خبر مستوطنو غلاف غزة يخشون العودة

الساعة 12:21 م|10 أغسطس 2014

القدس المحتلة

لم تقنع رواية حكومة الاحتلال وجيشها، بالانتصار في العدوان على قطاع غزّة، المستوطنين، الذين يدركون في قرارة أنفسهم، أن إسرائيل لم تنتصر على الإطلاق.


وفيما كانت الصحف الإسرائيلية قد نقلت، الأسبوع الماضي، أنّ سكان المستوطنات الجنوبية في فلسطين المحتلة يتردّدون في العودة إلى مستوطناتهم، التي باتت خالية، كشف تقرير، نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ليلة السبت، عن أنّ سكان مستوطنتين، على الأقل، كانت المقاومة تمكّنت من حفر أنفاق تصل حتى مشارفهما، وهما "كيبوتس ناحال عوز"، و"كيبوتس عين هشلوشاه"، أعلنوا السبت مجدداً رفضهم العودة إلى مستوطناتهم، وذلك بعد انهيار الهدنة وعدم تمديدها.


وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن سكان "ناحل عوز" و"عين هشلوشاه"، اللتين شهدتا، على مشارفهما، اثنتين من أشرس المعارك بين المقاومة وجيش الاحتلال، بعد تسلل المقاومة إلى وراء خطوط الجيش الإسرائيلي، أعلنوا رفضهم العودة، رغم التعليمات الواضحة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بعودة هؤلاء إلى مستوطناتهم بحجة تأمين الأخيرة، وإعادة نشر قوات معززة من الجيش فيها وحولها لتأمين السكان.


وبحسب الموقع، فإن مستوطني "ناحل عوز" يرفضون العودة إلى "الكيبوتس"، إلى أن تنتهي عملية إعادة انتشار قوات جيش الاحتلال، ونشر قوات وشبكة حراسة تلائم الوضع الجديد، الذي نجم عن العدوان، بعدما فاجأت المقاومة إسرائيل بقدرتها على التسلل وراء خطوط الجيش، والاقتراب من مشارف المستوطنات القريبة من غزة، وتهديد أمنها.


ونقل الموقع عن إسرائيلية من سكان "ناحل عوز"، تدعى يانينا برنيع، قولها: "لماذا أطلقنا هذه الحملة إذا لم يتغير أي شيء بعدها؟ لسنا مستعدين للعودة إلى بيوتنا بهذه الطريقة".


في المقابل، ادعى المجلس الإقليمي لمستوطنات "غلاف غزة" أنّ نحو 85 في المائة من السكان قد عادوا، لكن التقرير أفاد بأن سكان "كيبوتس عين هشلوشاه"، الذي دارت على مشارفه معركة بين عناصر المقاومة والجيش الإسرائيلي، لم يعودوا بعد، بل إن إدارة "الكيبوتس" قرّرت إخراج الذين عادوا إليه، إثر تجدد قصف المقاومة للمنطقة.


وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن سكان "كيبوتس ناحل عوز"، باستثناء 50 شخصاً منهم أصحاب وظائف حيوية وضرورية، يعيشون منذ أكثر من شهر كلاجئين في "هدس نعوريم"، بل إنهم أسسوا بصورة ارتجالية صفاً لأولادهم.


ويعكس قرار سكان هاتين المستوطنتين بتحدّي قرار الجبهة الداخلية وإعلان قيادة الجيش باستعادة الأمن، حقيقة المخاوف التي تمكنت المقاومة من زرعها في نفوس الإسرائيليين، عبر تمكّنها من التسلل وراء خطوط الجيش الإسرائيلي. كما أن هذا القرار سيضطر الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم خطة حراسة وحماية جديدة للبلدات والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، والتي تقع في مرمى صواريخ المقاومة.


ويعكس القرار أيضاً فشل محاولات إسرائيل في إظهار قدرتها على إعادة الحياة في مستوطنات الجنوب، القريبة من غزّة، الى روتينها العادي، إذ تُكثر الصحف الإسرائيلية من الإشارة إلى التواجد المكثف للغاية للجنود في المستوطنات الحدودية، وإلى تعطل نظام حياتها "الطبيعي"، وتعطيل العمل في حقولها خاصة، وإلى أنّ غالبية هذه المستوطنات زراعية، وليست بلدات حضرية كباقي المدن، ولا هي بمناطق صناعية، مما يعني أيضاً تعطيل قطاع الزراعة في الجنوب، خاصة بعد مقتل أحد العمال الأجانب، الذين يعملون في الزراعة في "الكيبوتسات" الحدودية، جراء إصابته بصاروخ قبل نحو شهر تقريباً.