خبر محادثات لأمد بعيد -يديعوت

الساعة 10:37 ص|14 أغسطس 2014

محادثات لأمد بعيد -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: حماس تُملي شروطها على دولة اسرائيل التي تنتظر ما يصدر عن حماس مُستكينة مُستخذية - المصدر).

 

أنباء عن التحركات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي نحو قطاع غزة، وعن الاستعداد لتجديد القتال، وعن استعداد في سلاح الجو وعن تجنيد جنود الاحتياط بالأمر 8. فكل هذه الحيل والمراوغة ترمي الى أن توحي للجمهور وحماس أننا مستعدون فلا تُجربونا. وأننا قد نغضب. وحينما نريد أن نضرب فاننا نضرب ولا نصور قوافل الدبابات لاخافة العدو.

 

كيف ساءت حالنا بهذا القدر، فقد صارت دولة كاملة تقعد متكمشة على ركبتيها تقريبا تنتظر أن تقرر لها منظمة ارهابية أتكون هدنة أم لا. فحماس تُملي علينا صورة الحياة وايقاعها، والحكومة الضعيفة والمترددة والمستخذية تنتظر ما يخرج من فمها. ويحاول المصريون في خلال ذلك بما أوتوا من قوة أن يقنعوا حماس باطالة مدة الهدنة، بل إنهم استخدموا المرحومة أم رئيس الاستخبارات المصرية اللواء التهامي التي أتاها أجلها هذا الاسبوع – وينبغي احترامه الى أن ينهي حداده ويعود الى التفاوض. ويتبين أن ضغطا دوليا وعربيا مع تهديدات من اسرائيل بالرد بنيران ثقيلة لا تكفي لجهود الاقناع.

 

عاد أمس الوفد الاسرائيلي من القاهرة للتشاور وكان في جعبته وثيقة مصرية للتقريب بين وجهات النظر غير ناضجة بقدر كاف ومعها إنذار من حماس يقول لن نستجيب للاقتراح المصري ولن نلتزم باطالة مدة الهدنة لمنح المحادثات احتمال نجاح الى أن نحصل على جواب بـ نعم من اسرائيل. وبعد ذلك فقط سنقرر هل من الحسن أن نقبل الوثيقة أم نجدد القتال. وبعبارة اخرى يقول إنذار حماس لاسرائيل: اذا لم تُجيبوا بـ نعم فأنتم تتحملون المسؤولية لأننا سنطلق النار.

 

إن الوثيقة المصرية التي عُرضت على الطرفين أمس هي في الحقيقة صيغة أولى مؤلفة من مرحلتين؛ فهي ليست وثيقة نهائية بل هي تفصيل فقط للمباديء التي يجب التباحث فيها للتعمق في تفاصيلها، ولهذا طلب المصريون أمس 72 ساعة هدنة اخرى للاستمرار على المحادثات. ويتناول جزء الوثيقة الأول الاتفاقات في المدى القصير والمباشر وفي نطاقه ستتمتع حماس – التي لا تُذكر بصراحة إلا منسوبة الى السلطة الفلسطينية فقط – بعدد من علامات رفع الحصار عن غزة بادي الرأي وفي مقدمتها موافقة مصرية على فتح معبر رفح. وقد وافقت حماس على طلب مصر وضع رجال السلطة الفلسطينية في الجانب الفلسطيني من المعبر وأن يُنشر 3000 من رجال قوة دايتون على طول محور فيلادلفيا. وسيُفتح المعبر بحسب الشروط التي وقع عليها في الماضي في هذا الشأن في حين تحتفظ اسرائيل بالقدرة على أن تراقب من بعيد الداخلين والخارجين. وأبلغ المصريون الى ذلك ممثلي الوفد الفلسطيني أن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بساعات فتح المعبر وشروطه سيتم التباحث فيها في المستقبل مع السلطة الفلسطينية.

