5 بليون .. مزادوات.. تآكل النفسيات ..

تحليل الجبهة الداخلية للاحتلال أوهن من بيت العنكبوت!

الساعة 03:53 م|14 أغسطس 2014

غزة (خاص)

أعدت حكومة الاحتلال، جبهتها الداخلية كما تزعم بشكل جيد من الناحية النفسية والاقتصادية لخوض الجيش حرباً ضروساً مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لوقف خطر امتلاك المقاومة لصواريخ استراتيجية وصلت فيما قبل إلى "تل أبيب" والقدس المحتلة.

وقدم الاحتلال ميزانية ضخمة لتهيئة الجبهة الداخلية لأي حرب قد تندلع مع المقاومة، حيث تلقت الجبهة وعوداً كثيرة من الجيش بوقف خطر صواريخ غزة وما أن قرر الاحتلال الحرب منذ (7-7) وحتى (5-8) لعام 2014 وهو يحاول وقف الصواريخ إلا الجبهة الداخلية لم تستطع الصمود لأكثر من 35 يوماً على الحرب ما أحدث أزمة ثقة كبيرة بين الجيش والجبهة الداخلية.

من جهته أكد محللون مختصون كلٌ حسب موقعه السياسي والاقتصادي والنفسي، أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعاني منذ بداية الحرب وخلالها وبعد التوصل لهدنة إنسانية، أزمة ثقة كبيرة بينها وبين الجيش الذي وعد بإيقاف الصواريخ ولم يفلح في تحقيق وعده.

وأوضح المحللون في تصريحات خاصة لفلسطين اليوم الإخبارية، أن الجبهة الداخلية قد خسرت مبالغ طائلة وصلت وفقاً لجهات دولية إلى نحو 5 بليون دولار من الناحية الإقتصادية، فيما أثبتت الحرب عدم جهوزية الجبهة الداخلية من الناحية النفسية حيث تآكلت الروح المعنوية للمستوطنين وقد استشرت حالاتهم النفسية بين بعضهم البعض، بينما من الناحية السياسية فقد خسرت الجبهة الداخلية التكاتف والتعاضض حول حكومة نتنياهو وبدأت أزمة الثقة تزداد والمزاودات على قياداتهم العسكرية تظهر.

غضب ومزاودات على القيادة

من جانبه أكد المحلل السياسي أكرم عطا الله المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تلقت وعوداً كبيرة من الجيش بوقف خطر صواريخ غزة إلا أن الحرب أثبتت عدم قدرة الجيش بتنفيذ وعده ما أحدث أزمة ثقة كبيرة بين الجبهة الداخلية والجيش.

وأوضح عطا الله في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، أن استمرار المقاومة الفلسطينية في إطلاق الصواريخ حتى الدقائق الأخيرة زاد من تفاقم أزمة الثقة بين جيش الحرب والجبهة الداخلية.

وقال عطا الله: "إن أزمة الثقة بين الطرفين جعلت حكومة بنيامين نتنياهو على المحك خاصة بعد فشل الجيش في تنفيذ وعده بوقف صواريخ غزة المنطلقة داخل المدن المحتلة(كتل أبيب- وحيفا والقدس) حيث تعرض قادة الاحتلال للمزايدات من قبل بعضهم البعض وخاصة من قبل داني دانون الذي قام نتنياهو بفصله عن موقعه.

وأضاف، منذ بداية الحرب البرية وظهور معركة الأنفاق المفاجئ لجيش الحرب فإن المستوطنين في الكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة قد هربوا إلى المدن الداخلية ما أدى لتآكل كبير في الجبهة الداخلية ما أدى لتنظيم مظاهرات كبيرة لوقف الحرب وتوقيع اتفاق هدنة طويل الأمد بين الاحتلال وغزة.

5بليون دولار

أما من الناحية الاقتصادية، فقد أكد المحلل الاقتصادي الدكتور معين رجب أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تأثرت بشكل كبير ومباشر جراء رد فعل المقاومة على جرائم الاحتلال في غزة وقصفها لمدن الداخل المحتل".

وقال رجب في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "إن الجبهة الداخلية لم تتوقع أن تصل مجريات الحرب مع غزة إلى المدن الداخلية للاحتلال كما ان الإعلام الإسرائيلي إخفاء الحقائق عن الجبهة الداخلية وهذا يدلل على مخاسر اقتصادية كبيرة".

وأضاف: "إن الخسائر الاقتصادية للجبهة الداخلية الإسرائيلي وفقاً لجهات دولية بلغت 5 بليون دولار متنوعة على (القطاع السياحي بشقيه الخارجي والداخلي – الفنادق – المسارح –الحفلات – أماكن الترفيه – الشواطئ – المطارات – الزراعة- التجارة – الصناعة- وتحول عمل مئات الألاف من مدنيين منتجين إلى عسكريين  مستهلكين حيث الحرب ومستلزماتها من تعويضات وعلاجات".

حالة نفسية

بينما من الناحية النفسية فقد أكد الخبير النفسي الدكتور فضل أبو هين أن الحرب أثرت بشكل نفسي ومعنوي كبيريين على المستوطنين الإسرائيليين حيث تعطلت الحياة وانتهى الاستقرار في "إسرائيل".

وقال أبو هين في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية: "إن المستوطنين الإسرائيلين اعتادوا على العيش بأمن واستقرار وهدوء ولم يعتاد على حياة الملاجئ والخوف والقلق لكن الحرب قلبت الموازنة وأصبح المستوطنين الإسرائيليين بحالة نفسية صعبة عند سماع صفارات الإنذار".

وأضاف إن اليأس قد استشرى داخل المستوطنين بفعل نقل الخوف والقلق إلى الأبناء، مشدداً على أن المجتمع الإسرائيلي اليوم يعاني من حالة نفسية صعبة جراء استمرار سقوط صواريخ المقاومة على المدن الداخلية الاحتلال.