تقرير مدارس الإيواء بغزة ..تُغني في « أسبوع مواليدها »

الساعة 12:08 م|19 أغسطس 2014

غزة - وكالات

تبدو "إيمان السرساوي"، كمصورٍ محترف وهي تلتقط بكاميرا هاتفها المحمول، كل ثانية، ودقيقة من ساعات الاحتفال بأسبوع مولودها، وباهتمام بالغ تؤرخ كافة التفاصيل الصغيرة، من تصفيق للأطفال، وإضاءة للشموع، وأغانٍ مخصصة لهذه المناسبة.

فهذا المولود داخل إحدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين" الفلسطينيين أونروا"، والذي حمل اسم "أحمد"، تريد والدته كما تقول لوكالة الأناضول، أن يكبر ويتبسم بفخر، وهو يشاهد مقاطع الفيديو الخاصة باحتفال أسبوع ميلاده، هو وستة آخرون ولدوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأقامت جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، اليوم الثلاثاء احتفالا خاصا بمرور أسبوع على ولادة "سبعة مواليد"، داخل مراكز الإيواء.

وتقول الأم السرساوي، وهي تلتقط صورة لمولودها "أحمد"، وهدايا ميلاده: " عندما يكبر، ويرى صوره، داخل هذه المدرسة، سيتساءل عن سر هذه اللقطات، والاحتفال في هذا المكان، وسنروي له، وللبقيّة أنه وُلد في ظل عدوان شرس شنته إسرائيل، وهدمت من خلاله بيوتنا وشردتنا، ولكن رغم كل الألم، والوجع احتفلنا بميلادهم".

وتحرص العائلات في قطاع غزة، على إقامة "أسبوع المولود"، ويعد الاحتفال بهذه المناسبة من العادات والتقاليد البارزة للفلسطينيين، ويتم دعوة الأصدقاء والأقارب، وتحمل جدة المولود وعاءً معدنيا، تطرق على أطرافه كي تحدث رنينا، يتخلله الأهازيج والأغاني الشعبية.

وبدا، صوت هذه الأغاني في مدرسة الزيتون، شرق مدينة غزة، رنانا وعاليا، على لسان الأطفال الذين تحلقوا بفرح أمام السبعة مواليد، الذين تم وضعهم على إحدى طاولات المدرسة.

 وكوّن عشرات الأطفال شكلا دائريا، وأخذوا يدورون بشكل متكرر حول الطاولة، وهم يحملون الشموع المضاءة، فيما أصواتهم ترتفع شيئا فشيئا وهي تُردد أغاني الميلاد.

وأمام الهدايا التي وزعتها جمعية الكشافة، و"أونروا" على المواليد، وعائلاتهم، اقترب الأطفال من أذان المواليد وهم يُرددون خلف الكبار: (اسمع كلام أمك، متسمعش "لا تسمع" كلام أبوك)، (أغنية شعبية).

وتصف عايدة الضبة، هذا الاحتفال بأنه الأجمل في حياتها، وتقول لوكالة الأناضول، وهي تنظر بحب إلى رضيعتها التي أطلقت عليها اسم "براءة" : " إسرائيل هدمت منزلنا، ولم يتبقَ لنا شيء، هنا عشرات النساء، وأنا واحدة منهنّ ولدنا وسط الخوف من الحرب، والتشريد، هذا الاحتفال، والأغاني أعادت لنا الروح بالحياة، وإن من حق صغارنا أن يعيشوا حياة أفضل".

وسجلت وزارة الصحة في غزة ولادة ما يقارب خمسة آلاف مولود خلال ثلاثين يوما من القصف الإسرائيلي.

وولد عشرات الأطفال في مراكز الإيواء والمستشفيات، بعد أن لجأت غالبية النازحين إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وتشير إحصائية للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إلى أن عدد النازحين من المناطق الحدودية لقطاع غزة، يصل إلى نصف مليون شخص.

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، تسببت في استشهاد 2016 فلسطينياً، من بينهم 541 طفلا 250 امرأة و 95 مسنا، كما وأصيب قرابة عشرة آلاف آخرون، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.