 

كذلك تشتمل المرحلة الاولى من المخطط المصري على زيادة مقدار السلع الداخلة والخارجة من غزة – وهذا اجراء لم تعارضه اسرائيل في أية مرحلة. ويفترض أن يستقبل معبر كرم سالم عددا أكبر من الشاحنات –

 

يبلغ 900 شاحنة كل يوم – وأن يُفتح معبر إيرز مرة اخرى لحركة حرة نسبية. ويتم الحديث عن زيادة عدد الخارجين للعمل في اسرائيل والضفة ليصبح نحوا من 5 آلاف في الشهر، وبقي فقط أن يُحدد في ضمن ما سيحدد هل سيوجد نشاط اقتصادي في المنطقة الصناعية في إيرز وكيف سيحدد ومن يمر وكيف.

 

وهناك مادة اخرى في المرحلة الاولى حظيت بموافقة اسرائيل وهي تجديد التصدير من غزة الى الضفة. ويستطيع جهاز الكشف الهولندي عن السلع الذي يعمل في معبر كرم سالم بيقين أن يفي بمطالب اسرائيل الامنية، بل إنه تجري مباحثات في شراء جهاز آخر للزيادة في سهولة امكانية التصدير من غزة الى الضفة. وكذلك التزمت اسرائيل بأن تفي بالتزامات عرضتها في نهاية عملية "عمود السحاب" قبل نحو من سنتين هي اعادة مدى صيد السمك ليصبح نحوا من 10 كم عن شواطيء غزة. بل أبلغت اسرائيل مصر أنها ستكون مستعدة لأن توسع المدى حينما يحين الوقت ليصبح 20 كم بحسب سلوك حماس.

 

وفيما يتعلق بعرض الشريط الامني على طول الحدود، أعلنت اسرائيل أنها مستعدة لأن تتنازل من 500 متر الى 300 متر بل الى 100 متر في غضون اشهر معدودة. وستكون اسرائيل مستعدة بالتخلي تماما عن المنطقة الامنية اذا وحينما يُنشر رجال قوة دايتون على طول الحدود مع اسرائيل. وتعرض الوثيقة المصرية زيادة على كل ذلك ايضا نشاطات تعميرية وانسانية ستزيد اسرائيل في نطاقها عدد خطوط الكهرباء الى غزة وتعمل في اصلاح خطوط الكهرباء والماء وتُعجل في إدخال المعدات الطبية، وهي نشاطات أصبحت تجري اليوم.

 

إن الجزء الذي يهم حماس أكثر هو الجزء الثاني من المخطط المصري الذي يتناول الأمد البعيد ويفترض أن ينفذ بعد شهر فقط ويشمل هذا الجزء موافقة اسرائيل في المستقبل على التباحث في بناء ميناء ومطار في غزة عوض إثارة قضية نزع السلاح من قطاع غزة للتباحث فيها.

 

وسيُثار للتباحث في هذه المرحلة ايضا موضوع مبادلة الجثث بالأسرى بين اسرائيل وحماس، ويتوقع أن يشمل ذلك اعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن عوض الافراج عن معتقلي حماس الذين اعتقلوا في اثناء عملية "الجرف الصامد" فقط على نحو يشبه صفقات الافراج عن أسرى حرب. وقد أعلنت اسرائيل من قبل أنها لن تفرج عن أي واحد من رجال حماس الذين أُفرج عنهم في نطاق صفقة شليط واعتقلوا مرة اخرى في عملية "عودوا أيها الاخوة" لأن الحديث عن قضية قانونية اسرائيلية داخلية. لكن المصريين فهموا أنه قد يُفرج في اطار ذلك الاجراء عن اعضاء المجلس التشريعي من حماس الذين اعتقلوا هم ايضا في نطاق العملية نفسها. وعلى كل حال يؤخرون في حماس في هذه المرحلة ردهم على المخطط المصري لأنهم يُصرون على سماع موافقة اسرائيل مسبقا على الجزء الثاني من الاتفاق.

 

وفي الخلاصة يشمل المخطط المصري في الحاصل تحسينات طفيفة للمخطط الذي أُحرز بعد انتهاء عملية "عمود السحاب" وهو ما سيُمكن رجال حماس من أن يقولوا لسكان غزة إن التضحية العظيمة التي دفعتموها لم تكن عبثا ولا سيما أنه ينتظرهم في الأفق ايضا مشروع تعمير يكلف مليار دولار وتباحث في المرحلة الثانية من الاتفاق المصري التي ستمنحهم رموز سيادة واستقلال اقتصادي وحرية تنقل على هيئة مطار وميناء.