خبر حكومة في شرك -معاريف

الساعة 10:06 ص|11 أغسطس 2014

بقلم: اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم

(المضمون: من أجل انهاء وضع القتال، ستضطر الحكومة الى منح انجاز ما يعزز حماس ويخرجها من الجولة الحالية مع اعتراف واضح كصاحبة السيادة في غزة وكمن يمكنها أن تتباهى بقدرتها على الوقوف في وجه الجيش الاسرائيلي - المصدر).

 

قررت حكومة اسرائيل خوض معركة ضد حماس بهدف استراتيجي للحرب هو اعادة الردع، ومن خلاله اعادة الهدوء لفترة طويلة نسبيا. وقد ترجم هذا الهدف الى مهام للجيش الاسرائيلي، وعلى رأسها – ضربة شديدة لحماس، لبناها التحتية ولنشطائها. ومع الاجتياح البري اضيفت الضربة للانفاق كمهامة هامة للقوات البرية.

 

نفذ الجيش الاسرائيلي مهامه بشكل باعث على التقدير، ولكن لمفاجأة الجميع – النار لم تتوقف. يبدو أنه لم يكن توافق بين الهدف الاستراتيجي للحرب وبين مهام الجيش الاسرائيلي، ولهذا فان هدف الحرب الذي

 

قررته حكومة اسرائيل – ردع حماس – لم يتحقق. فقد واصلت حماس اطلاق النار رغم انجازات الجيش الاسرائيلي وعلى خلفية انسحاب القوات البرية بشكل احادي الجانب بعد استكمال مهامة ضرب الانفاق.

 

تعطلت الفرضية الاسرائيلية بان يتحقق الردع وكنتيجة لذلك يكون هدوء طويل المدى. فقد فرضت حماس على حكومة اسرائيل خطوة انطلاق اخرى تختلف عن تلك التي خطط لها – الانطلاق الى عملية المفاوضات. وامتثل الطرفان للمفاوضات في القاهرة بينا يرفض كل طرف الاعتراف بانجازات الطرف الاخر وكل طرف يطرح مستوى عال جدا على الطرف المقابل.

 

تشبه عملية المفاوضات الشخص المعني بان يشتري بضاعة في السوق يبدي البائع اهتماما ببيعها. يحاول التاجر ان يعطي أقل بسعر أعلى. بينما الشاري يحاول أن يحصل على أكثر بسعر أقل. هكذا ايضا بين دولة اسرائيل وحماس. اسرائيل معنية بالوصول الى تسوية ولكنها تعتقد أنها انتصرت، ولهذا فهي تسعى لان تعطي اقل كخطوة اولى. اما حماس من جهتها فتشعر بانها فرضت على اسرائيل المفاوضات ولهذا فتسعى الى تحقيق اكبر قدر ممكن، على الاقل انجاز مثل فتح المعابر مقابل وقف القتال. واضح أن الطرفين معنيان بوقف القتال، ولكنهما يسعيان في هذه المرحلة الى عرض موقف متصلب ومحاولة تحقيق انجاز اقصى.

 

ان قرار حكومة اسرائيل عدم ضرب حماس ضربة عسكرية ذات مغزى والاكتفاء بخطوة عسكرية محدودة أدى الى وضع نجحت فيه حماس في تشويش الاستراتيجية الاسرائيلية والفرض عليها انهاء جولة القتال بالمفاوضات وليس بالردع. وتنهي حماس المواجهة الحالية فيما هي تقف على قدميها للمفاوضات على شروط وقف النار مقابل الوفد الاسرائيلي في القاهرة.

 

حكومة اسرائيل، بسبب قرارها عدم تعميق عملية الجيش الاسرائيلي، توجد في شرك. من أجل انهاء وضع القتال، ستضطر الحكومة الى منح انجاز ما يعزز حماس ويخرجها من الجولة الحالية مع اعتراف واضح كصاحبة السيادة في غزة وكمن يمكنها أن تتباهى بقدرتها على الوقوف في وجه الجيش الاسرائيلي. ان عدم الرغبة في المساومة مع حماس ستؤدي الى وضع تستمر فيه النار لزمن طويل، وعندها فان هدف الهدوء للجنوب لن يتحقق. وتفهم حماس بان اسرائيل لن تستأنف العملية البرية وهي تواصل تحدي اسرائيل بتنقيطات النار على غلاف غزة.

 

يبدو أن حكومة اسرائيل، التي انجرت الى هذا الوضع من انعدام البديل، سضطر قريبا الى ان تعيد الوفد الى القاهرة والسماح بتنازلات لحماس، تتيح فتح معبر رفح وعلى ما يبدو ايضا تسهيلات اخرى في معابر الحدود بين اسرائيل والقطاع. أما مطلب حكومة اسرائيل تجريد القطاع فسيتحقق أساسا من خلال تصريحات دولية يقف خلفها القليل جدا . يتبين أنه حتى بعد جولة الضربات الحالية لم يتحقق هدف الهدوء بعيد المدى، وان الطرفين مستعدان لجولة الضربات التالية التي ستقع قريبا.