خبر كيف ننهي ؟ البحث عن مخرج.. معاريف

الساعة 09:18 ص|24 أغسطس 2014

كيف ننهي ؟ البحث عن مخرج.. معاريف

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: واضح أن القيادة السياسية تسعى الى هزيمة حماس وتحقيق ردع لمدى طويل، ولكن منذ الايام الاولى من الحرب أعرب خبراء عن شكهم في أن تكون للحكومة استراتيجية خروج وانهاء. اما اليوم، فأكثر من أي وقت مضى، يبدو أنه لا تزال لا توجد لها كهذه -  المصدر).

تجعل نار قذائف الهاون نحو غلاف غزة السكان المتفانين هناك أوز استهداف في ميدان التدريب على النار، من يتعلقون برحمة الاحتمال الاحصائي. قذيفة الهاون هي سلاح غير دقيق، ولكنه فتاك لمحيطه القريب. وفي انعدام القدرة على السماح للسكان بانذار مبكر معقول، فان المعجزة الاحصائية وحدها هي التي جبت حتى الان حياة ثلاثة مدنيين "فقط" وعشرة جنود.

ان ترك السكان لمصيرهم هو القصور الاكبر لاسرائيل في الحرب المستمرة منذ 14 سنة في غزة. لا الانفاق ولا المقذوفات الصاروخية. الان فقط أعلنت رفائيل عن أنها ستطور "الشعاع الحديدي"، منظومة اعتراض تقوم على اساس الليزر الصلب. فمن منعها، منع وزارة الدفاع والحكومة من أن تأمر قبل سبع سنوات، بالتوازي مع تطوير "القبة الحديدية"، بمحاولة ايجاد حل تكنولوجي لهذه المشكلة ايضا؟ ناهيك عنه أنه كان بوسع اسرائيل أن تواصل تطوي منظومة لزير كيميائي (ناوتيلوس) او شراء منظومة سكاي غارد من الولايات المتحدة.

تعرف حماس أن غلاف غزة هو البطن الطري لاسرائيل ولهذا فقد شددت اطلاق القذائف نحو المنطقة في الايام الاخيرة. كما ينبع هذا ايضا من هزال مخزون المقذوفات الصاروخية وقذائف الهاون لديها ومن سياسة  رقابة النار الحكيمة.

تقرر أمس "ذروة" جديدة في 47 يوما من القتال. فقد تجاوز عدد اطلاق الصواريخ من غزة حاجز الـ 4.000. وفي الجيش الاسرائيلي لا يعرفون بالضبط كم تبقى لحماس في مخازنها. ويوجد فقط تقدير باقل من 3.000، نحو ثلثيها الى نجلا 20 كم، وبضع مئات اخرى الى مدى حتى 40كم، وربما اكثر بقليل من 100 الى مدى يصل الى السهل الساحلي، غوش دان والقدس. ولهذا فان حماس تحرص في الايام الاخيرة على عدم اطلاق اكثر من عدة صواريخ قليلة الى مسافات حتى 75كم، للحفاظ على الذخيرة لايام قتالية اخرى. هدفها هو نقل رسالة بان قوتها لا تزال في متنها. ويمكن لهذا أن يستمر شهر، شهرين فأكثر – الامر منوط بوتيرة اطلاق الصواريخ والاستخبارات التي تسمح بضرب منصات الاطلاق والمخازن.

وهكذا فان حماس عمليا تجر اسرائيل الى حرب استنزاف. وبتقدير جهاز الامن، لا تبدي حماس عاليا مؤشرات انكسار ولا تتنازل عن مطالبها الاساسية: رفع الحصار وموافقة مبدئية من اسرائيل على اقامة ميناء في غزة، ستستغرق بالمناسبة بضع سنوات.

في هذا الوضع تبدأ القيادة السياسية بفقدان ثقتها. فقد حاولت اسرائيل امس رفع السقف. وزعت مناشير ونقلت بلاغات لسكان غزة بان عليهم الابتعاد والجلاء عن كل مبنى او موقع تطلق منه حماس، وذلك لان "الجيش الاسرائيلي سيعمل بكل القوة ضد كل منشأة عسكرية او مدنية تنفذ منها اعمال ارهاب ضد اسرائيل". وبعد ذلك جاء التجسيد: سلاح الجو قصف واسقط مبنى من 14 طابقا، استخدم بزعم الجيش الاسرائيلي كقيادة لحماس. وقد اتخذ هذا صورة جيدة ولكن ليس واضحا على الاطلاق اذا كانت الرسالة قد استوعبت.

ان هدف اسرائيل هو دفع السكان في غزة الى التأثير على حماس بالموافقة على وقف النار، حتى دون قبول بعض من مطالبها. وعلى الارض لا تزال لا توجد مؤشرات على ذلك. فتخوف قيادة حماس من العصيان المدني يقف خلف الاعدامات بالجملة وبلا محاكمة لـ "الخونة" و "العملاء". والهدف هو نقل رسالة الى الغزيين: كل من يتجرأ على رفع الرأس ضد حماس، حكمه واحد.

معروف ما لا تريده القيادة السياسية: نتنياهو، يعلون وغانتس لا يريدون احتلال غزة ولا يسعون الى اسقاط حماس، وعن حق. أقل وضوحا ما الذي يريدونه حقا. بمعنى، واضح أنهم يسعون الى هزيمة حماس وتحقيق ردع لمدى طويل، ولكن منذ الايام الاولى من الحرب أعرب خبراء عن شكهم في أن تكون للحكومة استراتيجية خروج وانهاء. اما اليوم، فأكثر من أي وقت مضى، يبدو أنه لا تزال لا توجد لها كهذه.