خبر حقهما في الزواج- هآرتس

الساعة 09:11 ص|19 أغسطس 2014

حقهما في الزواج- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

زواج مورال مالكا ومحمد منصور هو زواج طبيعي. كل علاقة زواج اختيارية لزوجين هي علاقة طبيعية، ومحاولة ترهيب الزوجين ومنع الظاهرة لن تنجح. فهذه محاولة عابثة، مظلمة وزمنها انتهى.

 

في الايام الاخيرة جرت حملة تهديدات وتخويفات ضد الزوجين، بادارة منظمة "لهفا" (لمنع التمثل في البلاد المقدسة)، التي نشرت على صفحتها في الفيسبوك الدعوة للعرس. لقد وصلت هذه الموجة العنصرية أول أمس الى ذروتها في أثناء عرسهما في ريشون لتسيون عندما تظاهر 200 من نشطاء اليمين خارج قاعة المناسبات التي جرى فيها

 

العرس، وهم يشتمون الزوجين ويهتفون "الموت للعرب" و "احمد طيبي مات". ومقابلهم انتظمت مظاهرة مضادة من نحو 100 شخص جاءوا لدعم الزوجين، ومقابلهم هتف المتظاهرون "الموت لليسرويين" وقد تطلب الامر مئات من أفراد الشرطة والحراس كي يتمكن العرس من السير.

 

مورال ومحمد لم ينتهكا اي قانون. من حقهما أن يتزوجا. فاختيار الزوج أو الزوجة هو من الحجارة الاساس لحقوق الفرد، وينبغي الاسف في أن هذا الحق في اسرائيل ليس منصوصا عليه في المواضيع المدنية أيضا مثلما في باقي دول العالم الغربي ايضا. وتهديدات بهذه الشدة على فعل خاص مثل اختيار الزوج والزواج يمكنها أن تكون فقط في دول الشريعة المتطرفة في العالم، وليس في أي ديمقراطية غربية، من النوع الذي تدعي اسرئيل انها منها.

 

خير فعل رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الذي سارع الى شجب التحريض ضد الزوجين بقوله ان "خطا أحمر يمر بين حرية التعبير والاحتجاج وبين التحريض. محمد ومورال من يافا قررا الزواج وممارسة حريتهما في دولة ديمقراطية. مظاهر التحريض ضدهما مثيرة ومقلقة". كما ان الوزيرة ياعيل غيرمان جديرة بالثناء على قرارها التوجه لتهنئة الزوجين.

 

كان يجدر بمزيد من منتخبي الجمهور ان يشجبوا موجة العنصرية العكرة التي اندلعت حول هذا العرس. غريب أن وزير المالية يئير لبيد بالذات الذي يمثل ناخبين حقوق الانسان والمواطن قريبة الى قلوبهم، تحفظ أمس من الزواج المختلط وهكذا مس بحق المتزوجين.

 

ان الخطر الحقيقي الذي يحوم فوق رأس المجتمع في اسرائيل هو تحوله الى مجتمع اصولي مظلم، يحفظ فيه نقاء الدين والعرق بالقوة وبالعنف، تسمح فيه مجموعات مختلفة لنفسها بان تتدخل بقدم فظة في الحياة الشخصية للناس ويصبح فيه عرس شخص ما حدثا سياسيا عنيفا.