خبر ليبرمان للبيع- معاريف

الساعة 08:24 ص|26 أغسطس 2014

ترجمة

ليبرمان للبيع- معاريف

بقلم: ران أدلست

(المضمون: في واقع الامر، يطرح ليبرمان نفسه للمزاد الاقدم في العالم. انظروا ايها الرفاق، يقول سواء لليسار أم لليمين، هناك احتمال معقول أن في الانتخابات القادمة أو حتى في الوضع الحالي انا اشكل لسان الميزان البرلماني، وبصفتي هذه فاني معروض للبيع. من يستجيب لمطالبي سيتلقى بضاعتي - المصدر).

أحقا؟ أهذا هو ليبرمان؟ نعم. هذا هو الرجل الذي قال بنفس الصوت وكأنه بالصدفة ان "على الحمل أن تنتهي مع رفع حماس العلم الابيض والاستجداء". وعندما يسأله اودي سيغال من القناة 2 كيف يجيب: "عرضت على الكابنيت نموذجا لهزيمة حماس. لا ينبغي لهذا أن يستغرق شهرا ونصف، ولا حتى اسبوع ونصف". وفي نفس النفس ومع تصفيته لحماس بذات الهراء، يتبنى الجامعة العربية كشريك لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولمن نسي، فان مبادرة الجامعة لحل الازمة تقوم على اساسا حدود 67 وازالة 80 ونيف من المستوطنات المنعزلة خلف الخط الاخضر والكتل الاستيطانية. عمليا، يقول ليبرمان ان مصر، الاردن ودول الخليج هي حليفاتنا ضد داعش  وشركائها وان الدول العربية التي تتحفظ من حماس ستحاسب حماس وتفرض النظام في القطاع.

آمل أن يكون الحديث يدور عن مناورة سياسية داخلية فقط للمستطلع ليبرمان، وليس هناك على الطريق، اي في وزارة الخارجية، نموذج نشط ما "يتحدث مع العرب" وينزع من المحادثات عن قصد بعض العبارات المنتقاة التي يستند اليها ليبرمان.

ولما كان الحديث يدور عن هراء تام، ولما كان ليبرمان هو الذي يفترض أن يكون أول من يفهم (فهو وزير الخارجية، أليس كذلك)، بان هذا هرء، لا مفر غير ان ندع للحظة مستنقع الدم وكوكب الخرائب في غزة وفي غلاف غزة، ونوجه أنظارنا نحو الازمة الائتلافية. ففي اليوم التالي لوقف النار، عندما يكف الجيش عن ادارة جدول الاعمال، ستصبح الساحة السياسية هي الساحة الحاسمة الحقيقية وهذه هي ما يقصدها ليبرمان.

في واقع الامر، يطرح ليبرمان نفسه للمزاد الاقدم في العالم. انظروا ايها الرفاق، يقول سواء لليسار أم لليمين، هناك احتمال معقول أن في الانتخابات القادمة أو حتى في الوضع الحالي انا اشكل لسان الميزان البرلماني، وبصفتي هذه فاني معروض للبيع. من يستجيب لمطالبي (رئاسة الوزراء؟ الدفاع؟ المالية؟) سيتلقى بضاعتي.

القسم الاول (هزيمة حماس بسرعة فائقة) يستهدف زعماء احزاب اليمين. وهؤلاء يعرفون البضاعة، سيتجاهلون مناورة الجامعة العربية ويشترونه بلا مشكلة. مشكلة ليبرمان هي الثمن، وثمنه سيرتفع اذا ما غازله اليسار ايضا. فلن تصدقوا، ولكنه يقول لليسار، ولكن ها أنا، ليبرمان الرهيب، اشتري المبادرة السعودية التي هي في واقع الامر برنامج الجبهة الديمقراطية حداش – فكيف أنا بالنسبة لكم؟ لا يوجد أحد بين زعماء احزاب اليسار يصدق كلمة منه (فهذه تأتي بالثنائيات: كلمة ليبرمان هي كلمة)، ولكنهم اذا كانوا يريدون ائتلافا، فانهم ملزمون بان يبيعوه لناخبيهم والترهات عن الجامعة العربية هي الذريعة. وبهذه المناسبة فانه يصيد في المياه العكرة للوسط المشوش. كل ما يريدونه هناك هو نموذج نشط، وهناك غير قليل من الاغبياء الذين يشترون هذا العرض. والصحيح هو أن هذا تاجر، وهناك اغراء حقيقي لعقد صفقة محطمة للتوازن مع ليبرمان وسرقة الجياد معه. حقا غير مرغوب فيه وليس مجديا للمرء أن يكون شريكا في سرقة العقل التي يقوم بها هذه الايام.