خبر الخطة التي تشوشت -معاريف

الساعة 09:14 ص|19 أغسطس 2014

بقلم: اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم

(المضمون: ان انهاء حملة "الجرف الصامد" بمحاولة الترتيب الذي يتم في القاهرة بين حماس واسرائيل، بعد عدم تحقيق الردع اللازم، سيسمح لحماس بفترة هدوء يمكنها خلالها أن تنظم نفسها وأن تعد مرة اخرى خطة مغرضة من الارهاب الخطير الذي في نهايته قد نحصل على حكم حماس في الضفة الغربية، اضافة الى غزة - المصدر).

 

لا ينبغي لاعتقال نشطاء حماس في الضفة وكشف مؤامرتهم للشروع في انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية أن يفاجيء أحدا. فقد أعدت حماس منذ زمن لمعركة متداخلة من غزة ومن الضفة، في محاولة لاخراج المنظمة من العزلة التي كانت في نصيبها في الاشهر الاخيرة. وكان قرار حكومة اسرائيل تجميد المحادثات مع رئيس

 

السلطة الفلسطينية ابو مازن بعد إقامة حكومة الوحدة الفلسطينية صحيحا وشوش بقدر ما خطط منظمة الارهاب.

 

وكان يفترض بعملية اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون، والتي بادرت اليها حماس، حسب رؤيتها، ان تتطور الى حدث مساومة. وعلى ما يبدو خططت أيضا لان تكون خطوة بداية للمواجهة الحالية. غير أن فشل عملية الاختطاف، التي انتهت بقتل الفتيان، شوش خطة حماس وأدى الى المعركة في قطاع غزة فقط. وخلافا لخطط وتوقعات منظمة الارهاب، لم تندلع الانتفاضة في الضفة وبقيت حملة "الجرف الصامد" محصورة في القطاع فقط.

 

ويجسد كشف مؤامرة حماس في الضفة ايضا مرة اخرى الخطر المحدق بدولة اسرائيل من منظمة الارهاب. فخطتها لعملية متداخلة، تتضمن هجوم قاتل من داخل انفاق الارهاب، اطلاق صواريخ نحو أهداف مدنية في اسرائيل وانتفاضة ثالثة في الضفة كانت في نظرها تستوجب من الجيش الاسرائيلي العمل في جبهتين، تشوش عمله وتسمح بالمس بعدد كبير من المواطنين.

 

لا ريب أن الجيش الاسرائيلي كان سيخرج ويده هي العليا حتى من مثل هذه المواجهة في جبهتين. ولكن أغلب الظن كانت الدولة ستتكبد عددا أكبر من المصابين. وكان لتشوش اختطاف الفتيان والعملية البرية الناجحة التي قام بها الجيش ضد الانفاق في القطاع قد مسا شديد المساس بخطة حماس ومنعا قتل جماعي للمواطنين الاسرائيليين.

 

كما أن الكشف عن خلايا القتل لحماس في الضفة يمزق القناع عن وجه منظمة الارهاب، التي تحاول كل الوقت عرض نفسها كجهة سياسية شرعية في الساحة الفلسطينية. ويشدد الكشف أيضا الخطر في توجيه نشطاء الارهاب من الدول التي تسمح بهذا النشاط – في هذه الحالة صالح عاروري من تركيا، ويثبت مرة اخرى الخطر الكامن في تحرير الارهابيين من السجن، حتى اذا ما أُبعدوا الى دول خلف البحر.

 

ان انهاء حملة "الجرف الصامد" بمحاولة الترتيب الذي يتم في القاهرة بين حماس واسرائيل، بعد عدم تحقيق الردع اللازم، سيسمح لحماس بفترة هدوء يمكنها خلالها أن تنظم نفسها وأن تعد مرة اخرى خطة مغرضة من الارهاب الخطير الذي في نهايته قد نحصل على حكم حماس في الضفة الغربية، اضافة الى غزة.

 

ليس متأخرا بعد وقف المفاوضات الجارية في القاهرة والايضاح لحماس بان اسرائيل تعتزم القتال ضدها طالما تهدد بالمس بمواطنيها. وطالما واصلت حماس المبادرة الى عمليات ارهابية ولا تعترف بحق اسرائيل في الوجود، من حق الدولة أن تضرب شبكاتها، نشطائها وقادتها، دون تمييز بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية. على دولة اسرائيل أن تصرح بأن الترتيب مع حماس، فقط شرط أن تقبل المنظمة، أولا وقبل كل شيء شروط الرباعية. حتى ذلك الحين فان دولة اسرائيل الشرعية لضرب حماس وقادتها وعدم إدارة أي مفاوضات معها.