خبر سيطلب الغزيون أجوبة من حماس- اسرائيل اليوم

الساعة 09:16 ص|28 أغسطس 2014

بقلم: البروفيسور إيال زيسر

كان يفترض أن تبدأ في الاسبوع القادم السنة الدراسية في غزة، لكن ما زال يسكن تلك المدارس التي بقيت عامرة في الحرب مئات آلاف المهجرين، أي واحد من كل ثلاثة في غزة تقريبا ممن دمرت الحرب بيوتهم، وبعد بضعة اسابيع سيبدأ موسم الامطار، ويصعب أن نفرض هل تستطيع الخيام التي يتسرب الى داخلها المطر أن تكون بديلا عن نحو من 40 ألف بيت تضررت أو دُمرت في المعارك.

لكن هذه الصغائر لم تشغل قادة حماس أمس الذين استمروا على الاحتفال بانتصارهم أمس. وكانت درة تاج الاحتفال خطبة زعيم حماس في غزة اسماعيل هنية الذي خرج من مخبئه وتفاخر بانجازات أنجزتها حركته مدة خمسين يوم قتال.

حينما نستمع لهنية الذي يتفاخر بنصره يمكن أن ندرك لماذا بلغ العالم العربي الى حضيض الدمار والخراب اللذين يوصفان دائما بأنهما نصر – في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ويمكن أن نتنفس الصعداء ايضا لأن اسرائيل ديمقراطية كل مواطن فيها ملك وكل حكومة منتخبة – في انتخابات ديمقراطية – يجب عليها أن تقدم الى مواطنيها كشف حساب حقيقيا.

إشتغلت خطبة هنية باسرائيل لكنها وجهت بلا شك الى قطر حيث ينزل خالد مشعل في فندقه ويتابع في خوف هنية وأبو مازن اللذين يحاولان تطويقه وأن يقويا على حسابه. وقد كان مشعل واحدا من المسؤولين على استطالة القتال لأن الحياة تبدو أخف وطأة في الفندق في قطر منها في الملاجيء تحت الارض في غزة.

        يبدو أن الحاجة الى تنظيم صفوف الحركة مرة اخرى لمواجهة التحديات التي ستواجهها ستكون في مقدمة اهتمامات حماس. ويصعب أن نفرض أن تستطيع حركة حماس بعد هذه الحرب الاستمرار على رتابة اعمالها كالمعتاد – لا ازاء سكان غزة ولا ازاء نشطائها وقادتها في الميدان.

        يتوق الغزيون الى الهدوء والحياة المعتادة. ويعلم كل أحد في غزة أن الميناء أو المطار حلم بعيد لن يتحقق ما بقيت حماس في السلطة. لكن سكان غزة سيكتفون بامداد منظم بالغذاء وبتجديد تيار الكهرباء والماء وبتعمير البيوت التي أصيبت وباحياء الاقتصاد المحتضر.

        لكن هنية تناول في خطبته في الاساس قدرات حماس العسكرية، تلك التي بنتها على مر السنين، ونجحت في الحفاظ على بعضها خلال المواجهة العسكرية مع اسرائيل. وأوضح بذلك أن الحركة متجهة الى اعادة بناء قوتها العسكرية لا الى اعادة بناء القطاع أو الى مصالحة السلطة، فهذه القوة مطلوبة لها في مواجهة سكان غزة ايضا الذين قد يحاسبون قادتهم على الكارثة التي جلبوها عليهم.

        وهكذا فان حماس، وهي حركة شعبية كانت تتمتع في الماضي بتأييد واسع من الشارع الفلسطيني، تسير في طريق الحكام العرب من بشار الى القذائف وتصبح متعلقة بقوتها العسكرية لا لمواجهة العدو من الخارج بل لمواجهة شعبها في الداخل.