهداف البيوت الأمنة، فرغم المشاهد والمواقف الصعبة إلا أن العمل دون خوف.

ويضيف الحرازين: "رغم قلة الامكانيات التي كان في جعبتنا، الا أننا واجهنا صعوبات كثيرة في إسعاف الجرحى".

وكان 23 مسعف قد استشهدوا وأصيب 83 أخرين خلال الحرب الصهيونية أثناء تأديتهم عملهم وواجبهم الوطني والاخلاقي تجاه شعبنا الفلسطيني وتم استهداف 36 سيارة إسعاف في مناطق من قطاع غزة وفقاً لما ذكره الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة.