بالصور « حنين ».. الصواريخ تحرق قلبها على « أمها » وما تبقى من جسدها

الساعة 10:36 ص|12 أغسطس 2014

غزة (خـاص)

لم تعد "حنين" قادرة على تحسس وجهها "المحترق"، فيدها اليمنى عاجزةً عن الحركة بتاتاً بسبب كسرٍ شديدٍ أصابها، واليسرى مثقلة لا تقوى على الحراك، فيما تتمدد على سرير ترقد عليه منذُ أسبوعين بعد تعرضها للقصف الصهيوني استهدف منزلاً لعائلة البكري بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما تبقى "حرقة قلبها أشد" بعد استشهاد والدتها وأختيها.

حنين محمد البكري (9 سنوات) وشقيقتها ياسمين (11 سنة) من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ترقدان في قسم الحروق بمجمع الشفاء الطبي، بسبب حروقٍ أصابتهما نتيجة القصف الصهيوني على منزل عائلتيهما.

"حنين" لم يحرق الصاروخ وجهها وحده بل حرق قلبها على أمها وأختيها أسيل وأسماء اللاتي استشهدن خلال القصف الذي طال منزلهم وأدى لاستشهادهن بالإضافة لاستشهاد عمها وابن عمها وإصابة أكثر من 20 مواطناً من العائلة.


حروق

مجزرة بعد دقائق من التهدئة

بصعوبة بالغة تروي "حنين" الحكاية لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، والتي كان العالم اجمع شاهد عليها، نظراً لحدوثها بعد دخول تهدئة أبرمت بين المقاومة والاحتلال خلال أيام الحرب وتحديداً في الرابع من أغسطس الماضي.

تقول:" كنا في داخل منزلنا نشعر بشيء من الأمان بعد دخول تهدئة حيز التنفيذ بـ 15 دقيقة، وإذا بصاروخ F16 يقصف منزلنا في مخيم الشاطئ، لم نعرف وقتها ماذا حدث لنا، فأنا وجدت نفسي في المستشفى، ووالدتي وأخواتي استشهدوا".


حروق

تضيف عمتها المرافقة لها في المستشفى نظراً لاستشهاد والدتها : البيت قصف دون سابق إنذار وهو منزل يعج بالسكان، ولكن "إسرائيل" لم تأبه لذلك، فأصابت أكثر من 20 شخص كانوا متواجدين بالمنزل مابين استشهاد وإصابات حرجة، من بينهم والدتهم وأخوتهم وعمهم ونجله.

وتشير عمتها في حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن "حنين" أصيبت بكسر في يدها وحروق من الدرجة الثانية في جميع أنحاء جسدها الذي تحول لبقع سوداء نتيجة الحروق التي طالت جسمها.


حروق

مش ذاكرة غير إمي

شقيقتها ياسمين ترقد بجوارها في الغرفة، يلف جسمها الشاش الطبي يخفي حروقاً من الدرجة الثانية وكسراً في يدها، لا تتذكر سوى أنها كانت تساعد والدتها في " صنع الخبز" لعائلتها، مضيفة: مش ذاكرة غير إمي لما كانت تعمل "الخبز" لأخواتي وأهلي، وصحيت وأنا في المستشفى.

وتردف: مش عارفين شو عملنا احنا ليقصفوا بيتنا فوقنا، وقتها كان في تهدئة والناس بدأت ترتاح شوية من القصف، لكن اليهود بدهم يقتلوا كل الأطفال والنساء.. إمي وخواتي أسيل وأسماء استشهدوا وهم صغار.. حسبي الله ونعم الوكيل – تنهي حديثها.

حروق

حروق عميقة و40% منها أطفال

رئيس قسم جراحة التجميل والحروق بمجمع الشفاء الطبي د. فايز أبو شعبان أوضح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الإصابات بالحروق وصلت بأعداد كبيرة خلال الحرب، ولكن لم يتم رصد عدد محدد للحالات نظراً لارتفاع أعدادها وتوزيعها بين الأقسام الأخرى، وكثرتها في نفس اليوم.

كما عزا ذلك، أن كثير من حالات الحروق تكون قد أصيبت بإصابات أخرى كالكسور والإصابات في أنحاء مختلفة من الجسم.

وعن درجة الحروق وطبيعتها، أوضح د. أبو شعبان، أن معظم الحروق عميقة جداً، حيث يتضح أن "إسرائيل" استخدمت أنواع جديدة من الأسلحة في الحرب، تؤدي إلى حروق عميقة وشديدة.

وأضاف، أن هذه الحروق تسبب إعاقات وبتر للأطراف وأخرى في المخ والصدر، مشيراً أن التجربة خلال الحروب السابقة  على غزة تؤكد استخدام الاحتلال لأسلحة جديدة تؤدي لحروق شديدة.

كما أكد د. أبو شعبان، أن بعض الحالات التي أصيبت بحروق أدت لفقدان بصرها تماماً، وأخرى أصيبت بإعاقات وأخرى لاستشهاد من يصاب بالحروق، مشيراً إلى أن 40% من حالات الحروق أصيب بها الأطفال نظراً لاستهدافهم بشكل مباشر من قبل طائرات الاحتلال وتعمدها قصف المدنيين وارتكاب مجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.

وحول التحركات الدولية التي رافقت الحرب على غزة لارتكاب مجازر الحرب، أوضح د. أبو شعبان، أن أطباء ومؤسسات طبية دولية تحركوا بنداء عاجل من خلال مجلة طبية (لانسد) بعنوان :"رسالة مفتوحة إلى غزة" تحدث فيها الأطباء بوصف دقيق بصفتهم أطباء بالعالم عن استهداف الطواقم الطبية واستخدام أسلحة فتاكة بحق المواطنين، الأمر الذي أحدث ردة فعل قوية لدى العالم وأغضب "إسرائيل".

الصور بعدسة الزميل : داوود أبو الكاس


حروق
حروق
حروق
حروق
حروق
حروق