تحليل قصف الاحتلال للأبراج السكنية بغزة يهدف للضغط على المقاومة

الساعة 02:27 م|24 أغسطس 2014

غزة

رأى محللون سياسيون فلسطينيون، أن الاستهداف الإسرائيلي للأبراج السكنية، وللمراكز التجارية، في قطاع غزة، يأتي من باب "الضغط الإسرائيلي على فصائل المقاومة، لانتزاع وقف إطلاق نار شامل، دون تحقيق أي انجاز سياسي.

وأوضح المحللون، في حواراتٍ منفصلة للأناضول، أن الاحتلال يهدف من اتباع سياسة تدمير الأبراج السكنية "الكبيرة"، لتمزيق النسيج الاجتماعي قطاع غزة، وإيجاد ضغط مدني من المواطنين على فصائل المقاومة، تطالب من خلاله بوقف إطلاق النار، كما فعلت في تجربة حرب لبنان عام (2006) من تدمير للضاحية الجنوبية.

ولفت بعض المحللين إلى أن صحفيين إسرائيليين، يقولون إن "تأليب الرأي العام الفلسطيني في قطاع غزة، ضد المقاومة، هو أنجح الحلول للتوصل إلى وقف إطلاق نار، دون إنجازات سياسية تحسب لفصائل المقاومة".

وقال الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، إن الضربات العسكرية التي يوجهها الاحتلال الإسرائيلي للأبراج السكنية الكبيرة، وسط مدينة غزة، المكتظة بالسكان، تهدف لتأليب الرأي الفلسطيني على المقاومة، ودفع المواطنين لمطالبة المقاومة بـ"وقف إطلاق النار".

وذكر أن الاحتلال يهدف من خلال قصف الأبراج السكنية، التي تأوي أكثر من (300-400) شخص، إلى تدمير البنى التحتية لقطاع غزة، قبل التوصّل لأي اتفاق جدّي لوقف إطلاق نار شامل.

وبيّن أن استهداف الشقق السكنية، والأبراج العالية، والأبراج التجارية، هي وسائل تستخدم للضغط على السكان الفلسطينيين بغزة للتحرك ضد فصائل المقاومة، خاصةً ضد حركة "حماس".

ولفت إلى أن تجربة قصف الأبراج السكنية بغزة، هي سياسة مستنسخة من تجربة الاحتلال في الضاحية الجنوبية بحرب لبنان عام (2006)، عندما دمّر الاحتلال المناطق السكنية.

وتابع أبو سعدة: "الاحتلال يسعى لاستنساخ ذات التجربة، بهدف الحصول على نفس ردود الفعل من المقاومة الفلسطينية بغزة".

واتفق معه، المحلل السياسي هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، قائلاً: " إن الاستهداف الإسرائيلي للأبراج السكنية وسط مدينة غزة هي نقلة نوعية في حربها على القطاع، كما أنها استنساخ للتجربة اللبنانية، عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية بلبنان".

ويرى البسوس أن استهداف الأبراج السكنية والمراكز التجارية، وسيلة للضغط على الفصائل للقبول بوقف إطلاق نار "شامل" وغير مشروط.

وتابع: " خوف المدنيين من الاستهداف المتكرر لمناطق مكتظة بالسكان، ولأبراج سكنية، قد يدفعهم للمطالبة بوقف إطلاق النار، مما يشكل ضغط عليهم للقبول بأي اتفاقية دون ضمانات".

وأضاف: " الاحتلال يهدف لتمزيق النسيج الاجتماعي بقطاع غزة، لكن المجتمع الفلسطيني يدرك جيدا أهداف السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تأليبه ضد المقاومة".

ويتوقع البسوس أن يصّعد الاحتلال من سياسة استهداف المناطق المدنية والأبراج السكنية، لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها (كما يعتقد).

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي هاني حبيب، الكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية، إن الرسالة الإسرائيلية التي تضمنتها استهداف الأبراج السكنية والمناطق المأهولة في السكان، هي أن الاحتلال قادرة على الوصول إلى أي منطقة بغزة، ولا يوجد "خطوط حمراء" أمام آلة التدمير الإسرائيلية.

ويتفق حبيب مع سابقيه في التأكيد على أن الاحتلال يسعى لتأليب الرأي العام الفلسطيني بقطاع غزة، ضد فصائل المقاومة، كي تتعالى أصوات تضغط على الفصائل وتطالب بوقف إطلاق النار.

وأضاف: " ما يقارب من (50) يوماً من الحرب أثبتت الفشل الإسرائيلي في الوصول إلى خططه وأهدافه".

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أمس السبت، برج "الظافر 4" السكني غرب مدينة غزة بشكل كامل.

ويتكون البرج من 11 طابقا يحتوي على 44 شقة سكنية دمرت بالكامل؛ ما أدى إلى إصابة 19 فلسطينيا معظمهم من الأطفال وتشريد عشرات العائلات التي كانت تسكنه.