خبر غزة انتصرت إلكترونيا على « إسرائيل »

الساعة 06:08 ص|14 أغسطس 2014

وكالات

أشار خبراء ومحترفو الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي إلى انتصار المقاومة في العالم الافتراضي وسددت ضربات موجهة لإعلام العدو الذي خسر معركة أخرى إلى جانب الخسائر المعنوية التي تكبدها في عدوانه الأخير على القطاع، وفقد في الوقت نفسه احتكاره على مجال الإعلام الذي كان حكرا له يستفيد منه في خدمة أجندته لاستعطاف دول العالم لقضيته.

وأشارت أرقام حديثة تحصلت «القدس العربي» عليها إلى أن حجم التضامن مع قضية غزة كان أكبر بكثير من أي حرب مضت، وأكدت أن إسرائيل وداعميها يخسرون الحرب الإعلامية باتساع دائرة المقاومة الإلكترونية التي اخترقت هذا المجال. وحسب الأرقام والتحاليل التي بحوزتنا، فقد بلغ عدد المتابعين لوسم «صلوا لغزة» على سبيل المثال نحو 5 ملايين متابع، في حين نفس الوسم الخاص بإسرائيل لم يتابعه سوى 112 ألف مستخدم.

أما الوسم باللغة الإنكليزية «غزة تحت القصف» فحقق رقما تجاوز 7 ملايين متابع في حين لم يحقق وسم مشابه عن إسرائيل إلا ما يقل عن 100 ألف متابع. وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وسم آخر يحشد الرأي العام الدولي لاعتبار إسرائيل مجرمة حرب وملاحقتها في محكمة العدل الدولية والذي حقق مليوني متابع، كما حقق وسم خاص بغزة باللغة الإنجليزية أزيد من 10 ملايين متابع بينما نفسه الخاص بإسرائيل لم يحقق ثلث الرقم. وباللغة العربية حقق وسم غزة تحت القصف أزيد من 6 ملايين متابع.

وكانت الملاحظة البارزة أن التفاعل مع قضية غزة وفلسطين كانت أكثر باللغة الانجليزية بكثير من اللغة العربية، ما يدل على أن هناك الكثيرين من خارج عالمنا العربي متضامين مع قضية غزة. ويؤكد عمار محمد الخبير والمستشار في الإعلام الجديد في تصريح خاص لـ»القدس العربي» ان الانتشار الكبير لغزة في شبكات التواصل الاجتماعي يعطينا دلالة ان قضية غزة ليست قضية دينية أو قضية سياسية، بقدر ما هي إنسانية أولا، لأن انتشار الوسوم التي ارتبطت بغزة كانت أكثر من وسوم إسرائيل.

ويشير عمار إلى ان الانتصار الذي حققته غزة إعلاميا يحتاج أن يستمر أكثر، خصوصا في خضم حرب إلكترونية تدار عن طريق وحدات خاصة للجيش الإسرائيلي وتحتاج لتوحد الجهود والتكاتف لمواجهة الاستثمارات التي يقوم بها بتوظيفه أشخاص يدفع لهم أموال للتواجد فقط على الإنترنت وإبراز الصورة ونقض الحقائق.

ويضيف: «أصبح من الضروري الاهتمام بالنشاط الإلكتروني للحملات الإعلامية، خصوصاً أننا في زمن يتوفر فيه الإنترنت على الهواتف الجوالة والأجهزة الوسيطة، بمعنى أن أي قضية يمكنها الانتشار خارج مجالها الجغرافي، ولذلك نشاهد سرعة تدفق المعلومات وتجمع جماهيري في مواقع محددة ولتكون وسيلة ضغط وتأثير على الرأي العام».

