خبر لماذا حاولت « إسرائيل » اغتيال محمد الضيف؟

الساعة 06:27 م|20 أغسطس 2014

وكالات

منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من يوليو الماضي، تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلال التركيز على تحركات قادة المقاومة الفلسطينية لا سيما قادة حركة حماس وجناحها العسكري في قطاع غزة من أجل العثور على صيد ثمين كما يقولون.

 وكانت "إسرائيل" خلال الأيام الماضية "أيام التهدئة" تعمل بشكل استخباري مكثف من أجل استغلال فترة التهدئة في قطاع غزة، في محاولة منها على الحصول على الصيد الثمين الذي تعتبره "إسرائيل" أكبر انجازاتها، إذا ما وصلت إليه.

 وكانت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم قد نشرت تقريراً مفصلاً أوضحت من خلاله الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف أمس الثلاثاء، وفشله في ذلك.

ووفقاً للصحيفة فإن "إسرائيل" قد حاولت تحقيق انجاز معنوي قبل التوقيع على اتفاق تهدئة مع الفصائل الفلسطينية، لكنها في نهاية المطاف جاءت النتائج عكسية بل وقد عززت اسم وأسطورة محمد الضيف.

 كما رجحت الصحيفة بأن محاولة اغتيال الضيف جاءت بهدف إرضاء الجمهور الإسرائيلي، لافتة إلى أن "إسرائيل" تعتمد منذ زمن على اغتيال الشخصيات، حيث تعتبره انجازاً يمكن تسويقه للجمهور الإسرائيلي، لكنها تتأكد بأنها لن تغير جذرياً في الوضع الاستراتيجي.

 وبحسب الصحيفة فإن محاولة اغتيال الضيف كان له هدف مركزي واحد، بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهو إرضاء الجمهور الإسرائيلي. في المقابل يشير الكاتب إلى أنه رغم أن الضيف شخصية مركزية في حماس، إلا أن اغتياله لا يؤثر على الروح القتالية لكتائب القسام.

 ويضيف أنه يجب الإشارة إلى أن قائدي حركة حماس في قطاع غزة، اليوم، محمد الضيف وإسماعيل هنية، قد وصلا إلى منصبيهما بعد أن اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي من القيادة السياسية، وأحمد الجعبري الذي أشغل منصب القائد العام لكتائب القسام في حينه.

 ويتابع أن عملية الاغتيال قد تكون إنجازا يمكن تسويقه في وسط الجمهور، ولكن، وبشكل عام، فإن ذلك لا يغير الوضع الاستراتيجي من الأساس، ولكنه الكاتب يشير إلى أن ضيف يعتبر رمزا، بالنسبة للفلسطينيين، ومؤخرا بالنسبة للإسرائيليين أيضا، وأن اغتياله قد يعتبر نجاحا معنويا يساعد نتانياهو في صد الانتقادات المتصاعدة ضده، سواء في وسط الجمهور الإسرائيلي أو في وسط القيادة السياسية، بشأن ما وصفه بالنتائج الجزئية من الحرب على غزة.

 وبناء على عمليات اغتيال سابقة في قطاع غزة، يضيف الكاتب أنه من الجائز الافتراض بأن المصادقة النهائية للهجوم صدرت خلال جدول زمني لا يتجاوز ساعات معدودة، وأن الأجهزة الاستخبارية قدمت معلومات بشأن مكان تواجد الضيف، وعمل المستوى العملاني على وضع خطة عمل صادقت القيادة عليها.

 ويدعي الكاتب أنه بالنسبة لإسرائيل فإن ذلك حصل في توقيت مريح، أي بعد ساعات من خرق التهدئة من قبل الفلسطينيين، بحسب الكاتب، وإطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة باتجاه بئر السبع، ليخلص بالنتيجة إلى أن محاولة الاغتيال لا يمكن أن تعتبر خرقا إسرائيليا.

 وكانت المخابرات الإسرائيلية قد حاولت مراراً تصفيته أكثر من 5 مرات، لكنها فشلت كل مرة، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.

 وفي المعركة الحالية خرج الضيف في تسجيل صوتي دون أن يظهر وجهه، جاء خطابه حافلاً بالرسائل في الاتجاهات السياسية والعسكرية، وموجهاً للأطراف في الساحة الداخلية والخارجية، وتكمن الرسالة الرئيسية في كون كتائب القسام تستهدف الجنود الإسرائيليين في عقر دارهم وبروح استشهادية عالية، حيث تبع الكلمة تصوير لعملية اقتحام نفذتها كتائب القسام خلف خطوط الجيش الاسرائيلي وقتلت بها عدداً من الجنود دون أن تخسر أي مقاتل.