خبر المعركة الحقيقية ستكون في القاهرة - معاريف

الساعة 08:27 ص|26 أغسطس 2014

ترجمة

المعركة الحقيقية ستكون في القاهرة - معاريف

بقلم: اللواء احتياط اليعيزر مروم

 (المضمون: بالاستراتيجية التي اختارتها اسرائيل سنصل في النهاية الى القاهرة، والمعركة الحقيقية ستكون على طاولة المفاوضات. وترمي الخطوات العسكرية الان للتأثير على قدرة المساومة لدى الطرفين حين يصلا الى مصر - المصدر).

توجد اسرائيل في ذروة معركة طويلة اكثر مما كان متوقعا مع حماس. فقد اختارت الحكومة استراتيجية خروج من طرف واحد تستند الى الردع. والخطوة العسكرية البرية المحدودة والخروج احادي الجانب دون ردع كاف الزما اسرائيل بالانتقال الى مسار استراتيجي آخر في التصدي لحماس – وقفات نار محدودة ومفاوضات في القاهرة.

لقد وضع انهيار وقف النار الاخير اسرائيل في معضلة: دخول بري آخر للوصول الى وقف النار على اساس الردع او معركة طويلة تستند الى غارات جوية وفي نهايتها عودة الى القاهرة.

يبدو أن الحكومة غير معنية باستخدام قواتها البرية ولهذا فقد اختارت معركة طويلة – استنزاف غير متماثل – فيما تضرب حماس وقياداتها من الجو وهذه بالمقابل تطلق الصواريخ نحو أهداف مدنية.

تثبت الضربة لقادمة حماس في ظل الاعتماد على الاستخبارات الفائقة واغلاق الدائرة عملياتيا على نحو مثير للانطباع بان اسرائيل قادرة على ان تضرب حماس، ولكن هذا ليس كافيا. فعملية برية عميقة تضرب هدفا مناسبا (قادة حماس، بنية تحتية هامة لانتاج الصواريخ او انفاق اطلاقها) متداخلة مع غارات لسلاح الجو سيحقق في النهاية الردع والهدوء للجنوب. اما الغارات الجوية وحدها فلن تجلب الانجاز.

ان اوراق حماس محدودة، والضربة لها قاسية، ولكنها تواصل لعب القمار على كل الصندوق. اما اسرائيل بالمقابل، فلا ينبغي أن تتراجع. عدد الصواريخ بعيدة المدى لدى حماس محدود، والقدرة على تشويش الحياة في مركز البلاد محدودة. فقد كنت أمس في مطار بن غوريون في اثناء الصافرة. وقد سار المطار على نحو رائع: المسافرون اتخذوا مأوى لعدة دقائق وكل الرحلات الجوية عادت الى الاقلاع كالمعتاد فور انتهاء الصافرة.

بالاستراتيجية التي اختارتها اسرائيل سنصل في النهاية الى القاهرة، والمعركة الحقيقية ستكون على طاولة المفاوضات. وترمي الخطوات العسكرية الان للتأثير على قدرة المساومة لدى الطرفين حين يصلا الى مصر.

يمكن للوضع الحالي أن يستمر لزمن ما. واسرائيل مطالبة بعدة أعمال. على المستوى العسكري على فرض أن المجلس الوزاري غير معني بعملية برية واسعة، ينبغي مواصلة ضرب حماس من الجو وادراج اقتحامات برية عميقة من أجل ضرب اهداف الارهاب.

في الجانب المدني، اذا لم تكن نية لدخول بري الى غزة (حتى ولا لقاطع ضيق لوقف نار قذائف الهاون)، ينبغي اجلاء بلدات غلاف غزة بشكل مرتب وتعويضهم بما يتناسب مع ذلك. هذه خطوة اخلاقية لازمة لكل دولة. وسيكون الجلاء مؤقتا، حتى انتهاء المعركة. علينا أن نتجاهل عرض حماس للحدث كانتصار.

في الجانب السياسي، تتضح الصورة. الهدوء مقابل الهدوء هو فقط المقدمة. وهو سيرافق المسيرة السياسية التي يمكن أن تكون أوسع من التسوية في قطاع غزة بعد "الجرف الصامد".

ويمكن للمرحلة الثانية من التسوية ان تتضمن حلا لغزة مع رقابة دولية ومن السلطة الفلسطينية، او خطوة أوسع، اقليمية، برعاية مصر، الجامعة العربية وابو مازن. هذه خطوة على اسرائيل ان تستعد لها. في وسعها أن تصمم الواقع بحيث تخدم التسوية في المستقبل أهدافها.

ان انهاء المعركة يفتح امام اسرائيل فرصا سياسية جديدة. ويجدر بالحكومة أن تبدي جسارة اكبر في المسيرة السياسية.