خبر محظور فقدان الولايات المتحدة -هآرتس

الساعة 08:37 ص|17 أغسطس 2014

بقلم: أسرة التحرير

أدت حملة "الجرف الصامد" في غزة بحكومة اسرائيل الى شرخ علني في علاقاتها مع الادارة الامريكية. فالتوتر بين القدس وواشنطن ميز فترة ولاية الرئيس الامريكي براك اوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بدايتها. ولكن حتى الاسابيع الاخيرة، لم تمس الخلافات العميقة على السياسة تجاه الفلسطينيين وايران بمصالح اسرائيل الحيوية. فقد أوضح الامريكيون بان الخلافات الدبلوماسية لن تهز التزامهم المتين بأمن اسرائيل والحفاظ على قوة الجيش الاسرائيلي.

 

لقد اهتز هذا التمييز في أعقاب القتال في غزة، والذي دفع الادارة الامريكية الى الاعلان عن تشديد الاجراءات لتوريد السلاح للجيش الاسرائيلي. لا يوجد تعبير أكثر وضوحا للازمة في العلاقات. فالادارة تهدد بكبح جماح قدرة اسرائيل العسكرية، ردا على استخدام قوة مبالغ فيها أدت الى قتل مدنيين ودمار هائل. وحسب تقرير براك ربيد، فقد صدموا في واشنطن من أحداث "يوم الجمعة الاسود" في رفح، والذي أوقع فيه الجيش الاسرائيلي ضربة نار على المدينة ردا على اختطاف هدار غولدن. وسبقت احداث رفح سلسلة من التسريبات، أبرزت التوتر بين نتنياهو وكبار مسؤولي الادارة وعلى رأسهم الرئيس. وقرر الامريكيون الاشارة الى نتنياهو بان صبرهم نفد.

 

في طريقة الحكم الاسرائيلية، يوجد موضوع ادارة العلاقات مع الولايات المتحدة بالمسؤولية المباشرة لرئيس الوزراء. عليه أن يضمن الا يتضرر الدعم الحيوي وان تواصل امريكا منح اسرائيل المساعدة العسكرية والمظلة الدبلوماسية. وقد شد نتنياهو الحبل في علاقاته مع واشنطن برفضه المفاوضات الجوهرية مع الفلسطينيين، بانتقاده محادثات النووي بين القوى العظمى وايران وبنبشه في السياسة الداخلية الامريكية، حيث وقف الى جانب خصوم الرئيس الجمهوريين. وبوقاحته حاول نتنياهو اقناع الرأي العام الاسرائيلي بان اوباما معادٍ وضعيف، سياسته في الشرق الاوسط هزيلة واسرائيل يمكنها أن تعتمد على مؤيديها في الكونغرس كي تتجاوز الادارة. وكتعبير عن استخفافه بالادارة عين نتنياهو سفيرا في واشنطن رون ديرمر المقرب من الجمهوريين والمنقطع عن البيت الابيض.

 

في حملة "الجرف الصامد" بلغ غرور نتنياهو ذروته، حين طلب مساعدة امريكية في تحقيق وقف النار وبعدها عرض مسؤولي الادارة كلجوجين منعوا اسرائيل من ادارة الحرب. نهجه خطير. نتنياهو ملزم بتهدئة المواجهة مع واشنطن وتركيز الجهد على ترميم العلاقات مع اوباما، الذي سيبقى في منصبه نحو سنتين ونصف اخرى. ان الدعم الامريكي حيوي. واذا ما تضرر فسيفقد نتنياهو أيضا الدعم الجماهيري الذي هتف لزعامته في ايام الحرب.