خبر محللون: الاحتلال استغل مفاوضات القاهرة بجمع المعلومات الاستخبارية عن القادة العسكريين

الساعة 03:26 م|21 أغسطس 2014

وكالات- الأناضول

محللون سياسيون فلسطينيون، على أن انسحاب وفد الاحتلال الإسرائيلي "المفاجئ" من مباحثات القاهرة، أول من أمس "الثلاثاء"، بذريعة إطلاق صواريخ من غزة تجاه المغتصبات الإسرائيلية، كان "خدعة" لتنفيذ ضربات ضد قيادات كتائب القسام.

وقال المحللون، في حوارات منفصلة للأناضول: "إن الاحتلال سحب وفده المفاوض، من القاهرة، بعد أن توفّرت لديه معلومات استخباراتية عن القيادات العسكرية لفصائل المقاومة بغزة، لتوجيه ضربات لتلك القيادات، بغرض تحقيق انتصار معنوي، لرئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو".

وكانت كتائب القسام، أعلنت، صباح اليوم، استشهاد 3 من أبرز قادتها في قطاع غزة، وهم (رائد العطار، محمد أبوشمالة، محمد برهوم)، في غارة على منزل في رفح.

كما أعلن الاحتلال مساء الثلاثاء أنها حاولت اغتيال محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، في قصف لأحد المنازل، لكنه نجا، فيما استشهد في عملية الاستهداف زوجته واثنين من أطفاله، و3 آخرين من أفراد العائلة المالكة للمنزل المستهدف.

وسبق ذلك، سحب الاحتلال لوفده المفاوض من القاهرة، بدعوى "خرق الفلسطينيين للتهدئة، وتجدد إطلاق الصواريخ على جنوبي فلسطين المحتلة"، وهو ما نفته المقاومة بغزة، مؤكدة أن الاحتلال "يبحث عن مبررات لاستئناف عدوانه".

وذكر المحلل السياسي، هاني المصري، مدير مركز "بدائل" للدراسات والأبحاث، في رام الله، أن انسحاب وفد الاحتلال المفاوض، من مباحثات القاهرة، كانت مجرد "خدعة" إسرائيلية، لتنفيذ ضربات ضد قيادات "عسكرية" بغزة.

وأوضح أن المماطلة الإسرائيلية في مباحثات القاهرة، كانت تهدف لكسب الوقت لتجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخباراتية، خلال أسبوعين شهدا جواً من التهدئة الميدانية بغزة.

وتابع: "الاحتلال كان يبحث عن انتصار عسكري بقطاع غزة، وهو يعتبر اليوم أن اغتيال القيادات العسكرية لفصائل المقاومة، انتصاراً وانجازاً لها".

ولفت إلى أن مسار مفاوضات التهدئة غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، باتت أصعب من السابق، عقب تنفيذ الاحتلال لعمليات اغتيال بغزة.

واتفق هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، مع المصري، فيما ذهب إليه، مؤكدا أن الاحتلال لم يكن يتعاطى بشكل إيجابي مع المطالب الفلسطينية.

وأرجع البسوس المماطلة الإسرائيلية في مباحثات القاهرة، إلى رغبة الاحتلال بجمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية، عن تحركات القيادات العسكرية لفصائل المقاومة بغزة، خلال فترة "التهدئة" التي استمرت لأسبوعين "تقريبا".

وتابع: " بعد مرور أسبوعين من التهدئة في قطاع غزة.. ربما ساعدت تحركات القيادات العسكرية لفصائل المقاومة، الأجهزة الاستخباراتية بغزة، في جمع معلومات عنهم، لتنفيذ عمليات اغتيال، تعطي الاحتلال انتصاراً، حسب اعتقادها".

ويعتقد البسوس فأن الوضع الميداني في قطاع غزة يتجه نحو التصعيد العسكري، بالتزامن مع تواصل الحراك السياسي للتوصل لاتفاقية وقف دائم لإطلاق النار بغزة.

وفي السياق ذاته، قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، إن قرار الاحتلال بسحب وفده المفاوض، من مباحثات القاهرة، واستغلاله لخبر إطلاق صواريخ من غزة نحو الأراضي المحتلة دون أن يتبناها أي فصيل فلسطيني بغزة، هي "خدعة" إسرائيلية لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات ضد القيادات العسكرية.

وأوضح أن أجهزة الاحتلال الاستخباراتية استطاعت خلال فترة "التهدئة" بغزة من الوصول إلى القيادات العسكرية لفصائل المقاومة، خاصة لحركة حماس، وتتبع حركاتهم.

وتابع: "الاحتلال في آخر يومين وصلت إلى معلومات مهمة حول القيادات العسكرية الذين وجهت لهم ضربات بغزة في آخر يومين، وهذا كان السبب الرئيسي لانسحاب الوفد من القاهرة".

واستأنف الجيش الاحتلال منذ مساء الثلاثاء الماضي مهاجمة أهداف فلسطينية، في قطاع غزة، ردا على ما قال إنه "اختراق التهدئة، وتجدد إطلاق الصواريخ"، وهو ما نفته المقاومة بغزة، مؤكدة أن الاحتلال "يبحث عن مبررات لاستئناف العدوان".