خبر الاغتيال ليس حلا -هآرتس

الساعة 08:26 ص|21 أغسطس 2014

الاغتيال ليس حلا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

محمد ضيف، رئيس الذراع العسكري لحماس في غزة، يعتبر وعن حق عدوا مريرا لاسرائيل. فضيف مسؤول عن عمليات عديدة، قتل فيها مدنيون وجنود اسرائيليون وأوقعت مصيبة ايضا على السكان الفلسطينيين. ولكن المحاولة لتصفيته أول أمس هي بالاساس ذات قيمة صورية، جزء من "صورة النصر" المطلوبة ظاهرا من أجل انهاء المناوشة الحالية.

 

بشكل عملي، فان مسألة قتل ضيف ليست ذات صلة بقوة حماس. فتجربة الماضي علمت اسرائيل بان تأثير الاغتيالات محدود وليس بالضرورة ايجابيا. فاغتيال رجل العمليات لياسر عرفات، ابو جهاد، حرم عرفات من شريك هام في أثناء مسيرة اوسلو. وقتل احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، صلاح شحادة وأحمد الجعبري عاقبهم على دورهم في الارهاب، ولكنه لم يلجم حماس ولم يلينها؛ فقد رفع ضيف الى البروز الجماهيري.

 

لم تغير محاولة اغتيال ضيف أي حقيقة اساسية. فاسرائيل لا تزال بحاجة لسياسة حكيمة تسمح بوقف المناوشة بينها وبين حماس وتكون ذات قيمة حقيقية للمستقبل. ورغم السرية التي تلف تفاصيل المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس، والتي جرت بوساطة مصرية، مفهوم من تلقاء ذاته ان الاغلاق على غزة يوجد في مركزها. وخلافا لمواقف بعض من وزراء الحكومة، فان إزالة الاغلاق عن غزة ليست مصلحة فلسطينية فقط بل مصلحة اسرائيلية صرفة. فكلما تمكنت اسرائيل من الاحسان للسكان في غزة، ووافقت على فتح المعابر، دعمت اعمار غزة، ولاحقا سمحت ببناء ميناء – هكذا يقف الغضب والعنف تجاه اسرائيل وتقل قوة حماس.

 

هذه الخطوات يجب أن تكون جزءا من مسيرة سياسية أوسع، بدايتها الاعتراف بحكومة المصالحة الفلسطينية. مثل هذه الحكومة، التي تدخل حماس الى اطار سياسي رسمي وتجبرها على أن تكون خاضعة لها، ستسمح لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بان يكون جزءا مركزيا من التسوية. وفقط من خلال دمج عباس ستمنع اسرائيل امكانية التوقيع على اتفاق مع حماس لا يكون أكثر من مجرد اتفاق وقف نار ذي مدى عمر محدود.

 

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ملزم بان يصحو. فالضرر الذي أوقعه في العلاقات مع الامريكيين من شأنه ان يدهور اسرائيل نحو عزلة سياسية ذات آثار شديدة. والمسار الوحيد للخروج منها هو المسار السياسي. والمفتاح لهذا المسار هو السعي الى اتفاق مع حكومة المصالحة الفلسطينية.