وفي تعريفه للمقاومة الإلكترونية التي حققت تقدما لقضية غزة في العالم الافتراضي يشير الخبير والباحث محمد إلى أن «جهودا إلكترونية تقدم من خلال فرق عمل متخصصة مدربة ولها سياسات واضحة وأجندة معدة مسبقاً في رصد دعم وعرض الآراء وقياسها مع الآراء المخالفة ورصد الأخبار لحظة بلحظة عن طريق المحتوى سواء صوت أو صورة أو فيديو أو نص، ويحاول المقاومون الإلكترونون نشر الحقائق بدون الدخول في جدال ونقاش لأن الهدف هو التواجد وليس الإقناع.

وكشف لـ «القدس العربي» بعض الخطوات التي يلجأ إليها المقاومون الذين يعدون سندا لمن يعمل على أرض الميدان في معارك ضد الاحتلال.

وقال إنه «يتم إعداد خطة للعمل يتم خلالها طرح الموضوعات وتوحيد الوسم الخاص بالقضية بشكل عام، ويتم تطبيقها بشكل مرحلي وهذا من خلال تدريب فرق عمل متخصصة ومتواجدة طوال الوقت، لإثبات الحقائق في وقت تنشر فيها معلومات مضللة بلغتنا وبلغات أخرى، لتبقى الحقيقة والمعلومة سلاحا ليس للتأثير فقط، وإنما أيضا للمقاومة، في عصر تحولت المعلومة إلى عنصر فعال ومؤثر بل أحيانا مهدد».

ويقول مدرب الاعلام الجديد ان المقاومين لصالح القضية الفلسطينية يقومون باستخدام الصور وتحميل جرائم العدوان على غزة من خلال كلمات بحثية بلغات مختلفة، مع نشر مقاطع الفيديو ومحاولة ترجمة المحتوى، والتواجد في الصفحات الغربية ونشر التعليقات للقيام بحملات إعلامية وتوعوية عن طريق التبرع لغزة على الانترنت.

من جهته تحدث الناشط الإلكتروني طارق نهاد عن أهمية التدوين الالكتروني في فترة الحرب حيث أبرز دور الحوار والنقاش مع النشطاء والمهتمين عبر الفضاء الالكتروني لغير الناطقين باللغة العربية والذين تنحصر مصادر معلوماتهم في موارد إعلامية محدودة، حيث تحدث عن تجربته كمتحدث للغتين العربية والإسبانية مع النشطاء في دول أمريكا اللاتينية عن اهتمام النشطاء وقادة الحركات الشبابية بالتواصل مع شباب فلسطيني يمدهم بالمعلومات بشكل دوري ويوضح لهم ما يستعصي عليهم من معلومات.

وأشار إلى أن هذا يعد بابا من أبواب المقاومة لم تقم – على حد قوله – حركات المقاومة والحركات السياسية بتغطيته كما يجب، ولم تكن لتتاح له الفرصة على العمل فيه لولا المساحة الحرة وقنوات التواصل التي أتاحها فضاء الإعلام الالكتروني.

وأكد طارق أنه لولا المرونة التي تتمتع بها وسائل المقاومة الالكترونية لم يكن لها أن تكسر الحصار الإعلامي الذي تحاول الجهات المناوئة له فرضه على المقاومين.

وهو ما تجلى بوضوح في العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خاض معركته الشباب العربي بقوة وكسبوا رهانه بشكل أذهل المحتل نفسه الذي وجد صورته تهتز دوليا في كل مكان.

ويختتم قوله بالتأكيد على أن حجم المقاطعة والعزلة التي تعيشها إسرائيل مؤخرا تعود أساسا إلى الفضاء الإلكتروني الذي كسر في فترة وجيزة الادعاءات الصهيونية التي كانت إلى وقت قريب تستند فقط على وسائل الإعلام الثقيلة التي تسيطر عليها، بينما ليس بوسع اللوبيات التي تسير في فلك ان تفرض القبضة نفسها على العالم الإلكتروني الذي بدأ أصحاب القضية العادلة يتفوقون فيه ويجيدون لعبته بشكل أفضل بكثير منها.