خبر حتى إشعار أخر -معاريف

الساعة 10:39 ص|14 أغسطس 2014

حتى إشعار أخر -معاريف

(المضمون: في منطقتنا خمسة ايام هي خلد. في خمسة ايام يسيطر داعش على خمسة مدن اخرى في سوريا، أو في العراق، أو هنا وهناك ايضا. السطر الاخير؟ الهدوء يستجاب بالهدوء. ما كان، هو ما سيكون. حتى اشعار آخر - المصدر).

 

عاد الوفد الاسرائيلي من القاهرة أمس، مباشرة الى مكتب رئيس الوزراء في القدس. جلسوا هناك، المبعوثون والجنرالات ورجال الاستخبارات والتقدير، مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع ولم يعرفوا بالضبط ماذا يفعلون. المواساة الوحيدة هي معرفة أن هناك في غزة يجلس على كرسي المقعدين محمد ضيف، يعرف وجماعته أقل منهم ماذا يفعلون. فلدى ضيف خيارات اقل بكثير. من ناحيته هذا إما أن يكون أو لا يكون.

 

نفت حماس أمس انها أطلقت الصاروخ الى منطقة شاطيء عسقلان في محيط العاشرة ليلا، ما يثبت انها لا تريد، بعد، احراق النادي وتدرس خطواتها. وفي اسرائيل يترددون بين غير قليل من الخيارات. توجد كهذه، ولا سيما في الجيش الاسرائيلي، تقترح الانسحاب من الاتصالات وتحديد تسعيرة: كل صاروخ يخرج من غزة، سواء اصاب أم لم يصب، يجر تدميرا لمنزلين. كل قذيفة هاون، مع تسعيرة خاصة بها. وهم مدعوون للاستمرار، الى أن ييأسوا.

 

ولكن توجد ايضا امكانيات اخرى. فقد صادق رئيس الاركان بيني غانتس صباح امس من جديد على الخطط العملياتية لاستمرار الحملة، والتي سبق أن عرضت من قبل. من ناحية الجيش الاسرائيلي، كل شيء جاهز للحركة المتجددة. لا يسارعون حقا الى المعركة، ولكن يعترفون بامكانية انها ستأتي.

 

اسرائيل وحماس تشبهان ملاكمين عالقين في الحلبة. لا يدور الحديث عن ملاكمين بذات الوزن. اسرائيل هي ملاكم من الوزن الثقيل. أما حماس فهي ملاكم بوزن الذبابة. بعد غير قليل من جولات الملاكمة ينشأ وضع لا يعود فيه الملاكم الخفيف والضعيف قادرا على أن يضرب خصمه الثقيل. فقدت حماس الانفاق، الصواريخ غير ناجعة، كل المفاجآت التي أعدتها لاسرائيل سبق أن جربت، معظمها بلا نجاح. الامر الوحيد الذي يمكن للملاكم المضروب ان يفعله هو أن يواصل المعركة. وهو يعرف ان خصمه يريد أن ينتهي ويذهب الى البيت. فلديه أمور اخرى يفعلها. كل جولة اخرى تكلفه المال، السمعة والمكانة. الجمهور المحيط يشجع بالذات الملاكم الضعيف. وهو يمدد المعركة أكثر فأكثر، دون أن يسقط. وهو لن يسمح لخصمه بمتعة النوك آوت (الضربة القاضية). وهو يحاول جذب الثقيل الى المناطق الاقل راحة له، يحاول تضليله، يحاول استنزافه، جر الوقت، المضايقة.

 

في النهاية ينبغي لهذا ان ينتهي. أمس عند منتصف الليل مارست كل الاطراف ضغوطا ثقيلة، من كل صوب تقريبا، لتمديد وقف النار بخمسة أيام اخرى. يصعب على نتنياهو أن يعارض ذلك. هو ايضا يريد الهدوء. وهو ايضا مل هذه المغامرة. فقد استنفدها، منذ زمن بعيد. خمسة ايام اخرى؟ فلتكن خمسة ايام اخرى. في منطقتنا خمسة ايام هي خلد. في خمسة ايام يسيطر داعش على خمسة مدن اخرى في سوريا، أو في

 

العراق، أو هنا وهناك ايضا. السطر الاخير؟ الهدوء يستجاب بالهدوء. ما كان، هو ما سيكون. حتى اشعار آخر.