خبر قصور غلاف غزة -هآرتس

الساعة 08:30 ص|25 أغسطس 2014

قصور غلاف غزة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بعد نحو شهرين من القتال فان سكان غلاف غزة مرضوضون وتعبون. فليست فقط أعصابهم ممزقة بأسابيع من التنقل بين الاقرباء طيبي القلوب والكيبوتسات التي تستضيف رفاقها من الجنوب، بل ان محفظتهم تفرغ في أعقاب "الاجازة" غير المخطط لها، التي ترفض أن تنتهي. عندما بدأت قذائف الهاون تسقط عليهم بوتيرة مضاعفة، وانذارات "اللون الاحمر" أبقتهم على مدى ايام كاملة في الغرف الامنية وعلى مقربة منها، قرر الكثير منهم الجلاء.

 

تدعي وزارة الدفاع بان بيتهم آمن بعد أن استثمرت الدولة نحو 1.2 مليار شيكل في تحصين المنطقة في السنتين الاخيرتين. اما على ادعاء السكان بانهم لا يمكنهم أن يخرجوا من بيوتهم حتى ولا لشراء احتياجاتهم الحيوية، ردت الدولة بالاعلان عن "حياة الطوارىء الطبيعية"، عبارة جاءت لتسوغ الفوضى في حياة سكان غلاف غزة في الشهرين الاخيرين، دون تحمل المسؤولية عن ايجاد حلول وكلفتها الاقتصادية.

 

وحتى عندما انكشف حجم تهديد الانفاق، التي وصلت حتى مناطق كيبوتسات غلاف غزة، وحتى عندما أعلن عن المنطقة كـ "منطقة عسكرية مغلقة" بقيت وزارة الدفاع في صمتها ولم تصدر للسكان تعليمات للمغادرة بل ولم تقترح خطة جلاء مرتبة. وحين ضاقت الامور عليهم وجد سكان غلاف غزة حلولا تستند اساسا الى مبادرات خاصة – الأصدقاء، العائلة، الكيبوتسات التي استوعبت أبناء الكيبوتسات الاخرى، منظمات مثل فيتسو التي فتحت أمامهم قرى الشبيبة وغيرها.

 

بعد الاتفاق على وقف النار الاخير – الذي صمد على مدى خمسة أيام – وفي اعقاب دعوة قادة جهاز الامن، وعلى رأسهم رئيس الاركان بيني غانتس، عاد سكان غلاف غزة الى بيوتهم. وأثبت التصعيد المتجدد بانه لا يمكنهم أن يقيموا حياة طبيعية وأن لمشكلتهم مطلوب خطة حكومية.

 

هذا وأعلن أمس وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون الذي تجول في المكان بان من يرغب من السكان بالجلاء، فسيتلقى المساعدة. وفي نفس الوقت أعلن يعلون بان "الدولة لا تجلي المواطنين". ومعنى هذا التناقض بسيط للغاية: ذات الدولة، التي تدير الحملة (ليس حربا، والتي معانيها الاقتصادية أوسع بكثير)، لا تسارع الى تطبيق خطط بنيوية من نوع "فندق استضافة" ترمي الى جلاء المواطنين في وضع الطوارىء، باشرافها وعلى حسابها.

 

بعد الاف قذائف الهاون التي اطلقت على بلدات غلاف غزة وشلت حياتها – فان على الدولة أن تبلور خطة شاملة للعناية بالسكان بمسؤوليتها وبتمويلها.