خبر تحذير: سرك في « سيكريت » ليس محفوظا

الساعة 02:53 م|30 أغسطس 2014

 

ما زال تطبيق "سيكريت"، والذي انطلق منذ قرابة الشهر، يغزو شاشات الهواتف النقالة، ويزداد عدد مستخدميه يوماً بعد يوم، خاصة فئة الشباب منهم. تكمن ميزة تطبيق الـ"سيكريت"، بأنه تطبيق يعطي مستخدميه إمكانية مشاركة أفكار وصور والتعليق عليها، دون نشر اسم ناشر "السر" أو التعليق، وهذا ما يجعل المستخدمين يشاركون العديد من الأمور، التي تعدّ في غاية السرية والخصوصية، فلا رقيب يعلم هوية الناشر، أو أي تفصيل عن خصوصيته.

وعن هذا التطبيق قال المهندس والمبرمج، فريد أبو صالح من مدينة سخنين، لـ"عرب 48" إن "كل تطبيق يعمل عبر خادم معلومات، يرسل ويستقبل له المعلومات كجميع التطبيقات التي يتم تركيبها على الهواتف الذكية، يطلب من المستخدم بداية تصريح وصول إلى معلومات خاصة، كأرقام الهواتف والصور والرسائل، بالإضافة أن هنالك بعض التطبيقات التي تطلب من المستخدم هوية الهاتف، وهو رقم محفور على الهاتف ويمنح الحاصل عليه إمكانية الوصول إلى كل ما يحتاجه في الهاتف الذكي".

ويتابع أبو صالح قائلاً: "أغلبية الناس لا تعير موضوع التصريح أي اعتبار، بل توافق وتستمر، والدليل هو الانتشار السريع والمكثّف للتطبيقات واستعمالها، وهذا أمر ليس بالسهل، بل يصرّح من خلاله المستخدم للشركة باختراق كافة المعلومات".

وعن الخطورة في "سيكريت"، وتطبيقات أخرى أضاف أبو صالح: "هذه الشركات تجني أرباحها من خلال بيع معلومات، وبأغلبيتها معلومات عن جماهير كاملة ومجتمعات لأهداف عديدة، فمن الممكن من خلال تطبيق مثل "سيكريت"، معرفة ما تفكّر به مجتمعات مختلفة، اهتماماتها وميولها لأهداف عديدة، منها الدراسات والسلوكيات لمجتمع معين، وفي أغلب الحالات تباع مثل هذه المعلومات لأجهزة مخابرات معنية، بالإضافة إلى بيع معلومات شخصية عن أشخاص لأجهزة مخابرات معنية، و"فيسبوك" على سبيل المثال لا تخجل من إعلان هذه الحقيقة".

وأضاف أبو صالح: "في النهاية، تعد هذه الشركات شركات تجارية ربحية، ومع تغيير إدارة الشركة أو بيعها، يمكن للمشتري الجديد أن يغيّر من خصوصيات المستخدمين، وبالتالي استعمال معلوماتهم لأهداف ربحية أخرى".

وعن إمكانية اختراق التطبيق، ومعرفة من يقف وراء الـ"سر" المنشور، قال أبو صالح: "تعد منظومة الحماية للتطبيقات مثل الـ"سيكريت" ضعيفة، مقابل منظومات حماية كثيرة في العالم تم اختراقها وبسهولة في بعض الأحيان، كمنظومات حماية العديد من الدول والأجهزة، بالتالي اختراق تطبيق ومعرفة معلومات من خلاله هو أمر سهل نسبياً في عالم الرقميات".

واختتم أبو صالح حديثه عن سرية ال "سر" فأضاف: "خلال عملي لسنوات في مجال الرقميات والبرمجة، لم أسمع عن ما يسمى سريّة في العالم الرقمي، فالزمن قد أثبت أن كل شيء رقمي قابل للإختراق، بدرجات مختلفة من الصعوبة، ولكن عملية الإختراق ممكنه وواردة".

في هذه الأثناء، يستمر المستخدمون يوماً بعد يوم، باستخدام هذا التطبيق الذي قد يكون هدفه اختراق الأسرار، والوصول إلى خصوصيات التفكير بين المستخدم وذاته، ويستمر خطر وضع أسرار الأفراد والمجتمعات داخل خادم معلومات تملكه شركة ربحية، وتجني منه الأرباح عبر بيعه لأجهزة معنية بالحصول عليه.