خبر ربما لا يُسرح مخربون منذ الآن - اسرائيل اليوم

الساعة 09:13 ص|28 أغسطس 2014

بقلم: نداف شرغاي

يحسن الآن بعد أن وقف اطلاق النار (مؤقتا على الاقل) وأصبحنا نفحص نتائج الحرب، يحسن أن نفحص كيف بدأ كل ذلك ومن اختطف الفتيان الثلاثة ومن أنفق على اختطافهم ومن بادر الى هذه العملية وأدارها والتي تبين أنها عملية استراتيجية فجرنا الى حرب صيفية ليس فيها حسم واضح.

إن أسماء الخاطفين ومن أرسلوهم معروفة، لكن يجب أن يبالغ في السؤال فيُقال من أين جاءوا؟ وليس الجواب معقدا. لأنه يُشك في تنفيذ هذا الاختطاف من غير المخربين الذين كانوا في السجون الاسرائيلية في الماضي من المفرج عنهم في الصفقات وبوادر حسن النية والتفاهمات والاتفاقات المختلفة العجيبة. نشر الصحفي آفي يسسخاروف أول من نشر في موقع "واللاه!" نبأ أن رجل الاتصال في غزة بحسام القواسمي – قائد الخلية التي خطفت الفتيان الثلاثة كان أخاه محمود القواسمي الذي طُرد في صفقة شليط، وفحصت عن ذلك ووجدت أن النبأ صحيحا وقد صدقه "الشباك"، وكان يجب أن يهز ذلك عندنا اركان العرش، لكنه مر دون أن يطرف لأحد جفن. إن القواسمي "المطرود بصفقة شليط" اهتم بالانفاق على الاختطاف والخاطفين.

ويتحمل صالح العاروري ايضا مسؤولية حتى لو كانت غير مباشرة. فعلى حسب ما يقول "الشباك" يعمل العاروري رئيسا لمنطقة يهودا والسامرة في قيادة حماس في الخارج، وحماس في يهودا والسامرة مسؤولة عن خطف الفتيان الثلاثة. والعاروري ايضا هو ممن خرجوا من السجون الاسرائيلية. وكان العاروري منذ أن سُرح من سجنه في 2010 وطُرد من البلاد يُدير بتحكم من بعيد مع رفاقه الغزيين الذين تم الافراج عنهم بصفقة شليط، يُدير حماس في يهودا والسامرة. ووقع خلل مع العاروري إذ سُجل كلامه دون أن ينتبه الى ذلك، وقد اعترف قبل بضعة ايام باسم خالد مشعل بأن ذراع حماس العسكرية هي التي وقفت وراء خطف الفتيان الثلاثة وقتلهم في غوش عصيون.

        ويجب أن يتضح إسهام العاروري نفسه في خطة الخطف. ومن الواضح على كل حال أنه تفاخر بها جدا لأنه لولا ذلك لما شهرها بحضرة حاضري المؤتمر الرابع للعلماء المسلمين الذي عقد في تركيا وخطب فيهم. وعلى حسب ما يقول "الشباك"، لم يكف العاروري عن دعوة سكان يهودا والسامرة الى بدء نشاط ارهابي موجه على اسرائيل في نطاق انتفاضة جديدة، بل إنه مشارك حتى عنقه في انشاء البنية التحتية العسكرية (وهناك 93 معتقلا) التي خططت لتنفيذ سلسلة عمليات في اسرائيل وانقلاب على السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة.

        وليس العاروري والقواسمي وحدهما، فقد أدار مازن الفقها الذي حُكم بـ 9 أحكام مؤبدة وأُفرج عنه بصفقة شليط، وعبد الرحمن غنيمات الذي أُدين بسلسلة اعمال قتل وهو ايضا ممن أُفرج عنهم بصفقة شليط، أدارا بتحكم من بعيد حماس في يهودا والسامرة المسؤولة مع حماس في غزة عن خطف الفتيان الثلاثة. وعاد محررون كثيرون آخرون من السجون الاسرائيلية بصفقة شليط وبصفقات سابقة الى الاشتغال بالارهاب وقتلوا وخططوا لعشرات الاختطافات الاخرى التي نجح جهاز الامن العام في احباطها. ومن الواجب علينا أن نُذكر بهذه الامور الآن خاصة لأن طلب الافراج عن مخربين آخرين ستُعاد اثارته سريعا جدا. وسيهتم أبو مازن وحماس بذلك. لكنهما سيلقيان مجتمعا اسرائيليا مختلفا يختلف جدا عن المجتمع الاسرائيلي الذي لقياه في صفقة شليط وخلال الدفعات الثلاث الباطلة الحمقاء – المخربين مقابل المحادثات – التي أجازتها الحكومة قبل خطف الفتيان الثلاثة.

        واهتمت عائلات المخطوفين الثلاثة  بأن تنقلنا الى هذا المكان الجديد بسلوك نبيل يثير الاحترام. فقد بثت روحا مختلفة وكتبت معادلة تختلف تماما بين حاجات الفرد وحاجات المجموع، وعرفت في الأساس أن كارثتها الشخصية جزء من قصة "شعب اسرائيل كله" عند المجموع. وانضمت اليها عائلتا غولدن من كفار سابا وشاؤول من بوريا اللتان قبلتا بتسليم قرار الحاخام العسكري الرئيس رافي بيرتس على أن إبنيهما اللذين قتلا في عملية الجرف الصامد لم يعودا من الأحياء. وامتنعتا عن الضغط لتنفيذ صفقات خطيرة عوض أجزاء الجثتين كانت ستجلب علينا ارهابا وجنونا آخرين.

        وحانت نوبة حكومة اسرائيل الآن لتدرك أننا في عصر جديد، فلن يُقبل الافراج عن مخربين فاسدين وبالجملة. ولن يستسلم الجمهور لموجة اخرى من الافراج عن مخربين، وليس لحكومة اسرائيل الحالية أن تحتكر هذا الخطأ المطلق لكنها استمرت عليه ولم تكف عنه، وقد حان الوقت الآن للاصلاح وللسلوك بصورة مختلفة.