خبر رشوة للمستوطنات -هآرتس

الساعة 09:34 ص|18 أغسطس 2014

رشوة للمستوطنات -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لوزير الدفاع موشيه بوغي يعلون سبل ملتوية لتحقيق "رد صهيوني" مناسب لاعمال قتل اليهود على أيدي فلسطينيين. فقد وعد يعلون المجلس الاقليمي غوش عصيون، الذي أقام البؤرة الوهمية تقوع ه، بان مقابل اخلائها سيحظى المجلس بمردود جدير. فقد وعد الوزير، ضمن أمور اخرى، باقرار اقامة مزرعة، "تبييض" البؤرة القديمة وغير القانونية تقوع د، واقرار بناء 24 شقة في "ضواحي تقوع" (حاييم لفنسون، "هآرتس" أمس).

 

ان اقامة البؤرة الاستيطانية تقوع ه التي بادر اليها مجلس غوش عصيون كرد خاص على مقتل نفتالي فرنكل، غيل عاد شاعر وايال يفرح، كان فعلا غير قانوني. وحسب قرار المستشار القانوني للحكومة، يهودا فينشتاين، فان المجالس الاقليمية ممنوعة من تمويل نشاطات من هذا النوع. وقد اقيمت تقوع ه على اراضٍ فلسطينية خاصة، خلافا لسياسة الحكومة التي تحظر اقامة بؤر استيطانية جديدة. أما يعلون، بصفته الوزير الذي يحمي القانون ويحرص على تنفيذ السياسة التي يشارك هو نفسه في وضعها، فقد أمر قبل نحو ثلاثة اسابيع بهدم البؤرة. ولكن يبدو أن وزير الدفاع نفسه أيضا لا يؤمن بجدية خطواته وسياسته.

 

وهكذا يتحول يعلون من وزير كبير في الحكومة الى نوع من التاجر أو الوسيط العقاري، الذي مهمته ايجاد ثغرات في القانون تسمح بتبييض بؤر استيطانية غير قانونية؛ وهو يوزع اذون البناء وكأن اسرائيل تحررت من الضغط الدولي الذي تلقيه المستوطنات على كاهلها. وهو يهزأ بقرار محكمة العدل العليا التي ردت التماس مستوطني تقوع ه، ويوضح للجناة الظاهرين، بان انتهاك القانون مجدٍ.

 

إن اقامة بؤرة استيطانية عشوائية، تبييض البؤر- الاصطلاح المأخوذ من لغة المجرمين – "تكثيف المستوطنات"، وغيرها من الممارسات التي كل هدفها هو السيطرة على مزيد من الاراضي في المناطق، تدق مسامير يهودية في المناطق الفلسطينية بهدف منع كل احتمال لحل وسط سياسي. وبالتوازي، فانها تمزق العلاقات التي لاسرائيل مع الدول الغربية وتخرب على صورة الدولة.

 

ان المستوطنات، فخار الصهيونية المسيحانية، تمس بقدرة المشاريع الاسرائيلية داخل الخط الاخضر على تصدير بضائعها الى اوروبا التي تتخذ منذ الان عقوبات اقتصادية وتقاطع المنتجات من المستوطنات. اما الاسناذ الذي تمنحه حكومة نتنياهو لمنتهكي القانون فلا تجعلها فقط مجرمة بل حكومة مستعدة لان تضحي باسم، مكانة وازدهار اسرائيل الاقتصادي من أجل الحلال المسيحاني.