خبر بيبيان- يديعوت

الساعة 08:25 ص|21 أغسطس 2014

بيبيان- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

 (المضمون: لو كان الامر متعلقا ببيبي نتنياهو وحده، دون وزراء المجلس الوزاري المصغر لسارع الى ارسال وفد التفاوض الى القاهرة، لكنه يخشى الاعتراض عليه من المجلس. - المصدر).

 

حصلنا أمس على بيبيين في بطاقة واحدة: فمن وراء المنصة وهو واقف وراء أوراق نص أُعد مسبقا، كان المتحدث المتزن والمقدر للامور وذا السلطة؛ ومنذ اللحظة التي جلس فيها وبدأ يجيب عن الاسئلة أصبح بيبي المتعرق: العدائي والمعرض للاصابة والباحث عن الشجار.

 

وفي اجتماع المجلس الوزاري المصغر بعد الظهر هاجم الوزراء للنقد الذي أسمعوه في التوجيهات التي بُذلت والمقابلات مع وسائل الاعلام. إن انتقاد الوزراء في غرفة مغلقة وتسريب ذلك بعد ذلك الى صحفيين اصدقاء، شيء، والهجوم على وزراء مجلسه الوزاري المصغر على رؤوس الاشهاد شيء آخر، فرئيس الوزراء الذي يهاجم وزراءه في منتصف معركة عسكرية هو رئيس وزراء ضعيف. يوجد بيبيان كلاهما معروف بصورة جيدة للاسرائيليين منذ عشرات السنين. وهما يظهران كلا على حدة على نحو عام لكنهما اختارا أمس الظهور معا.

 

وعلى حسب ردود أولية من وزراء هوجموا أحرز العكس، فقد كتب الوزراء أمامهم كلام نتنياهو واستقر رأيهم على الاستمرار على فعل ما فعلوه حتى الآن وهو انتقاد سياسته نحو حماس وإثارة أفكار منهم لمتابعة المعركة في نقاشات مغلقة ومع وسائل الاعلام، وهم يعلمون أن نتنياهو يستطيع أن يوبخهم لكنه لا يستطيع أن يُقيلهم.

 

أوضح رجال الاستخبارات المصرية الذين أجروا محادثات مع الفريق الاسرائيلي الذي تم ارساله الى القاهرة، أوضحوا للاسرائيليين أن الفريق السيسي، رئيس مصر الجديد، لا يستحسن تصريحات وزراء في المجلس الوزاري المصغر تعترض على اقتراح المصالحة المصري وعلى تسوية مع حماس برعاية حكومة مصر. واذا استمر القتال فقد تنشأ مظاهرات جماعية في مصر وسيرتفع سهم حزب الاخوان المسلمين مجددا.

 

اذا كان نتنياهو قد أراد أن يبرهن لمصر على أنه مسيطر على حكومته فقد أحرز عكس ذلك لأنه سيتبين لهم في القاهرة هذا الصباح أن الوزراء الذين تم توبيخهم لم يُعتقلوا في الليل ويُرسلوا الى سجن طرة كالرئيس السابق مرسي بل ولا الى أبو كبير فما زالوا يجلسون في متعة في المجلس الوزاري المصغر لأنه ليس لنتنياهو مجلس آخر وحكومة اخرى.

 

إن أطول عملية عسكرية في تاريخ الدولة ما زالت تجري بحسب القواعد التي حُددت منذ أول ايامها، فحماس هي التي تقود واسرائيل تُجر وراءها. وقد تعب الطرفان من الصدام العسكري لكنه يصعب عليهما أن يجدا نظاما يُثبت الهدنة. وحكومة اسرائيل متواضعة الطموح فهي تريد الهدوء، الهدوء فقط، بيد أنها غير مستعدة لدفع الثمن الذي تطلبه حماس عوض الهدوء. ويريد نتنياهو تسوية مع حماس؛ ويعارض أكثر وزراء المجلس الوزاري المصغر التسوية لكن لكل واحد منهم رأيه الخاص في الحل الممكن. ولا يؤمن الجيش الاسرائيلي باتفاق مع حماس وهو يسعى الى تعزيز العلاقة بمصر.

 

لو كان الامر متعلقا بنتنياهو لتم تجديد المحادثات في القاهرة في غضون يوم أو يومين. وقد لا يسافر فريق التفاوض الاسرائيلي الى هناك إيهاما بل يُجري التفاوض بالهاتف من تل ابيب.

 

إن اغتيال محمد ضيف أكبر مخربي حماس يمكن أن يمنح الاسرائيليين صورة النصر المهمة كثيرا لعدد منهم. وقد استحق ضيف اغتياله بعدل، فهو مسؤول مسؤولية مباشرة أو مُسهمة عن قتل مئات الاسرائيليين، وأهم من ذلك أن ضيف أصبح رمزا، فكان يمكن أن يوجه اغتياله ضربة معنوية لا يستهان بها الى حماس والمنظمات الارهابية الاخرى.

 

كان استقرار الرأي على اغتياله مشروعا وكذلك التوقيت بعد أن نقضت حماس الهدنة. والحال في الحرب كما هي في الحرب.

 

لكن لم يكن من الممكن أمس أن نقول بيقين إن ضيف لقي حتفه تحت أنقاض البيت في حي الشيخ رضوان. وربما نجا للمرة الخامسة وربما يكون أصيب اصابة بليغة وهو الآن يحتضر بين الحياة والموت؛ وقد يكون قُتل وتُبقي حماس أمر موته سراً لاسباب معنوية، وقد حدث مثل ذلك من قبل.