خبر أوباما: لا استراتيجية حتى الآن حول “الدولة الاسلامية” في سوريا

الساعة 06:08 ص|29 أغسطس 2014

واشنطن- (أ ف ب)

أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضوح الخميس بان واشنطن لا تملك استراتيجية حتى الان لمهاجمة تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف في سوريا، قاطعا الشك باليقين حول امكان توجيه ضربات عسكرية وشيكة.

وبعد ثلاثة اسابيع من الغارات الجوية في العراق المجاور ضد مواقع المقاتلين المتطرفين، اكد الرئيس الامريكي انه يعمل على خطة عسكرية ودبلوماسية في آن واحد للتغلب على “الدولة الاسلامية"، موضحا ان الامر لن يكون “سريعا ولا سهلا”.

لكنه استبعد توجيه ضربات عسكرية في سوريا على المدى القصير بعد ايام من التكهنات طغت عليها تصريحات لمسؤولين في البنتاغون حذروا من مجموعة “تتمتع بحرفية عسكرية عالية” و”تتجاوز″ اي تهديد ارهابي اخر.

وقال اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الابيض “نحتاج الى خطة واضحة”، وذلك قبل ان يجتمع مجددا مساء مع اعضاء مجلس الامن القومي.

واذ شدد على ضرورة التعويل على “شركاء اقليميين اقوياء”، اعلن ان وزير الخارجية جون كيري سيتوجه قريبا الى الشرق الاوسط لبناء تحالف لا بد منه للرد على هذا التهديد الذي سبق ان وصفه بانه “سرطان”.

وشن الجيش الأمريكي نحو مئة غارة جوية في شمال العراق منذ الثامن من اب/ اغسطس، اتاحت خصوصا للجيش العراقي والقوات الكردية استعادة السيطرة على سد الموصل الاستراتيجي بعدما استولى عليه المسلحون المتطرفون.

ولكن في مواجهة هذه الجماعة التي اعلنت عزمها على اقامة “خلافة” بين العراق وسوريا، يعمل البنتاغون على خيارات مختلفة تتيح التعامل مع هؤلاء المسلحين على جانبي حدود يسعون الى ازالتها.

من جهة اخرى، أكد أوباما أن ليس على الولايات المتحدة ان تختار بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلي الدولة الاسلامية.

والواقع ان ادارة اوباما تتقاسم مع دمشق عدوا مشتركا واضحا ما يجعلها في موقف بالغ الدقة. وابدت الحكومة السورية هذا الاسبوع استعدادها للتعاون مع واشنطن بهدف التصدي للمتطرفين، لكن اي ضربة في سوريا يجب ان تتم بالتعاون مع دمشق لئلا تعتبر “اعتداء”. 

وقال أوباما الخميس “سنواصل دعم المعارضة المعتدلة لان علينا ان نقدم للناس في سوريا بديلا يتجاوز الاسد او الدولة الاسلامية”.

واضاف “لا أرى أي سيناريو يكون فيه الاسد قادرا في شكل او في اخر على جلب السلام في منطقة ذات غالبية سنية. لم يظهر ابدا حتى الان عزمه على تقاسم السلطة معهم (السنة) أو السعي إلى اتفاق”، مكررا ان الرئيس السوري فقد “اي شرعية” على الساحة الدولية.

واثارت تصريحات الرئيس ردود فعل حادة في المعسكر الجمهوري. وقال مايك رودجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب “هذا الامر يؤكد ما كنا نقوله منذ نحو عامين: ليس هناك استراتيجية حقيقية”.

واضاف “الجميع يعلم بانه لا يمكن وقف الدولة الاسلامية في العراق (…) من دون استهداف ما يعتبر قاعدتهم، عاصمتهم، في شرق سوريا”.

واكد اوباما عزمه على التشاور في شكل واسع مع الكونغرس حول اي عمل عسكري محتمل في سوريا، وقال “لا أريد أن اضع العربة امام الحصان. من غير المجدي ان اطلب رأي الكونغرس قبل ان اعلم بالضبط ما علينا القيام به لبلوغ اهدافنا”.

وقبل نحو عام، في 31 اب/ اغسطس 2013، اعلن اوباما استعداد الولايات المتحدة لضرب “اهداف للنظام السوري” لمنع بشار الاسد من اللجوء مجددا الى ترسانته الكيميائية بعد هجوم في ريف دمشق اسفر عن اكثر من 1400 قتيل بحسب الاستخبارات الامريكية. 

لكن قرار الرئيس الأمريكي المفاجىء باستشارة الكونغرس جعل هذا التدخل العسكري فرضية مستبعدة. وسرعان ما تم التخلي نهائيا عن هذا الخيار بعد اقتراح روسي بتدمير الاسلحة الكيميائية السورية.