خبر الرد بقوة في المستقبل- معاريف

الساعة 09:21 ص|28 أغسطس 2014

بقلم: اللواء احتياط اليعيزر مروم

انهاء الحرب في غزة بوقف نار تحقق في مفاوضات في القاهرة، دون أن يتحقق الردع، يسمح لحماس بان تعرض بشكل كاذب ووقح نفسها بانها هي الطرف المنتصر.

مع ان الحرب استمرت خمسين يوما، بقيت حماس على حالها بعد أن اطلقت 4 الاف صاروخ على دولة اسرائيل، بعضها اعترضته القبة الحديدية وبعضها اصاب المدنيين، الجنود والاملاك. الجيش الاقوى في الشرق الاوسط، في نصف قطر 1.500 كم حول دولة اسرائيل – كما درج على القول ايهود باراك، لم يتلقَ أمرا بالقتال في عمق الارض امام منظمة ارهابية صغيرة واجرامية، ولهذا فلم ينجح في منعها من مواصلة اطلاق الصواريخ التي جبت حياة مدنيين اسرائيليين قبل دقائق من وقف النار.

حماس ستقزم قدر الامكان موضوع تدمير الانفاق، تصفية مسؤوليها والاصابات الشديدة للبنى التحتية ومنظومة الصواريخ، الانتاج والاطلاق. حماس حية ترزق وسلاحها في يدها، بلا تجريد وهي التي ستعيد اعمار القطاع وستواصل السيطرة فيه. هذه هي صورة النصر لحماس. صورة متحيزة، كاذبة، مع نواة من الحقيقة فقط، ولكنها تسوق بقوة شديدة وبتواتر عال.

        لقد تابع الشرق الاوسط، مثل العالم كله، عن كثب الحرب في غزة وهو يتوقع ان يفهم كيف انتهت. من انتصر ومن خسر. وفي ضوء عدم رغبة اسرائيل في العمل بريا عميقا داخل القطاع، لم يحقق الطرف الاسرائيلي الردع، واضطررنا الى الوصول مع حماس الى ترتيب في مفاوضات من أجل وقف النار.

        الثمن الاعلى الذي دفعته اسرائيل في هذه الحرب هو فقدان الحياة، وفوره تماما – تقييد حرية عمل الجيش الاسرائيلي، مما يمنح حصانة ضد التصفيات لمسؤولي حماس، ولاحقا ابقاء حماس في الحكم، بسلاحها وبشطائها.

        حماس ستستخدم الان الة الدعاية لديها وستعرض نفسها كنتصرة وتعرضنا باننا الطرف الخاسر. في الحي العنيف الذي نعيش، فان فقدان قدرة الردع والبقاء في وضع نعرض فيه كضعفاء، من شأنه أن يكون خطيرا جدا.

        علينا في هذا الوقت ان نستعد بسرعة كبيرة كي نحقق جيدا في ما حصل ونستخلص الدروس. فالاعداء في الساحات الاخرى قد يرفعوا رؤوسهم ويتحدون كنتيجة لفهم مغلوط بأننا ضعفنا، فقدنا تصميمنا وقدرة ردعنا. مهم جدا أن في الطرف الاخر، في كل الساحات، يفهموا بسرعة بان الجيش الاسرائيلي كان ولا يزال جيدا قويا جدا، وان دولة اسرائيل هي قوة عظمى اقليمية متينة قررت في المعركة في غزة استخدام جيشها بشكل موزون ومتوازن. ومن الان فصاعدا علينا أن نرد بقوة على كل تحدي، في كل ساحة وفي كل وقت. ففي هذه الطريقة فقط سيكون بوسعنا استعادة الردع الضروري جدا لوجود اسرائيل في الشرق الاوسط.