خبر الى اللقاء في الجولة القادمة ..هآرتس

الساعة 10:49 ص|15 أغسطس 2014

 بقلم: يوئيل ماركوس

          (المضمون: من لحظة الانطلاق الى الحرب، ينبغي تحديد ما هي أهدافها السياسية او العسكرية. وهذه لا تبدو في متناول اليد - المصدر).

          للشاعر قصيدة مغناة يقول فيها "يوجد هنا صيف حار، الخريف سيأتي بعده. المطر سيشطف غبار الدبابات. الحقول ستخضر و "الجنوب الاحمر" بالمعنى الايجابي للكلمة، جنوب شقائق النعمان، الزهور والاستقرار، سيكون هنا، وسيكون هنا لسنوات كثيرة جدا الى الامام". الملحن، الا وهو رئيس الاركان بيني غانتس، بحذاء المظليين، والبندقية على كتفه، دعا المستوطنين للعودة الى منازلهم في غلاف غزة ووعد بان في غضون يومين – ثلاثة ستدمر باقي الانفاق. وفي غضون بضعة أيام اطلقت هذه النغمة كقصيدة تبجح زائف. وكما يقول الانجليزي، هذا افضل بكثير من أن يكون حقيقيا.

          لم نتمكن بعد من تنفس الصعداء، ومحللون في التلفزيون لم يتمكنوا بعد من الكشف كم عرفنا ام لم نعرف عن الانفاق الوحشية، وكم سيعيد لنا وقف النار الامن حقا مثلما وعدونا. وربما نعم. الحساسون منا وجدوا صعوبة في أن يتمتعوا بصور الدمار الذي اوقعناه بين السكان المدنيين، بمن فيهم من نساء وأطفال. ولكن الجبهة في مثل هذا النوع من الحرب هي الجبهة الداخلية. فلا يهم قادة حماس الدمار والقتل طالما استمرت في أن تطلق علينا مئات والاف القذائف. وكون هذه حرب على الوعي، فاننا نرى الدمار في الطرف الاخر برضى ما. نفكر في قلبنا بانه لو لم تكن في حوزتنا "القبة الحديدية" لكان لنا مئات القتلى. اخرجوا وفكروا أي دمار وقتل كان سيحدثه 3.400 صاروخ لا يعترض. ماذا كان سيحصل لو لم نكتشف الانفاق. بقدر ما يمكن العجب اذا لم يكن قادة حماس قد أخطأوا في أنهم جرونا لان نضربهم. سنة – سنتان اخريان من الهدوء وكانوا سيمسكوننا في حرب يوم غفران صغيرة، بضربة دموية في عمق جبهتنا الداخلية.

          ولما كانت هذه حربا على الوعي، فلسنا نعرف حقا اذا كنا انتصرفنا فيها. فحقيقة اننا جاهزون لمرة اخرى وغيرها لان نصل الى وقف للنار، لا تعني أنهم انتصروا، أو أننا انتصرنا. فاذا لم تستخدم اسرائيل الحرب لتسوية ما، فانه يمكن القول اننا لم نفعل شيئا غير ان نجتذب الينا النار والمقاطعات من العالم المتنور. فهم يرون النساء والاطفال على خرائب بيوتهم كذخر حربي، ويريدون منذ الان ان يقدمونا الى المحاسبة في المحكمة الدولية.    

          لو كان بنيامين نتنياهو ومحمود عباس أكثر مرونة وعميقين في الطريق الى اتفاق ما، لعله كان يمكن لسكان غزة ايضا ان يكونوا شركاء، ان يبدأوا بالتمتع بالحياة الطيبة نسبيا لسكان رام الله والمحيط. مع ميناء ومطار، لن يحصلوا عليهما أبدا كجائزة على الانفاق وعلى قصف اسرائيل. فليس قتل اليهود هو ما يحتاجون، بل التطلع الى العيش معهم والمساومة معهم. سخيف المطلب بأن نجزي حماس بميناء ومطار كشرط لوقف الاصابة لاسرائيل.

          وبالنسبة لنتنياهو – فهو يشخص التهديدات اكثر مما يشخص الفرص لصناعة السلام، ويلعب دور زعيم الامة، خليط دافيد بن غوريون ومناحم بيغن. يتحدث عن السلام ويصنع الحرب في آب معا. غير أن هذه حكومة مع أفيغدور ليبرمان الذي يطالب بحسم فوري من خلال احتلال غزة، ومجلس وزاري مقلص مع نفتالي بينيت، اسحق اهرنوفتش وجلعاد اردان، الذين يطالبون هم ايضا كسر حماس وزعمائها، الان وفورا. سهل عليهم، وزراء المجلس الوزاري، الضغط على نتنياهو لاحتلال غزة، ولكن من لحظة الانطلاق الى الحرب، ينبغي تحديد ما هي أهدافها السياسية او العسكرية. وهذه لا تبدو في متناول اليد.

          في النقطة التي نوجد فيها، الحقائق الاساسية لم تتغير. لم يعدوا لحماس ضربة قاضية لدرجة أن يتطلع زعماؤها فجأة لان يكونوا ملائكة سلام. الانجاز الوحيد الذي يوجد لنا حاليا هو الكشف بان الرئيس عبدالفتاح السيسي أخرج من النفتالين اتفاق السلام مع مصر وهذا جيد لليهود. يتحدثون عن محرر صحيفة بالايدش، كان يسأل زملاءه كيف تعرف "نيويورك تايمز" اليوم العنوان الرئيس للغد؟ جوابا بسيط. لا شيء انتهى بعد: الى اللقاء في الجولة القادمة.